الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: كبوة الأمة.. ظرف طارئ

العلماء: كبوة الأمة.. ظرف طارئ
27 أغسطس 2015 22:59
أحمد مراد (القاهرة) شدَّد علماء الدين على ضرورة العودة إلى الفهم الصحيح للدين الإسلامي البعيد عن التطرف والغلو، واصفين هذا الأمر بالسبيل الوحيد الذي يخرج الأمة الإسلامية من محنتها الراهنة، وتقوم من كبوتها، ويشيع الأمن والاستقرار ويبدأ البناء والإصلاح. ودعا العلماء أقطار الأمة الإسلامية إلى نبذ الخلافات والشقاق، والالتفات إلى التنمية وأكدوا أن الغلو والتطرف غريب عن الإسلام الذي أسس على الاعتدال والتسامح، ولا يمكن لإنسان أنار الله قلبه أن يكون مغالياً متطرفاً ولا متشدداً. واقع مؤسف يرى د. شوقي علام- مفتي مصر- أن المسلمين في هذه الأيام يعيشون واقعاً مؤسفاً، ولا يمكن القبول به بأي حال من الأحوال، مشدداً على أن هذا الواقع يتنافى تماماً مع ما أرساه الإسلام الحنيف من قيم وتعاليم ومبادئ تدعو إلى التوحد والترابط في مواجهة التحديات الجسيمة التي تواجه الأمة. ويقول: الخروج من الأوضاع والأزمات الحادة التي تمر بها الأمة يتطلّب العودة إلى الوحدة والاتفاق ونبذ الخلاف والشقاق، بالإضافة إلى التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم والتحلي بمكارم الأخلاق، وأيضاً إحسان الظن بالآخرين، وهذه معان عظيمة إذا فقدتها أمة ضاعت وانهارت، وإذا تمسكت بها قويت وعظمت واستقامت، ونحن ندعو ألا يكون الاختلاف في الرأي سبباً لتباعد الأمة وتفرقها، ففي الوحدة ينتشر الأمن والأمان وتتوافر الحياة السعيدة لأبناء الأمة، والحقيقة أن الحفاظ على هذه الوحدة من أوجب الواجبات الآن حتى تستطيع الأمة عبور هذه المرحلة الصعبة. ويؤكد مفتي مصر أن مبدأ الاتفاق والوفاق ينبغي أن يكون الميزان الذي توزن به الأمور بين أبناء وأقطار الأمة، كما أنه علينا أن نلتفت إلى التنمية والتي لا بد أن تكون على وجهين، الأول مواجهة مشكلاتنا الكبرى وعلى رأسها الإرهاب والتطرف والبطالة والفقر المزمن والعشوائية، وما يتعلق بها من ظواهر سلبية، والآخر يتعلق بالابتكار والإبداع والتجديد والتطوير والاستغلال الأمثل للموارد البشرية. ويوضح د. شوقي علام أن الإرهاب والفكر المتطرف يشكلان أكبر تحد تتعرض له الأمة الإسلامية الآن، وهو ما يجعلها تعيش في نفق مظلم، وبالتالي، فإن الخروج من هذا النفق يتطلب العودة إلى الإسلام الصحيح البعيد عن الغلو والتطرف، مشيراً إلى أن الفكر المتطرف من السهل أن يتحول إلى عنف، والذي بدوره يتحول إلى صدام وإرهاب، والقضاء على التطرف والتشدد والغلو يتحقق من خلال استماع الجميع إلى المنهج الوسطي والمعتدل الذي يتصف به الإسلام. الاختلاف.. داء وفي السياق نفسه، يوضح د. عباس شومان - وكيل الأزهر - أن من أكبر المصائب التي أصيبت بها الأمة، وزعزعت أمنها واستقرارها، وأشغلتها بذاتها عن مشاركتها شعوب العالم في معالجة القضايا الدولية، أنها أصيبت بداء الاختلاف والشقاق، وتمزيق الجبهة الداخلية، وإذا عرف الداء سهل الدواء، فمن أهم وأقوى عوامل القوة في الأمة هو الاتحاد والاعتصام بحبل الله، وبهذه الثقافة الإسلامية تخرج الأمة من محنتها الراهنة، وتقوم من كبوتها، ويشيع الأمن والاستقرار ويبدأ البناء والإصلاح. ويقول وكيل الأزهر: المسلمون اليوم بحاجة ماسة إلى إشاعة ثقافة الوحدة والاعتصام بين المسلمين، فالواقع يشهد بأن هناك غفلة عن هذه المفاهيم، فضلاً عن استيعابها وتطبيقها، فالجميع اليوم يرى ويسمع عن فئات من الناس همهم الأول هو تفريق كلمة المسلمين بدعاوى وشعارات رنانة، وأطروحات طنانة، ولكن في حقيقتها هي الداء والبلاء والفتنة، فهم يسعون لتشتيت كلمة المسلمين، وتمزيق أوصالهم، وتشويه صورتهم، لذا، فإن الوحدة بين المسلمين واجبة بنصوص القرآن والسنة، والأدلة على أهميتها كثيرة، ولا يمكن للمسلمين أن يكونوا إخوة إلا إذا كانوا متحدين. ويضيف: الأمة الإسلامية اليوم تمتلك من الطاقات أكثر مما كانت تملكه في أي عصر مضى، لكنها تحتاج إلى من يضعها في موضع التنفيذ. ويشدد وكيل الأزهر على ضرورة العودة إلى المبادئ والتعاليم الإسلامية السمحة التي لا تعرف الغلو والتطرف والإرهاب، مؤكداً أن التطرف والغلو لا أصل له في الإسلام الحنيف، ولا يعرف القائمون عليه شيئاً يستندون إليه إلا إفكهم وضلالهم. تحديات جسيمة ويعرب د. أحمد محمود كريمة- أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر- عن أسفه للواقع المتأزم الذي تعيشه الأمة الإسلامية الآن، حيث تعيش الأمة في فترة عصيبة يسودها، الانقسام والخلاف الحاد، فضلاً عن التحديات الجسيمة التي تتعرض لها من الخارج، وما يحاك ضدها من تدابير ومخططات تستهدف النيل من وحدتها وعقيدتها، ومن ثم يجب التضافر والتكاتف من أجل الخروج من هذه الأوضاع الحرجة التي تمر بها الأمة، ولا بد هنا من فتح الأبواب على مصارعيها أمام قيم ومبادئ الوحدة ولمّ الشمل لمواجهة الأخطار الداخلية والخارجية التي تتربص بهذه الأمة، وهو الأمر الذي يطمئن قلوبنا جميعاً بأن الله تعالى معنا، وسوف ينصر هذه الأمة، ويعيد لها مكانتها وريادتها ووحدتها كما كانت في السابق. بالوحدة نواجه الأخطار الداخلية والخارجية أحمد كريمة الفكر المتطرف أكبر تحديات الأمة الإسلامية شوقي علام العودة إلى صحيح الدين السبيل لتجاوز الأزمة عباس شومان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©