ليه-(د ب أ): بعد رحلة طائشة ومتهورة قطعت خلالها السيارة وبصعوبة بالغة الطرق الوعرة في منطقة جبال الهمالايا وسط تساقط الثلوج على أعلى ممر يمكن القيادة فيه ويقع في بلدة خاردونجلا، فإن القيادة بالسيارة وصولا إلى تلك المنطقة التي تعج بأقراص التنبيه قرصية الشكل ومصابيح الإضاءة والرهبان البوذيين الذين ينشدون الترانيم في معبد سبيتوك الذي يغلفه السكون يمكن في الحقيقة أن يغير الحالة المزاجية للزائر·
وثمة مزيج من روح المغامرة وحالة الغموض يميز ذلك الإغراء الفريد من نوعه لمنطقة لاداخ، التي تعرف أيضا بأنها تبت الهند الصغيرة والتي تعد من بين أعلى الهضاب المأهولة بالسكان في العالم، وتقع المنطقة على ارتفاع ثلاثة آلاف متر فوق سطح البحر، تبعد بأكثر من 600 كلم عن شمال نيودلهي في ولاية جامو وكشمير·
ولاداخ، التي تعرف أيضا باسم أرض القمر لما تزخر به من مناظر طبيعية تغطي مساحات شاسعة من الجبال ولما تتميز به من سماء صافية وبحيرات جميلة تتغير ألوانها أثناء النهار هي أيضا أشبه بصحراء مرتفعة نائية بما يكفي لان تجتذب إليها المسافرين الباحثين عن المغامرة وممن يرغبون في القيام بجولات على دراجات بخارية·
ومع هذا فإن الجبال المهجورة الشامخة تغري الزائر أحيانا بالشروع في رحلة إلى داخلها، فهذه المنطقة التي تجاور بلاد التبت وتقع على طريق الحرير الأسطوري قد كانت دوما أشبه بمستودع لثقافات وتقاليد متنوعة، حيث اجتذبت الزائرين إلى ثقافتها الدينية والاجتماعية المتجذرة في الديانة البوذية في التبت·
ويوجد في منطقة لاداخ حوالي 14 من المعابد البوذية الرئيسة بما فيها هيميس ولامايورو، ويرجع تاريخهما إلى القرن الحادي عشر، كما توجد بها بحيرات بانجونج وتسوموريرى والعديد من القصور فضلا عن 24 من طرق الرحلات والانشطة الخاصة باستخدام الطوافات الخشبية في النهر وكذلك الاسواق التجارية المزدحمة·
ويقول جويل أديلسون وهو طبيب من سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة: ''بعد أن ضمت الصين التبت، لم تسمح للديانة البوذية بالبقاء· أما اللامية، وهي بوذية التيبت ومنغوليا، فهي باقية وحية ويتم اعتناقها أساسا في منطقة الحزام التبتي، وتجمع هذه الديانة بين المغامرة والبوذية التقليدية والثقافة التي تجتذب الناس إلى المنطقة''·
عدد اليوم
