الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

خطاطون: الخط العربي يجسد خصوصية الثقافة العربية عبر مسيرة تاريخية حضارية

خطاطون: الخط العربي يجسد خصوصية الثقافة العربية عبر مسيرة تاريخية حضارية
22 أغسطس 2012
الخط العربي ركيزة أساسية من ركائز الثقافة العربية، ويجسد خصوصيتها عبر مسيرة تاريخية حضارية كانت أكثر قدرة على العطاء والبناء، جوهرها بناء الإنسان وبما يمتاز به الخط العربي من وحدات زخرفية متنوعة، ومتكاملة، ومدروسة، في اللوحة أعطت الحرف العربي قدسية استقتها من القرآن الكريم فتنوعت الخطوط في تراكيب متعددة وأشكال متنوعة تبعث السحر والجمال، ليزداد الشكل جمالا في وحدة فلسفية متكاملة العناصر. وخط النسخ واحد من أسهل هذه الخطوط لكنه يمتلك من الجماليات ما يميزه عنها. وشيئا فشيئا اكتسب فن الخط اهتماما وشهرة واسعتين جعلت كثيرين يقيمون له الملتقيات، ويتسابقون في تقديم الجديد في هذا الإطار، وبرزت تظاهرات “خط” القرآن منذ سنوات، وكان أحدها “ملتقى رمضان لخط القرآن الكريم” الذي تقيمه وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، وقد أقيمت دورته الرابعة في دبي في الفترة ما بين الخامس والعشرين والسابع والعشرين من الشهر الفضيل. شارك في الملتقى ثلاثون خطاطا من اثنتي عشرة دولة عربية وإسلامية، أنهى كل منهم خط جزء من أجزاء القرآن. وفي جولة لـ “الاتحاد” على بعض الخطاطين المشاركين، جرى الحديث عن تجربة الملتقى عموما، وعن خط النسخ وتجربة كل فنان بشكل خاص. الخطاط الإماراتي محمد عيسى خلفان المولود عام 1966، الحاصل على إجازة في خطي الثلث والنسخ، شارك في ثلاث دورات من الملتقى، وقام في هذه الدورة بالاشتغال على الجزء الثاني عشر من القرآن، يقول إن اهتمامه بالخط عموما وتوجهه إلى خط النسخ خصوصا، بدأ منذ أن تتلمذ على يد الخطاط صلاح شيرزاد، وركز حديثه على دور وأهمية الورق المستعمل في الخط، وكذلك نوع القلم، ويشير إلى أن الورق المقهر الذي استخدم في الدورة الثالثة كان أكثر جودا من حيث الصقل، فلا بد أن تختلف وتتغير عملية التخطيط والمنجز الإبداعي. تجاوز التجارب ويقول خلفان الذي سبق أن حصل على عدد من الجوائز أبرزها الجائزة الأولى في مسابقة العويس للدراسات والابتكار العلمي عامي 1995 ـ 1996، إن “مثل هذا الملتقى يمنح المشارك فرصة اللقاء مع هذا العدد من كبار الخطاطين من دول العالم، حيث تختلف الأساليب وتتعدد ولكن على قاعدة الرسم العثماني للقرآن (نسخة عثمان)، وهو الرسم المعتمد للملتقى، لكن الاختلاف يكون بين مدارس لخط النسخ بين المدرسة المصرية والعراقية والتركية وسواها. وإلى ذلك فإن ما يبرز عمل الفنان- الخطاط هو قدرته على تجاوز ما قدمه في التجارب والسابقة والمراكمة عليه. ولا يتأتى ذلك للخطاط إلا حين يحصل على تفرغ كامل ليكون التخطيط هو عمله الوحيد، وهو ما لا يتحقق إلا لقلة منهم. ولدينا في الإمارات عدد كبير من الخطاطين والخطاطين الذين يحتاجون إلى التفرغ بما يسمح لهم باكتساب المزيد من المهارات ودخول المسابقات، ليس بهدف الفوز طبعا بل للاستفادة من التجارب العربية والعالمية. علاقة روحانية أما الخطاط السوري محمد بحسيتي الذي يشارك في الملتقى للمرة الثالثة أيضا، فقد أكد أن اختيار خط النسخ لكتابة المصحف هو أمر طبيعي فهو الخط الأول الذي كتب به القرآن الكريم، بالإضافة لما يحمله هذا الخط من جماليات ذات طابع روحاني، وهو أمر يقع في صلب الأهداف التي يسعى إليها الملتقى. وبحسيتي محترف في خط النسخ والرقعة، وقام في هذه الدورة بتخطيط الجزء السادس والعشرين من المصحف، يقول إن الاختلاف بين خطاط وآخر يكمن في ما تتمخض عنه العلاقة الروحانية بين الفنان ولوحته الخطية، وهذه العلاقة هي التي ترسم بصمة الفنان المتميزة، فلكل فنان بصمته التي لا تتشابه نهائيا مع بصمات آلاف الخطاطين في العالم، بل يكمن التميز تماما في اختلاف هذه البصمة. وحول السؤال عن طبيعة وماهية هذه البصمة فهي نتاج مزيج من الدراسة والخبرة والتجربة، لكن الأساس في ذلك أن الخط هو “هندسة روحانية” تعتمد اللحظة النورانية، فأنا منذ سبعة عشر عاما مع الخط العربي أكتشف أسرار الحرف العربي وإمكانيات إضافة لمسات فنية عليه، لأن قواعد الخط قد اكتملت تقريبا وليس لنا إلا أن نلعب في التفاصيل. لقاء القديم والحديث ويقدم الخطاط الجزائري مولاي عبد الرحيم، الذي يشارك في الملتقى للمرة الأولى، جهده لإنجاز الجزء الرابع والعشرين من القرآن، معتبرا أنه وجد في هذا الملتقى ما لم يجده في عدد من الملتقيات التي شارك فيها، ووجد فيه لقاء القديم والحديث، وعن تجربته مع فن الخط عموما وخط النسخ خصوصا يقول “أولا بدايتي كانت مع الفن التشكيلي والرسم، وفي زيارة إلى اسطنبول اكتشفت الفنون الإسلامية، وتعرفت على فن الخط العربي وأخذت دورات في هذا الفن على يد كبار الخطاطين، وتخصصت في خط النسخ وبدأت أشارك في الملتقيات والمسابقات، وهنا أجدني في هذا الملتقى على درجة من المشاعر الروحانية التي تدفع أي خطاط إلى أن يبدع. وتحدث مولاي عن وضع الخط العربي في الجزائر قائلا “فن الخط العربي كان قد غاب عنه اهتمام العرب وكادت تحتكره الدول الإسلامية، وظل قليل الحضور في الجزائر إلى ما قبل عشر سنوات حيث بدأ الاهتمام به من قبل بعض الخطاطين الذين تلقوا دراسة وتدريبات على يد كبار الخطاطين الأتراك، فكان هناك المهرجانات والمسابقات وورشات ومشروع متحف للخط.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©