السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

السنيورة يرفض استبداد الأقلية في لبنان

السنيورة يرفض استبداد الأقلية في لبنان
15 نوفمبر 2006 01:37
بيروت -''الاتحاد'': قال رئيس وزراء لبنان فؤاد السنيورة إنه سيسعى للحفاظ على الحكومة ووصف مطالب ''حزب الله'' وحلفائه بأنها ''استبداد الاقلية''· وأكد السنيورة الذي فقدت حكومته ربع عدد الوزراء منذ السبت أنه سيتابع الحوار على الرغم من انهيار المشاورات الوطنية وتهديد ''حزب الله'' بالتظاهر في الشارع لإسقاط حكومة الأغلبية المناهضة لسوريا· وذكر السنيورة في مقابلة مع رويترز أن الأغلبية كانت مستعدة لتوسيع الحكومة لكن طلب ''حزب الله'' المدعوم من حلفائه في حركة أمل الشيعية والزعيم المسيحي ميشيل عون الحصول على أكثر من ثلث مقاعد الحكومة وهو ما يكفي لعرقلة أي قرارات كان غير مقبول· وقال السنيورة في مكتبه في وسط بيروت: ''سيكون بإمكانهم شل اجتماعات مجلس الوزراء، وستكون لديهم القدرة على إسقاط الحكومة·'' وأضاف مشيراً الى أن أغلبية تحالفه تسيطر على البرلمان ''هذا غير ممكن في دولة ديمقراطية·'' ومضى السنيورة المسلم السني قائلاً: ''النقطة التي يتم ذكرها هي طغيان الأقلية وهذا ما ليس له وجود في جميع مبادئ الديمقراطية· وأوضح السنيورة الذي رفض استقالات ستة وزراء أن كل قرارات حكومته على مدى الأشهر الخمسة عشر الماضية اتخذت على أساس التفاهم والثقة باستثناء حالة واحدة في اجتماع واحد أخذ القرار فيها بأغلبية الأصوات مضيفاً انه مستعد لمناقشة بواعث قلق الشيعة· وقال السنيورة: ''نحن مستعدون للجلوس والتحدث عن كل ما يقلقكم كممثلين للاقلية ونرى ما يمكن عمله·'' وأشار إلى أن احتجاجات حزب الله في الشارع قد تقود الى تظاهرات وتظاهرات مضادة في لبنان· وقال: ''على المرء أن يسأل نفسه كيف يساعد هذا لبنان، بعد 30 عاماً من الحرب الأهلية والمواجهات والاجتياح والاحتلال وتراكم الديون·'' وأضاف ان اي عمل في الشارع قد يعرض للضياع فرص استفادة لبنان من مؤتمر باريس الدولي المقرر عقده في يناير كانون الثاني لتقديم مساعدة في إعادة الإعمار بعد الحرب· وقال: إن إنشاء المحكمة من ركائز برنامج الحكومة ولا فائدة من تأجيل التحرك في مسألة تؤثر على أمن لبنان واستقراره· وواصلت الحكومة اللبنانية العمل لإنجاز المحكمة الدولية في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري فيما تصاعد تهديد المعارضة وفي مقدمتها ''حزب الله'' بإسقاط الحكومة وتشكيل ''حكومة نظيفة''· وسارع الرئيس اللبناني أميل لحود إلى تقديم طعن رسمي للمجلس الدستوري في شرعية قرار الحكومة بإقرار مسودة المحكمة الدولية، واتهم لحود الحكومة بالاعتداء على صلاحيته الدستورية، معتبراً إياها فاقدة للشرعية الدستورية بمجرد خروج وزراء الطائفة الشيعية الذين استقالوا· واتهم رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري الأكثرية بأنها أرضت شارعها فقط· وطالبها بقبول حكومة وحدة وطنية قبل فوات الأوان، ملوحاً بانسحاب فريق المعارضة الذي يضم ''حزب الله'' وحركة ''أمل'' و''التيار الوطني الحر'' من البرلمان بعد الحكومة كإجراء أخير لإسقاط الحكومة والبرلمان، وإدخال البلاد في فراغ دستوري وتشريعي كامل·ومن جانبه، أكد الأمين العام لـ''حزب الله'' حسن نصر الله أن حكومة السنيورة ستذهب وستحل محلها ''حكومة نظيفة''، مؤكداً في الوقت نفسه أنه لا خوف من وقوع حرب أهلية في البلاد· ونقلت الصحف اللبنانية عن نصر الله قوله أمام حشد من المتضررين من العدوان الإسرائيلي إن ''الحكومة النظيفة'' ستأتي، مضيفا: ''سنحافظ على السلم الأهلي والاستقرار''· واعتبر أن مصداقية الحكومة الحالية ''صفر''· ونقلت صحيفة''الأخبار'' عن نصر الله قوله للمحتشدين إن ''حزب الله'' دفع 300 مليون دولار نقداً بدل ''إيواء'' وتعويضات لأولئك الذين خسروا منازلهم خلال العدوان ·وقال نصر الله إن الأموال التي دفعت للمتضررين ''كلها أموال شرعية من علي خامنئي'' وعلى صعيد آخر، كثفت المعارضة اللبنانية من لقاءاتها ومشاوراتها تحضيراً لتحركاتها المستقبلية· وأكد ''حزب الله'' عبر النائبين محمد رعد وحسن فضل الله أن خيار النزول إلى الشارع وتحديد ساعة الصفر سيتم من خلال التشاور مع القوى الحليفة· فيما عقد '' اللقاء الوطني'' اللبناني الذي يضم عدداً من رؤساء الحكومات والوزراء والنواب السابقين اجتماعاً استثنائياً لبحث التطورات السياسية الجديدة· واعتبر المجتمعون ان تصرف المجموعة ''الحاكمة'' هو انقلاب على اتفاق الطائف وعلى الممارسة الدستورية الصحيحة· واعتبر رئيس الوزراء الاسبق عمر كرامي أنه لا شرعية لأي سلطة عندما تتناقض مع مقتضيات العيش المشترك، مشيراً إلى أن الإصرار على عقد جلسة مجلس الوزراء في غياب الوزراء الشيعة لا يحافظ على مصلحة البلاد· وقال كرامي إن تصرفات الحكومة أدت إلى الانقلاب على اتفاق الطائف وعلى الدستور، وهذا يعني فتح الباب أمام نظام جديد،وفي هذا الإطار بدأ الهمس عن الفيدرالية· أما رئيس الحكومة فؤاد السنيورة فاستغرب البيان الصادر عن رؤساء الحكومات السابقين سليم الحص وعمر كرامي ونجيب ميقاتي وطالبوه فيه بتعليق جلسات مجلس الوزراء ريثما يتم التفاهم داخل اللقاء التشاوري على الصيغ التوافقية· وقال: الكل مسؤول فعلاً لكن ليس عن استمرار الأزمة المستحكمة التي باتت تهدد الشعب في وحدته ومصيره، وأنا مسؤول عن استمرار المؤسسات الدستورية في عملها وخصوصاً ما يتصل بمؤسسة مجلس الوزراء التي أنيطت بها السلطة الإجرائية· ورأى رئيس لجنة الادارة والعدل النائب روبير غانم بدوره''، أن جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت برئاسة السنيورة وأقرت مسودة مشروع المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الحريري ورفاقه،''دستورية مئة في المئة''·واستشهد بالمادة 65 من الدستور· وقال:'' ان مجلس الوزراء يتخذ القرارات بأكثرية الثلثين في بعض الأحيان والأكثرية العادية في أحيان أخرى، وعندما يتوفر الثلثان في مجلس الوزراء يكون منعقدا بصورة قانونية· وكشف النائب بطرس حرب عن ''وجود مساع بعيدة عن الإعلام لمعالجة الأزمة الوزارية الناتجة عن استقالة عدد من الوزراء، رافضا تحديد مضمونها''· وأبدت الصحف اللبنانية تخوفها من احتمالات التصعيد المفتوحة · وأشارت صحيفة ''البلد'' إلى أن هناك عدة سيناريوهات منها ''أن تكون الاستقالات خطوة في اتجاه مسار تصعيدي تصاعدي من خياراته استقالة نواب المعارضة من البرلمان وتنفيذ خطة ممرحلة تنتهي بالإطاحة بحكومة فؤاد السنيورة''· لكنها لفتت الى سيناريو آخر يعتبر ''الاستقالة تصعيدا لا بد منه بعد التهديدات وأشبه بانسحاب أمام إقرار المحكمة بأقل قدر من التكاليف لاعتبارات إقليمية''· واعتبرت صحيفة ''الأخبار'' المقربة من ''حزب الله'' أن إقرار مسودة صيغة المحكمة الدولية ''أدى الى انقطاع آخر ما بقي من خيوط الاتصال بين طرفي النزاع اللذين يخوض كل منهما من الان فصاعدا معركة إلغاء الآخر''· وأضافت ''البعض يجزم بأن الجسور قطعت نهائيا فيما يعتقد آخرون ان العودة عن الطلاق حتمية أيا كانت المظاهر'' ورأت أن ''سر الإجابة عن هذه الجدلية يتبلور في الايام القليلة المقبلة'' مع عودة رئيس مجلس النواب نبيه بري الداعي الى التشاور من إيران· وكتبت صحيفة ''النهار'' الموالية للحكومة ''مدت الحكومة يدها الى الفريق المستقيل وحرصت على ان تقرن إقرار نظام المحكمة بترك الجسور مفتوحة أمام أي فرصة لمعالجة الأزمة'' لافتة الى رفض رئيسها استقالات وزراء المعارضة· أما صحيفة ''السفير'' المعارضة فأشارت الى ''مراجعة برزت لدى فريق الاكثرية تحت عنوان كيفية استدراج الفريق الآخر الى طاولة التشاور مجددا''· ولفتت الى ان رئيس الحكومة وبعض وزرائه حاولوا ''احتواء الهزات الارتدادية من خلال استخدامهم لغة ناعمة في مخاطبة الفريق المستقيل''· ونقلت ''السفير'' عن أحد قياديي حزب الله بأن السنيورة ''قتل القتيل ومشى في جنازته''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©