الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بيت حانون والفيتو

15 نوفمبر 2006 01:51
من دير ياسين وصبرا وشاتيلا الى بيت حانون، والقتل والمجازر الصهيونية ممتدة، والحقد على الإنسان الفلسطيني والعربي دائماً مدعوم من القوة المهيمنة على العالم، وكأن تناغما مبرمجا بين اليد الملطخة بالدم العربي في الأرض المحتلة وهذه القوة القهرية الأميركية التي تقف خلف هذا العدو لتمده بالقوة والعون والحماية، حتى من أبسط احتجاج أو رفض أخلاقي، ولا يقف الصوت الأميركي إلا الى جانب هذا العدو، وفي أي مناسبة كانت، ولا إنصاف أو مؤازرة أو دعم لغير هذا العدو الصهيوني، ثم يسأل الأميركي بعد كل هذا الخزي والظلم، حتى في قتل الأطفال والنساء وتهديم المنازل على رؤوس أصحابها العزل، نقول: بعد هذا كله يسأل الأميركي لماذا يكره الناس في العالم الثالث أو الشرق السياسة الأميركية· إن غياب الإنصاف والأخلاق والحق، والرؤية للأمور فقط من خلال العين الإسرائيلية هي السبب الأول الى جانب أسباب أخرى، حيث إنها هي المساندة للقوى الظالمة في هذه المنطقة بالإضافة الى الاحتلال والهيمنة على مناطق هامة في هذا الشرق والسيطرة على ثرواته بالإضافة الى زرع العملاء وابتزاز الدول الضعيفة، والتي سلمت مقاديرها الى هذا الوحش المتجبر· ولعل أصدق وصمة عار على الإنسانية هو الموقف الأميركي الذي وقف في الأمم المتحدة ملوحاً بالفيتو، ضد مطلب عادل وأخلاقي قتل فيه أطفال ونساء وعجزة، والذي تسبب فيه العدو الإسرائيلي وبالسلاح الأميركي ذاته··· هذا الظالم لم تهزه أجساد الأطفال الممزقة، ولا النساء اللاتي تحولت أجسادهن الى أشلاء، ولا البيوت المهدمة، ولا الأبرياء من الرجال والعجائز الذين لا حول لهم ولا قوة، ولا حتى الدمار والخراب الذي أحدثه هذا العدوان الغاشم، وبدون مبرر ولا سبب، سواء ان هذا العدو الإسرائيلي يجرب سلاحه الأميركي في تمزيق الأجساد وإزهاق الأرواح· العالم المتحضر الذي يدعو له هؤلاء دائماً والديمقراطية التي يدعونها، كانت تستدعي شيئاً من الإنصاف والعدالة، شيئاً من الإنسانية والانحياز الى الحق والعدل، ولكن بما أن العدو واحد والهدف واحد والمخطط واحد ومتفاهم مع هؤلاء الصهاينة والأميركان، فإنه بالتأكيد لن يرف لهم جفن ولن يصحو ضمير ولن تنهض عدالة· كم هو مؤذٍ هذا المندوب الأميركي بشنبه الأبيض وانحيازه الأعمى الى اسرائيل وهو يرفع ذراعه وكأنها قاذفة قنابل تهوي على ما تبقى من دمار خلفه الاعتداء الإسرائيلي لتقول لكل صاحب ضمير أو خائف من الله وعاقبته، إن هذا العالم لا يعرف غير الظلم للإنسان العربي، بل والإنسان في هذا الشرق، وخير دليل على كره هؤلاء معتقلاتهم الفظيعة في جوانتانامو وأبو غريب والسجون السرية في دول قمعية ودول غربية مختلفة ومعتقلات أفغانستان·· الخ· لم نعرف من هؤلاء غير أنهم بعد أن يقودوا قوى الشر والدمار والتخريف لهذا الشرق العظيم، يأتون بعد أن تنتهي مهمتهم أو صلاحيتهم ليتفقدوا ما زرعوه من أعوان وما خلفوه من قواعد وعناصر تخدم مصالحهم وسياساتهم، وأن يرفهوا عن أنفسهم في هذا الشرق البديع، فقط لنتابع زيارات صناع هذه السياسة الكثر بدءاً من بوش الأب وريجان وكلينتون وآخرين، ثم أخيراً كولن باول، وسوف يأتي بعده دونالد رامسفيلد، وفي المستقبل بوش الابن مفتت العراق، والله المستعان·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©