دورة شبه رسمية

في كل مرة تنطلق فيها دورة كأس الخليج يتجدد الحديث عن واحدة من أكثر قضايا الدورة كلاسيكية وهي الصفة الدولية للدورة، هل هي رسمية أم أنها غير رسمية ولا تحظى باعتراف الفيفا· وعلى مدى الأيام الماضية تابعنا الكثير من التصريحات الرسمية والصادرة من شخصيات بارزة وتصب كلها في خانة ان دورة الخليج تعتبر دورة رسمية، وعلى رأس هؤلاء محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي والذي يؤكد منذ فترة بان الحديث عن عدم رسمية الدورة هو حديث غير واقعي لانها تحظى باعتراف الفيفا· والشواهد على ارتباط الدورة بالفيفا لا تغفله عين حيث يأتي تعيين لجنة الحكام من قبل الفيفا والقوانين الدولية تسرى على المشاركين ولعل تعليق مشاركة الكويت في البطولة أكبر دليل على ذلك لأنه لو صح العكس وكانت دورة غير رسمية لما كانت هناك حاجة من الأساس لتعليق مشاركة المنتخب الكويتي ولتمكن من المشاركة في مراسم القرعة على الأقل· لكن مع ذلك درجة الاقتناع برسمية الدورة ما تزال غير كاملة نظرا لأنها لا تدخل من ضمن روزنامة البطولات الرسمية التي يعتمدها الاتحاد الدولي · ومعنى هذه النقطة ان من حق الأندية ان لا تسمح للاعبيها بالمشاركة مع منتخبات بلادها في البطولة ! ولا ندري ما هي النقطة الأهم من ذلك، إذا كانت الأندية تملك الحق في منع لاعبيها من المشاركة وعدم السماح لهم بالتواجد في كأس الخليج، وهذا المنع يتمتع بالصفة القانونية من قبل الاتحاد الدولي ، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما فائدة اعتراف الفيفا بالدورة والتعامل معها على أساس أنها بطولة رسمية· اليوم جدوى هذه النقطة قد لا يكون ملموسا بدرجة كبيرة ولا يتوقف عندها احد نظرا لندرة الطيور الخليجية المهاجرة في الخارج وحتى المحترفين منهم فإن أهميتهم في أنديتهم الخارجية تبدو محدودة بدليل أنها تتساهل في السماح لهم بالمشاركة في الدورة على الرغم من أنها غير مجبرة على ذلك· لكن لو تغير الوضع وكان معظم نجوم الخليج لاعبين غير محليين كما هو حاصل الآن وكان عددهم في الخارج لا يمكن حصره على أصابع اليد الواحدة لشعرنا بحجم القضية· لا نريد ان ننظر إلى الجزء الفارغ من الكوب، وبالتأكيد لا أحد يستطيع القول إن دورة الخليج غير معترف بها لكن في نفس الوقت لا نستطيع ان نغفل حقيقة ان هذا الاعتراف غير كامل ومازال ناقصا· في تقديري ان أبلغ توصيف للدورة وهو التعامل معها على أساس أنها دورة شبه رسمية ولم تحصل بعد على الاعتراف الكامل · !