السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الصحافة الأفغانية مهددة مع اقتراب الانسحاب الأميركي

27 أغسطس 2015 23:35
كابول (الاتحاد) يتخذ مقر معهد التطوير الإعلامي الممول أميركيا مركزاً له في مبنى من طابقين خلف باب فولاذي مصفح، تحرسه قوات أمنية مدججة بالسلاح، لا يمكنهم الولوج إليه سوى من خلال بصمات الأصابع المبرمجة عبر ماسح ضوئي. وتم اتخاذ هذه الإجراءات الأمنية في الربيع الماضي بعد أن اتهمت حركة «طالبان» المعهد بأنه «مركز للغزو الثقافي الأميركي». ومنذ سقوط نظام طالبان في عام 2001، أنفقت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 110.7 مليون دولار لتطوير وترويج إعلام منفتح لم يكن موجوداً في أفغانستان، حسب تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست». وفي ذلك الوقت، قتل ما لا يقل عن 45 صحافياً محلياً وأجنبياً، وأصيب عدد كبير، ومع اقتراب رحيل القوات الأميركية، يظل مستقبل الصحافة الأفغانية مهدداً في واحدة من أكثر البيئات المعادية للصحافة في العالم. وبعد ظهر أحد الأيام القليلة الماضية في مقر المعهد، حيث عُلّقت على الجدران صور بعض المراسلين المقتولين، بدأت «سميرة حامدة»، البالغة من العمر 33 عاماً تدريب 17 طالباً، جميعهم فتيات باستثناء طالب واحد، على أساسيات العمل الصحفي، وناقشوا دور الصحفيين في المجتمع الأفغاني والهجمات التي يتعرضون لها. وقال أحد الطلاب: «إن معظم أفراد شعبنا غير متعلم، وبحاجة إلى صحفيين، يوفرون لهم الأخبار، ولهذا السبب هي مهنة سامية». ودخلت «حامدة»، الصحافية التليفزيونية والإذاعية السابقة، العمل الصحفي أيضاً لإحداث فرق في حياة شعبها، بعد أن حصلت عل درجة علمية من جامعة كابول، قبل أن تصقل مهاراتها في ورش عمل تدعمها الحكومة الأميركية. وتؤكد أن سلاح الجندي هو البندقية، وسلاح الصحفي القلم. ومنذ انهيار نظام طالبان، انتشرت وسائل الإعلام المستقلة في تلك الدولة التي تمزقها الحرب، بفضل التمويل والتوجيه الأميركي، ولكن الخوف من «أن تتغلب البندقية على القلم في أفغانستان». ويواجه الصحافيون اعتداءات جسدية وتخويفا ليس فقط من حركة طالبان وأمراء الحرب والمجرمين، ولكن أيضاً من الحكومة المدعومة أميركياً، التي سجنت نحو 60 صحفياً. وكان العام الماضي الأكثر عنفاً بالنسبة للصحفيين منذ عام 2001، بينما يتضاءل التمويل من الولايات المتحدة والحكومات الغربية، الذي أدى إلى ظهور مئات وسائل الإعلام. ويرى نجيب شريف، العضو المؤسس في اتحاد الصحفيين الأفغان، أن الدعم الأميركي في هذا المجال هو أفضل إنجاز حققته الولايات المتحدة في أفغانستان، مضيفاً: «علينا أن نحافظ عليه». وأوضح شريف أن ما عزز ظهور وسائل الإعلام المستقلة في عصر ما بعد طالبان «تعطش» الأفغان إلى التعبير عن أنفسهم بعد عقود من القمع، وجيل جديد ينقب عن المعلومات. ويبقى السؤال الذي يدور في أذهان كثيرين الآن هو ماذا سيحدث بعد إنهاء الولايات المتحدة مهمتها في أفغانستان، ورحيل آخر القوات الأميركية المتوقع بحلول نهاية العام المقبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©