الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اللاجئــون في بودابسـت.. يأس كـبار ونحيب صغار وطول انتظار

اللاجئــون في بودابسـت.. يأس كـبار ونحيب صغار وطول انتظار
27 أغسطس 2015 23:35
بودابست (أ ف ب) بدأت محطات القطار في بودابست تشبه مخيمات لاستقبال اللاجئين نتيجة اشتداد أزمة المهاجرين التي تعصف بالمجر وبات مئات الأشخاص يفترشون الأرض، ويعمدون إلى تجفيف ثيابهم على الأدراج. وقال المسافر «كسابا هافاسي» في المحطة الشرقية للمدينة، قبل أن يمشي بين مئات الرجال والنساء والأطفال الآتين من الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، إن هذا أمر لا يمكن تصوره. وبصخب، يطلب بعض من هؤلاء الأشخاص الذين يجلسون على أغطية، الماء والمساعدة الطبية من أفراد منظمة غير حكومة تساعد المهاجرين، وتستعين بالشعب المجري عبر شبكات التواصل الاجتماعي وتوزع هباتهم منذ يونيو الماضي. ولا يتوقف بكاء الأطفال تقريباً، وأحيانا يتنكر متطوعو المنظمة غير الحكومية بلباس مهرجين لتسلية الأطفال، أو يعطونهم طباشير للرسم على الأرض. وقالت جوديت موزير، البالغة من العمر 60 عاماً، التي جاءت لتقديأ العاب للأطفال: «يحزنني جداً أن أرى الأطفال في محنة». وأضافت: «بصفتي جدة، لا أستطيع أن أتخيل حالة اليأس التي بلغها الأهل حتى يقوموا بهذه الرحلة الطويلة، لذا، يجب أن نساعد هؤلاء الناس». وفي وقت سابق من هذا الشهر، عمدت بلدية بودابست إلى إقامة حمامات ومراحيض في مناطق الترانزيت في المحطات. وتسجل أسماء المهاجرين لدى وصولهم بصفتهم طالبي لجوء، وتطلب منهم السلطات التوجه بالقطار عبر بودابست إلى واحد من المخيمات الرسمية للاجئين في البلاد. لكن كثراً يختارون البقاء فترة أطول في محطات العاصمة، ينتظرون أفراد عائلاتهم أو حتى يقرروا الخطوة التالية التي سيقومون بها، كما قال أحد المتطوعين. وفيما تواجه أوروبا أسوأ أزمات المهاجرين منذ الحرب العالمية الثانية، أصبحت المجر، على غرار إيطاليا واليونان، بلد «خط الجبهة». ولدى وصولهم إلى المجر، العضو في الاتحاد الأوروبي وفضاء شنجن، يصبح من السهل نسبيًا على المهاجرين أن يتابعوا طريقهم نحو ألمانيا أو السويد اللتين يختارهما القسم الأكبر منهم. وقال شاب أفغاني كان جالسًا مع أفراد من أربعة أجيال من عائلته في المحطة الغربية ببودابست: «نريد الذهاب إلى ألمانيا التي يقيم فيها أفراد من العائلة». ووصلوا الاثنين إلى المجر، كما قال، بعد توقف استمر ثلاثة أيام على الحدود بين اليونان ومقدونيا، التي أعلنت حالة الطوارئ. وأضاف: «لو كنا نعرف أن الرحلة ستكون صعبة إلى هذا الحد، لبقينا في بلادنا». وقد اعتمد رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان سياسة متشددة ضد الهجرة، وتقيم السلطات سياجًا معدنيًا على طول الحدود مع صربيا. ومنذ بداية السنة، دخل 140.5 ألف مهاجر المجر، وجميعهم تقريبًا عبر صربيا، كما تقول الشرطة. وفاق العدد اليومي للواصلين الجدد 2000 في اغسطس، في مقابل ما بين 250 و500 في بداية السنة. وفيما من المقرر الانتهاء من بناء السياج نهاية الشهر الجاري، يتزايد عدد الواصلين، واجتاز رقماً قياسياً بلغ 2500 مهاجر يشكل الأطفال أكثر من 500 منهم، الحدود يوم الثلاثاء الماضي. وخلافاً للموقف المتشدد للسلطات، يبدي عدد كبير من المجريين تعاطفًا مع المهاجرين، ويساعدونهم بالمواد الغذائية والملبوسات والأدوية وحتى ببطاقات القطار، ويتوجهون بأعداد كبيرة إلى مراكز منظمة مساعدة المهاجرين المخصصة لجمع المساعدات. لكن إحدى المسؤولات عن هذه المنظمة، سوزانا زوهار (36 عاماً) تعترف بأن بعض المارة يسألونها: لماذا لا يساعدون بالتالي المجريين الفقراء؟ وتجيب هذه الأم العزباء لثلاثة أولاد، والتي توزع المساعدة على اللاجئين، الذين يصلون إلى المحطة الغربية، «أريهم صوراً عما حصل في حلب» بسوريا «في السنوات الأربع الأخيرة». وتؤكد أن المتطوعين يقومون بأعمال تفوق طاقتهم، وعلى السلطات التدخل وأخذ الأمور على عاتقها، لأننا نواجه الآن خطر حصول أزمة إنسانية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©