السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأب والابن: هذا الشبل من ذاك الأسد

17 سبتمبر 2014 21:29
التشكيلي «محمد الاستاد الحمادي»، عميق عمق البحر الذي يرسمه في إيقاعات وصور مختلفة، ففي جناحه المشترك مع ابنه خالد، تسع لوحات، نرى من خلالها البحر في غموضه، ورومانسيته، وغضبه ولكن في إبحار آمن في اللون والمعنى. في بحر الاستاد نلمس أمواجه، وحركة أشرعة القوارب التقليدية على صفحة مياه الخليج، كما تحتل الأمواج المتدفقة بتداخلات لونية خلاّبة ما بين الأبيض الشفاف والأزرق المشع، وكأنها أمواج عابثة تحركت نحونا للتوّ، فتكوينات الاستاد هي كمن يطل على الكواكب من علو كبير، حيث تداخل المشهد والكتل والألوان، ما ينقل المتلقي من مكان إلى آخر، في حين أن كل شيء ثابت، ولعل هذه هي أجمل ميزة في أعمال هذا الفنان العريق الأصيل بإحساسه وصدقه، ليحصل على الفكرة التي في مخيلته. أما ابنه التشكيلي خالد، فيجاوره في تسع صور فوتوغرافية، تلعب في خانة الحرف والصناعات والمهن التقليدية، وصور بديعة لخيول ومفردات تراثية إماراتية، لا تقل في جمالها عما يرسمه والده، لكن هذا الاستاد الصغير يملك طاقة هائلة في التقاط موضوعه من زوايا، تبعث الحياة في الجامد من الموروث الشعبي، مع هذا المزج البديع في الصورة بين الفعل الإنساني والعناصر التراثية الأخرى، في تلميحات معبرة عن بساطة أصحاب الحرف، وأهل الريف والبداوة، في عيشهم وحياتهم، معتمداً على زوايا التصوير وجمال الإضاءة الداخلية، ما بين الظل والنور ودراسة التكوين، وقراءة مكان اللقطة بعناية فائقة، ما يؤكد مقولة «هذا الشبل من ذاك الأسد».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©