البطل يهزم الأبطال

كنا على ثقة في خالد عيسى حارس المرمى العملاق اليقظ.. وتوقعت أن يتصدى لركلة جزاء.. وعندما فعلها انفجرنا في الفرحة.. وهذا وصف دقيق.. وصيغة الجمع، لأننا اجتمعنا كزملاء وأصدقاء لمتابعة اللقاء.. فقد كان المصريون يشجعون العين، ينفعلون مع هجماته وأهدافه، ويحلمون قبل المباراة بتخطي ريفر بليت.. وذلك من مكاسب كأس العالم للأندية، أن يفوز الفريق بجمهور عريض يتعدى حدود الإمارات.
لعب العين بقوة وشجاعة وإرادة، أمام منافس كبير.. لم تهتز أعصاب اللاعبين.. وكان الفريق منظماً للغاية، وعاد إلى المباراة، رغم الهدف المبكر الذي سجله ريفر بليت، وصدق كايو البرازيلي المبدع، حين قال إن العين لعب هذه المباراة بأداء أعلى من 100%.. لعب الفريق أيضاً بروح التحدي، ورفع شعار مدربه زوران ماميتش: اللعب باستمتاع.. فأنتج الفريق كرة قدم رائعة، مزجت بين الهجوم والدفاع.. وأتذكر هنا أن الكابتن حسن شحاتة قال للاعبي المنتخب قبل مواجهة البرازيل في كأس القارات 2009: انزلوا واستمتعوا بكرة القدم.
تأهل العين للمباراة النهائية إنجاز كبير وصناعة تاريخ.. وهو تأهل عن حق واستحقاق، وليس بفوز بركلات الجزاء.. فالإنجاز يوزن بالأعمال الكاملة للعين، بداية من العودة الدرامية أمام ولينجتون ثم الفوز الحاسم على الترجي، وأخيراً التغلب على ريفر بليت بطل أميركا الجنوبية.
تحقق ذلك للعين بمنظومة عمل احترافية على أعلى مستوى.. بدءاً من اختيارات اللاعبين ولاسيما الأجانب، واختيار المدرب على أن يكون شجاعاً صاحب فلسفة وفكر، بالإضافة إلى إدارة هؤلاء النجوم بقواعد الاحتراف.
وسواء كانت المباراة النهائية مع ريال مدريد أو كاشيما إنتلرز، فإنها تمثل التحدي الآخر والحاجز الأخير.
وعلى لاعبي العين التسلح بالإرادة والشجاعة وبروح التحدي.. فأنتم على مسافة 90 دقيقة من صناعة تاريخ غير مسبوق في كأس العالم للأندية.. وفي جميع الأحوال كنتم فخر الكرة العربية.. وكنتم صناع الأمل لكرتنا العربية التي عشنا معها زمناً طويلاً وهرمنا، ونحن نرضى بالقليل وبأقل القليل..
يا نجوم العين البطل يهزم الأبطال.. وقد صنعتم لنا لحظات فخر وأمل وسعادة كنا في شوق إليها.