السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السمالية تضع ربوعها في تصرف 510 طلاب

السمالية تضع ربوعها في تصرف 510 طلاب
29 أغسطس 2013 20:21
أكثر من 510 طلاب من أنحاء الإمارات كانوا على موعد أمس الأول، مع رحلة إلى أعماق الثقافة الإماراتية الأصيلة، خلال زيارة من نوع خاص، وطئت فيها أقدامهم جزيرة السمالية، للمرة الأولى في حياتهم، استمتعوا فيها بالبرنامج التراثي الحافل، الذي أعده مسؤولو نادي تراث الإمارات وحمل اسم «ملتقى الاتحاد»، ضمن برامج صيف بلادي 2013، الذي تنظمه وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالمشاركة مع الهيئة العامة للشباب والرياضة، وتجري فعالياته في طول دولة الإمارات وعرضها، حتى تعرف الأجيال الجديدة كل ما يتعلق بالأرض التي نشأوا عليها، ويخرجوا من فصل الصيف بأكبر حصيلة معرفية، عبر فعاليات ترفيهية وتعليمية من نوع خاص. حفاوة الاستقبال كانت خير بداية للرحلة التراثية الفريدة التي حظي بها نحو 510 طلاب مشارك في برنامج صيف بلادي، حيث اصطف مسؤولو جزيرة السمالية، ومشرفو الأنشطة، للترحيب بالطلاب، الذين بدت عليهم ملامح الانبهار بالجزيرة الساحرة، التي كثيراً ما سمعوا عنها وعن علاقتها الوثيقة بالتراث الإماراتي، غير أن من سمع ليس كمن رأى، وهو ما أكده انطلاقهم للمرح والاستمتاع بالفعاليات والأنشطة المنتشرة في أرجاء السمالية. بيئات متنوعة تجولت الحافلات التي تقل الطلاب بين ميادين الجزيرة المختلفة، ذات الثراء البيئي اللافت، بما تضمه من بيئات متنوعة بين البحرية والصحراوية والزراعية، تستقطب الباحثين عن لآلئ التراث الإماراتي وما يعكسه من ملامح حقيقة للإنسان الإماراتي وسعيه لتأكيد وجوده على هذه الأرض عبر مئات السنين في هذه المنطقة من العالم. وتضمنت الزيارة، التي جاءت تنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، جولات داخل ميادين الجزيرة، ومنها الفروسية والهجن الأنشطة البحرية والحرف الشعبية الإماراتية المختلفة. وكانت البداية من داخل الصالة الرياضية، حيث اصطف الطلاب ومشرفوهم إلى جوار مسؤولي نادي التراث، وتوشح الجميع بشعارات دولة الإمارات ونادي التراث، وأخذوا في التقاط صور تذكارية تسجل حضورهم في معية التراث الإماراتي وتشربهم مفرداته الجميلة بأسلوب جذاب يتناسب مع فئاتهم أعمارهم التي لم يتجاوز أكبرها 18 سنة. أما ميدان الفروسية، فشهد أولى خطواتهم مع واحدة من أبرز الرياضات التي عرفها العرب عبر التاريخ، وتغنوا بها في أشعارهم وحكاياتهم، حيث اعتلى بعض الطلاب ظهور الجياد تحت إشراف مدربين تابعين لنادي التراث، وأخذوا يدربونهم على قيادتها وتوجيهها يميناً ويساراً، وكيفية الحفاظ على توازنهم، أثناء الحركة، وكيفية النزول السليم والصعود أعلى الخيول. أسماء الهجن الهجن وعالمها المملوء بالأسرار كان المحطة التالية لضيوف ملتقى صيف بلادي، حيث تحلق النشء حول الهجن واستمعوا لشرح من الوالد حميد المنصوري، عن معلومات حول الهجن وما تتسم به من صفات خاصة، جعلتها صديقة لأهل الصحراء عبر الزمن، وكيف كانوا يعتمدون عليها في كافة أمور حياتهم من تنقلات ومصدر متنقل للغذاء والدواء، وكيفية الاعتناء بالهجن. وقام المنصوري بتعريف الطلاب بأسماء المراحل العمرية للهجن، ومنها «الحوار» وعمره ستة أشهر، ثم «مخلول» حين يبلغ السنة ويبدأ في تناول الطعام والشراب بعيداً عن حليب أمه، و«مفرود» حين يتراوح عمره ما بين سنة إلى سنتين ويعتمد على نفسه بشكل كامل، و«حق» من ثلاثة سنوات إلى أربع ويبدأ بحمل الأثقال على ظهره، و«جذع» من عمر أربع إلى خمس سنوات، و«ثني» من خمس سنوات إلى ست سنوات حيث يظهر الزوج الأول من القواطع، و«رباع» حين يبلغ عمره ست سنوات إلى سبع، و«سديس» من عمر سبع إلى ثماني سنوات وفي ذلك العمر يظهر الزوج الثالث من القواطع. على صعيد آخر، شهد المسبح الأولمبي الملحق بالجزيرة فعاليات مثيرة جعلت من يوم الزيارة يوماً مميزاً وحافلاً بممارسة السباحة والتعرف إلى بعض مبادئ السباحة في أجواء آمنة وتحت إشراف مدربين متخصصين من قبل نادي تراث الإمارات. وبعد هذا القدر من الحركة والنشاط الذي قام به الطلاب بصحبة مرافقيهم ومسؤولي جزيرة السمالية، تَجلّى كرم الضيافة الإماراتي في وليمة الغداء، التي ضمت كل الطلاب جنباً إلى جنب، في قاعة كبيرة خصصت لهم، ليتابعوا بعد ذلك جولتهم في الجزيرة، عبر رحلة بحرية على شواطئ الجزيرة على ظهور محامل تراثية كبيرة، تتسع لهذا العدد الكبير من الطلاب. متعة وفائدة تحدث إلى «الاتحاد» عدد من الطلاب الذين عبروا عن انبهارهم بجزيرة السمالية، وما تضمه من أشياء فريدة، تعكس الملامح الحقيقية للمجتمع الإماراتي، كما أشادوا ببرامج صيف بلادي، التي جعلت الإجازة الصيفية أكثر متعة وفائدة. إلى ذلك، قال سعيد الظنحاني (12 سنة) من أبناء الفجيرة، وهو طالب بالصف السابع، إنها المرة الأولى التي يزور فيها جزيرة السمالية، وأعجبه كل ما شاهده فيها من فعاليات متنوعة، خاصة ركوب الخيل، كونها المرة الأولى التي يخوض فيها هذه التجربة، حيث تعلم كيفية ركوب الخيل، وقام بجولة قصيرة داخل ميدان الفروسية لمدة دقائق معدودة، شعر فيها بالسعادة، وقام أصدقاؤه بالتقاط صور له على ظهر الخيل، سيحتفظ بها، لتكون ذكرى جميلة فيها بعد. صديقه أحمد محمد، من المرحلة العمرية ذاتها، وأحد منتسبي المركز العلمي الثقافي بالفجيرة، الذين جاؤوا يوم أمس الأول إلى السمالية، ليعيشوا هذه الأجواء التراثية الجميلة، ذكر أن جزيرة السمالية كانت مفاجئة له، لما وجده فيها من رياضات تراثية مختلفة، وترحيب كبير من المشرفين العاملين بها، وحرصهم على توفير كل سبل الراحة له ولزملائه. وأوضح أحمد علي ثاني (12 سنة) من أبناء الفجيرة، أن هذه الزيارة أفادته كثيراً في التعرف إلى تراث بلده، ومنه عالم الإبل وأن لها أسماء كثيرة لم يكن يعرفها من قبل، كما تعلم ركوب الهجن وإنه لا خطر منها طالما كان ذلك بطريقة صحيحة، وعرف أيضاً أن راكبي الإبل لابد وأن يتمتعوا بالرشاقة واللياقة البدنية العالية، حتى يستطيعوا أن يتعاملوا معها بسهولة، ومن دون مشاكل. ومن الجنسية الهندية، قال سليل أسلم، الطالب بالصف العاشر، وجاء إلى الجزيرة بصحبة أصدقائه، إنه شعر بالسعادة لوجوده في جزيرة تتمتع بجمال لافت عبر المساحات الخضراء الواسعة فيها، ورؤيته للجمال العربية والتعرف إلى طريقة التعامل معها مباشرة، وكذلك ممارسة السباحة في المسبح الأولمبي الكبير، الذي يتسع لأعداد كبيرة من الراغبين في تعلم السباحة، على يد مشرفين متخصصين. أهداف القيادة الرشيدة قال أحمد الرميثي، مدير ملتقى الاتحاد، الذي كان في استقبال الطلاب، إن «زيارة جزيرة السمالية جاءت بالتنسيق والتعاون مع وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع والهيئة العامة للشباب والرياضة وبمشاركة ما يزيد على 510 طلاب يمثلون إمارات الدولة جميعاً بوصفهم هدفاً رئيساً من الأهداف الاستراتيجية لقيادتنا الرشيدة المتمثلة في وضع الإنسان في مقدمة أولوياتها خاصة قطاع الناشئة والشباب بوصفهم الطاقة الأساسية التي تسهم بوعي واضح في مسيرة التنمية المستدامة المتحققة على أرض الواقع في بلادنا ووطننا الحبيب وانطلاقاً من كونهم يمثلون شريحة كبيرة من شرائح الوطن التي تجسد بالممارسة والولاء والانتماء لهذا الوطن الحبيب». وتابع الرميثي «من هذا المنطلق اتخذ نادي تراث الإمارات جميع الإجراءات وتسخير البنية التحتية في جزيرة السمالية والميادين الأخرى (القرية التراثية - اسطبلات بوذيب - حصن الشباب - مدرسة الإمارات للشراع) ووضعها تحت تصرف وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع والهيئة العامة للشباب والرياضة كبداية عملية لتوسيع العلاقة معهما لتنظيم فعاليات وأنشطة مستقبلية تسخر للجيل الجديد». وقال «تضمن برنامج الملتقى زيارة ميادين الفروسية والهجن والأنشطة البحرية والبيئة والشراع الرملي ومواقع جزيرة السمالية التراثية وتقديم عروض فيديو وأنشطة وبرامج ذات صلة بالموضوع، بالإضافة إلى المسابقات وألعاب زمان والأنشطة الترويحية التي تشبع رغبات واحتياجات الطلبة المشاركين في هذا الملتقى وفي الوقت الذي يسعى نادي تراث الإمارات في تعميق هذه الفعالية يمكن أن نعتبر هذا الملتقى الملتقى الأول الذي يؤسس لملتقيات مستقبلية أخرى تجسد معنى التنسيق والتعاون بأحلى صوره». ميادين التراث أورد محمود المعداوي، مشرف البرنامج الصيفي في مركز وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في المنطقة الغربية، أنه جاء إلى السمالية بصحبة 510 طلاب، تتراوح أعمارهم ما بين 12 إلى 18 سنة، والهدف من الرحلة ترفيهي وتعليمي في آن واحد، حيث يتعرف الطلاب إلى واحدة من أهم ميادين التراث في الدولة، ويمارسون أنشطة تراثية متنوعة، يكتسبون من خلالها مهارات جديدة تساعدهم في صقل شخصياتهم. ولفت إلى أن برنامج الزيارة اشتمل أيضاً على جولة في جزيرة السعديات مطلع الأسبوع الماضي للتعرف على الشواهد الثقافية المختلفة هناك، وتمت زيارة بعض المراكز التجارية الكبرى في أبوظبي. وذكر أن الطلاب المنتسبين لفعاليات صيف بلادي، يخضعون إلى دورات في اللغة الإنجليزية وتصميم المواقع الإلكترونية، ويشاركون في مسابقات رياضية ترفيهية وأخرى خاصة بالمعلومات الثقافية، وفي نهاية كل أسبوع يتم تنظيم رحلتين إلى كل فئة عمرية، الأولى من 7 إلى 12 سنة، والثانية من 13 إلى 18 سنة، يتوجهون فيها إلى أحد المعالم السياحية الشهيرة في الإمارات. قيمة كبيرة أشاد محمد اليماحي، مشرف الشباب بمركز الفجيرة العلمي، بفعاليات صيف بلادي، التي تحمل فوائد كثيرة للطلاب وتعينهم على استغلال أوقات الإجازة الصيفية في التعرف إلى كثير من أوجه الحياة في بلدهم والأماكن السياحية والتراثية المشهورة، ومنها جزيرة السمالية التي يزورها للمرة الأولى، وشعر بأنها بالفعل قيمة تراثية كبيرة، تستحق من كل إماراتي أن يزورها أكثر من مرة حتى يتعرف إلى أنشطتها الكثيرة، وميادينها المختلفة، التي تعكس الصورة التي عاش بها أهل الإمارات عبر السنين وكيف كانوا يطوعون البيئة المحيطة بهم بما يساعدهم على العيش والاستمرار.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©