الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المدرب «الوطني» الآسيوي.. «غـريب في داره»

المدرب «الوطني» الآسيوي.. «غـريب في داره»
22 يناير 2015 23:25
معتز الشامي (سيدني) إذا أردنا الحديث عن تطوير الكرة الآسيوية، فلا بد من ذكر أهمية دور المدرب الوطني في القارة الصفراء، لأنه الأقدر على معرفة مشكلات اللعبة ونفسيات اللاعبين، والأقرب إلى باقي عناصر اللعبة، لما له من قدرة على النبوغ متى ما أتيحت له الفرصة، وإذا كان المدرب الوطني في غرب آسيا يجد الإهمال وانعدام الثقة مطلين برأسيهما عند كل مرة يتولى فيها المسؤولية، لاسيما أن إدارات الأندية تصبر على الأجنبي، وإن كان أقل في القدرات الفنية والقيادية من «ابن البلد»، فالأمر أيضاً يحدث في دول شرق ووسط وجنوب آسيا، ولكن بمعدلات أقل. وهذا الأمر دفعنا لإلقاء الضوء على هموم «المدرب الآسيوي» في دول القارة، والذي بات غريباً في وطنه وداره، ولا يجد المساندة أو الدعم الكافي، سواء من الإعلام أو المسؤولين. ومن واقع مستندات الاتحاد الآسيوي، الذي اهتم بتطوير قدرات مدربي القارة منذ أكثر من 6 أعوام، وتحديداً مع بداية نشر الاحتراف في القارة الصفراء، فقد حصل ما يقرب من 9890 مدرباً على رخصة مزاولة المهنة وتولي قيادة الأندية والمنتخبات والمراحل السنية من بين 47 دولة تشكل دول القارة الصفراء. وسيطرت اليابان وكوريا على العدد الأكبر من المدربين برصيد 4990 مدرباً مؤهلاً، يعملون داخل الدولتين منهما ما يصل إلى 90% من تلك الأعداد، بينما باقي الـ10% يعملون في الدول المجاورة في شرق القارة، ويتنقلون بين دورياتها وفرقها الصغيرة. وتمتلك الصين 1800 مدرب مؤهل أيضا، يعملون جميعاً في الأندية الصينية والأندية المجاورة، خصوصاً في مجال تدريب الناشئين. أما عن دول غرب آسيا، فهي تضم 1350 مدرباً وطنياً مؤهلاً بمختلف درجات رخصة التدريب، لكن الجانب الأكبر منهم لا يعمل بشكل احترافي، بينما معظمهم مرتبطون بوظائف صباحية ومسائية، ويعتبر التدريب مهنة إضافية لديهم. أما باقي دول آسيا، فيوجد بها 1750 مدرباً مؤهلاً بشكل أكاديمي في أكثر من 30 دولة، وهو عدد قليل، ولكن يعتبر طبيعياً في ظل غياب الاهتمام اللازم باللعبة في تلك الدول. ويعاني معظم مدربي القارة من غياب الاهتمام والدعم اللازم، سواء من الإعلام أو إدارات الأندية والاتحادات، ولعل ذلك هو السبب في كثرة الاعتماد على اللاعبين الأجانب، وتفيد أوراق الاتحاد الآسيوي، أن منطقة غرب قارة آسيا تضم أكبر عدد من المدربين الأجانب في المناطق الخمس التي تشكل دول القارة التابعة للاتحاد. وبحسب المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي، يعود ذلك لاعتماد الأندية والمنتخبات على الأجانب أو الأفارقة من شمال القارة السمراء، وهو ما دفع لجنة الاحتراف الآسيوي إلى تضييق الخناق على العاملين بالقارة والقادمين من خارجها، عبر تشديد معايير الترخيص، بحيث يجب أن يكون من يتولى التدريب في الفرق الأولى وفرق الناشئين والشباب حاصلين على الرخصة الأولى، والرخصة المحترفة، ودبلومة الماسترز في التدريب، بالإضافة إلى التشديد على ضرورة حصول مدربي حراس المرمى واللياقة البدنية على رخص متقدمة أيضاً لا تقل عما هو مطبق في الدوريات الأوروبية الكبرى. وقد اتفق عدد من المدربين الذين التقتهم «الاتحاد» على ضرورة أن يتحرك الاتحاد الآسيوي من أجل فرض عضويتهم في الأجهزة الفنية للأندية والمنتخبات التي يديرها مدربون أجانب، بدلاً من أن يستعين معظمهم بأطقم بالكامل من أوروبا. وطالب السعودي خالد القروني مدرب الاتحاد والمنتخب السعودي السابق بضرورة أن يتم فرض قرار يحفظ حقوق المدرب الآسيوي، طالما كان الاتحاد الآسيوي يشترط ضرورة حصول المدرب على رخص متطورة ويقيم الدورات والمحاضرات للمدربين. ولفت القروني إلى أن المطلوب هو ضرورة إنشاء رابطة للمدربين الآسيويين تتبع الاتحاد القاري، وتعمل على الدفاع عن حقوقهم، مثلما سبق أن طالب بنفس الرابطة على مستوى دول الخليج. ووافق ميو هيونج مدير التطوير بالاتحاد الكوري لكرة القدم، والمسؤول عن دورات المدربين الكوريين على مطلب القروني، وناشد الاتحاد الآسيوي عبر صفحات «الاتحاد» بضرورة الاهتمام بصياغة قوانين تحمي المدرب الآسيوي أمام ما أسماه «الغزو الأجنبي» لسوق التدريب في القارة الصفراء. ولم يختلف الحال كثيراً من حيث الإنجازات التي تتحقق للفرق الوطنية على يد المدربين الوطنيين في آسيا، حيث احتل المدربون الوطنيين في كوريا قائمة المدربين الأكثر تحقيقاً للإنجازات مع منتخبات بلادهم بواقع 9 مدربين كوريين على مدار تاريخ الكرة الكورية لتصبح كوريا الدولة الأكثر اعتماداً على السواعد الوطنية في تحقيق الإنجازات، وهم الكوريون يو هيونج و هيو ديوك الفائزان مع كوريا بلقب كأس آسيا، ثم ميونج ري، كيم تام، لي هوي، تشا بوم، كيم بيونج، كيم جونج هوي، هو جونج، وجميعهم قادوا كوريا في كأس العالم. ومن غرب آسيا، هناك حشمت مهاجراني وجلال طالبي من إيران، ومحمد الخراشي وناصر الجوهر من السعودية، وكلاهما قاد المملكة في المونديال، وأيضاً في كأس آسيا، بينما كان خليل الزياني السعودي الوحيد الذي حقق لقب آسيا مع «الأخضر».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©