الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القنوات الفضائية «تجمد» أفراد العائلة أمام شاشة التلفزيون

القنوات الفضائية «تجمد» أفراد العائلة أمام شاشة التلفزيون
22 أغسطس 2012
نسرين درزي (أبوظبي) - أوضحت آراء عدد من المشاهدين، أن الأعمال التلفزيونية التي عرضت مؤخراً، ما عادت كما في السابق تجمع الأسرة في الجلسات المسائية لانشغال كل فرد فيها بوسائل ترفيهية خاصة به، لكن في شهر رمضان الماضي اختلف الوضع وتحول الاهتمام كله إلى نجوم التمثيل الذين يتنافسون فيما بينهم على جذب اهتمام المشاهد. وأشارت إلى أن القنوات الفضائية وما تعرضه من المسلسلات والبرامج لا توافق بالضرورة آراء الأبناء والآباء، إذ إنه في الغالب ينصرف كل منهم على حدة إلى مشاهدة ما يعجبه، ومن النادر أن يجتمعوا على عمل واحد ويتناقشوا حول أحداثه، حيث تبقى المعضلة الأساس أن القياس الزمني الذي يتم قضاؤه يوميا أمام الشاشة يفوق المنطق والقدرة على التصور. الواجبات الدينية وقالت إن هذه السنة، يعرض فيها أكثر من 40 مسلسلا دراميا جديدا شغلت العقول عن التركيز في الكثير من الأمور الأخرى. وفي حديث مع عدد من الأشخاص ما بين مناصر ومعارض للكثرة المفرطة في أعمال الدراما ، يتضح أن هوس متابعة المسلسلات والبرامج وصل عند البعض إلى حد المكوث في البيت ساعات طويلة، ورفض الدعوات أو تأجيل أمر الخروج بهدف التبضع أو زيارة الأقارب والأصدقاء. سهى البدري موظفة علاقات عامة عملت خلال شهر رمضان بنصف دوام، وحرصت هذا الموسم على متابعة 11 مسلسلا و4 برامج حوارية، وتقول إنها بالرغم من ولعها بالدراما ومشاهدة نجومها المفضلين، فهي تؤدي واجباتها كاملة، إذ تتحين أوقات الصلاة وتقرأ القرآن قبل النوم ساعة كاملة. وتذكر سهى أن الأعمال التلفزيونية لهذه السنة ضمت عمالقة التمثيل الذي يطلون بروايات قوية، وعلى رأسهم حسب ما ذكرت عادل إمام في مسلسل ناجي عطا الله ومحمود عبدالعزيز في باب الخلق ويحيى الفخراني في الخواجة عبدالقادر، وهي تدافع عن متابعة المسلسلات معتبرة أن معظم الموضوعات التي طرحت على الشاشة مهمة ومحترمة، وأن ذلك لا يعيبها في شيء طالما أنها لا تضيع وقتها فيما ليس له قيمة. ولفتت سهى إلى أن مضيعة الوقت تكون في مشاهدة برامج الألعاب والمسابقات والحفلات الفنية، أما ما عدا ذلك فهو مسموح بالنسبة لها. الأمر نفسه بالنسبة لليلى قادري التي لا تجد خطأ في التعلق بالدراما، وتقول إنها خلال الشهر الفضيل لغت كل التزاماتها خارج البيت لأنها تفضل الاسترخاء أمام التلفزيون، وهي أم لبنت في الثانية من عمرها، وإن تنهي واجباتها تجاه ابنتها حتى تجلس على الأريكة، ولا تبارحها إلا لأمر مهم، وتبقى على هذه الحال حتى وقت متأخر إذ إن الكثير من المسلسلات التي تتابعها يتعارض وقت بثها بين محطة تلفزيونية وأخرى، مما يضطرها إلى البحث عنها ووضعها في جدول كي تتذكر مواقيتها ولا تفوتها أي حلقة منها. وتذكر ليلى التي تعمل في أحد مراكز التجميل، أنها أحيانا تعمد خلال دوامها إلى متابعة الإعادات التي تبث خلال فترة ما قبل الظهر، وذلك عندما تكون حركة العمل خفيفة، مما يجعل وقتها في العمل يمر سريعا، وهي بدورها تابعت خلال شهر رمضان الماضي 8 مسلسلات ما بين الأعمال الخليجية والمصرية والسورية. قيم وعبادات من جهتها تؤكد صالحة محمد أن الإغراق في مشاهدة التلفزيون خلال شهر رمضان لم يقتصر على النساء مع أنهن الفئة الغالبة، وأن هذا«الإدمان» غير المبرر بات يصيب حتى الرجال الذين يتكاسلون في رمضان عن الخروج من البيت. وتعتبر أنهم يجدون في الأعمال الدرامية ملاذا لهم للراحة والتغاضي عن بعض واجباتهم، مثل القيام بأمور التسوق أو زيارة الأرحام وما شابه. وتقول صالحة إنها ليست ضد مشاهدة المسلسلات، إذ إن الكثير من الأعمال المحترمة يمكن أن تجذب المشاهدين، لكنها تستنكر على شريحة كبيرة من المشاهدين تسمرهم معظم الوقت أمام التلفزيون، وهذا برأيها يتعارض مع بعض الواجبات، مشيرة إلى أنه بعد القيام بالواجبات الدينية والاجتماعية، فإنه لابأس من مشاهدة مسلسل أو اثنين كحد أقصى، لكن ليس أن يتحول الأمر إلى مهرجان لمشاهدة أكبر قدر من الأعمال التلفزيونية. ويذكر طه حسيب وهو أستاذ لغة عربية وأب لـ 4 أبناء، أن ظاهرة الدراما، باتت أشبه بالآفة وهي تستفحل عاما بعد عام، ويعتبر أن الكم الهائل الذي ينفق عليها من أموال وجهد وإعلانات، من الأولى أن يصب في موقع آخر ذات فائدة للمسلمين، وهو يعترض كليا على مشاهدة التلفزيون، خاصة خلال شهر رمضان إلا بما قل، إذ أن بعض مسلسلات التلفزيون تفسد برأيه القيم . ويقول طه إن هذه الأعمال التلفزيونية وسواها الكثير من مظاهر السهر وأمور التسوق، تحول دون تخصيص الوقت الكافي للتمعن في أداء الواجبات. خطأ المشاهد تحدث فضيلة الشيخ حسن الحفناوي المستشار القضائي في ديوان الرئاسة عن الخطأ الذي يقع فيه المشاهد عندما يمضي معظم وقته بالنظر إلى التلفزيون، أو القيام بالأمور الترفيهية الأخرى التي تبعده عن الواجبات الدينية، مشيراً إلى أن شهر رمضان هو مثل المعسكر الذي ينظم سنويا للمؤمنين لتحفيزهم على مواصلة العبادات لوجه الله تعالى، والإكثار من عمل الخير وتسخير الوقت للدعاء والصلاة والتلاوة، ومن الأجدر عدم مضيعة الوقت في متابعة المسلسلات التي يمكن مشاهدتها لاحقا، وإنما التركيز على أمور الدين والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة والذكر والصدقات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©