الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الضمير حصيلة مكنونات القيم

الضمير حصيلة مكنونات القيم
22 أغسطس 2012
أبوظبي (الاتحاد) - كثيراً ما تتردد كلمة «ضمير»، ونسمعها في اليوم الواحد عشرات المرات، وكثيرون يخطئون المعنى والقصد أو التسمية، ويسميه البعض « الوجدان الذي يعرفه خبراء النفس بأنه:» قدرة الإنسان على التمييز فيما إذا كان عمل ما خطأ أم صوابا، أو التمييز بين ما هو حق وما هو باطل، وهو الذي يؤدي إلى الشعور بالندم عندما تتعارض الأشياء التي يفعلها الفرد مع قيمه الأخلاقية، وإلى الشعور بالاستقامة أو النزاهة عندما تتفق الأفعال مع القيم الأخلاقية، وهنا قد يختلف الأمر نتيجة اختلاف البيئة أو النشأة أو مفهوم الأخلاق لدى كل إنسان». لكن كيف يتكون الضمير لدى الشخص؟ الدكتور فؤاد أسعد خبير العلاقات الإنسانية، يقول: «كثيراً ما يعلو الأسى وجوه الآباء والأمهات الذين ليست لديهم خبرة كافية في مهام ودور الأبوة، عندما يجدون أن الطفل يخرج عن حدود الأدب واللياقة وأن كل وسائل تعديل السلوك لم تعد تنفع معه. إنه يتصرف بوقاحة، ويرد على الأم بعنف، أو لا يمتنع عن الكذب لينقذ نفسه، أو يقلب المنزل من النظام إلى الفوضى، فهو لا يهتم بنظافته الشخصية، ويدخل في مناقشات طويلة حول الاهتمام بتمشيط شعره والاعتناء بهندامه، ودائماً ما يماطل في تنفيذ ما يطلب منه من أعمال، بل يحاول دائماً أن يثير أعصاب أبويه بتصرفاته وسلوكياته المزعجة، وعندما يتلقى العقاب فإنه سرعان ما ينسى ما عوقب من أجله ويكرر أخطاءه. لكن في نفس الوقت يندهش الأب والأم عندما يعلمان أن الابن يتصرف في المدرسة بشكل حسن وأنه نشيط، ويحافظ على النظام. فلا يستطيع الوالدان تفسير ما يحدث بالضبط! كيف يتصرف ابنهما في المنزل بأسلوب، ويتصرف في المدرسة بأسلوب آخر؟. ويضيف الدكتور أسعد:»إن الأطفال يستمدون مكنونات ضمائرهم الشخصية من بيئتهم المتمثلة في الوالدين، ويستمدون مكنونات ضمائرهم الاجتماعية عند ذهابهم للمدرسة، لذا شدد على ضرورة أن يكون كل ما هو نابع من أفراد الأسرة المحتضنة للصغار في سن النشء متفقاً مع القيم والقناعات السائدة، سواء على مستوى الأداء أو المعرفة، مشيرا إلى أن أخلاق الفرد يكتسبها من المجتمع على عكس شخصيته التي تكون بالوراثة. ومن ثم هناك ضرورة تعليم أطفالنا منذ الصغر أن استثمار الفرد في أصدقائه، والتأكد من أن الاختلاط في نسيج اجتماعي سليم. فالصغار يحاولون أن تكون لهم «أخلاق من صنع أفكارهم»، وألا تكون هذه الأخلاق من صناعة الكبار. وقد يتساءل الكبار: لماذا يحاول الأبناء أن ينخرطوا في جماعات هي أشبه ما تكون بالتنظيم السري غير العلني؟ إنهم يحاولون أن يبتعدوا بأنفسهم عن عالم الكبار، لأن الكبار ليس ما لديهم سوى النصائح والتعليمات والتوجيهات. وهذا يعني أن الأولاد لن يستطيعوا أن يضعوا لأنفسهم القواعد اللازمة التي يعتبرونها دستوراً أخلاقياً لهم، دون أن تترك لهم حرية التعبير عن أنفسهم، وعدم التدخل في كل صغيرة وكبيرة من شؤونهم. إن الأطفال يمكنهم الاستغراق تماماً في ألعاب الكرة بكل أنواعها وألعاب أخرى، ويحاول كل فرد بينهم على قدر طاقته أن يتقن اللعب، بل ويستهلك وقت اللعب أيضاً كل الأوقات بما فيها مواعيد الطعام. ويجد الكبار غالباً بعض الصعوبات في منع الأطفال من الاستغراق كلياً في اللعب وإقناعهم بأن هناك وقتاً للجد ووقتاً للطعام ووقتاً للعب، فما بين العام السادس والعام الثاني عشر نجد تغيراً كبيراً قد حدث. فالأولاد يحاولون الانتباه إلى ضرورة النظام في حياتهم. فالواحد منهم يحس بأن من واجبه تنظيم نفسه، ويعيد ترتيب خزانة ملابسه، وكتبه وألعابه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©