الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ارتفاع الحرارة والطلب يرفع أسعار الأسماك في رأس الخيمة

ارتفاع الحرارة والطلب يرفع أسعار الأسماك في رأس الخيمة
21 أغسطس 2012
عماد عبدالباري (رأس الخيمة) - شهد سوق السمك في رأس الخيمة ارتفاعا حادا في الأسعار خلال شهر رمضان المبارك، ما أثار شكاوى عدد كبير من المستهلكين، الذين أشاروا إلى أن هذا الارتفاع تزامن مع موجة عامة من الغلاء والأعباء المادية. وقال صيادون ومسؤولون مختصون، إن ارتفاع الأسعار يرجع إلى الزيادة في الطلب خلال الشهر الكريم، وارتفاع درجات الحرارة والرطوبة خلال الصيف، وإحجام كثير من الصيادين عن الخروج إلى البحر بسبب الصوم وارتفاع درجات الحرارة، إلى جانب أن الأشهر الحالية لا تشكل موسماً لعدد من الأسماك التي تحظى بطلب كبير من المستهلكين. وطالب مواطنون ومقيمون في إمارة رأس الخيمة الجهات المعنية، بتشديد الرقابة على أسواق الأسماك للحد من غلاء الأسعار، مشيرين إلى أن ارتفاع الأسعار غير مبرر ويرهق ميزانيتهم باعتبار أن الأسماك وجبة رئيسة لأهل الإمارات. وقال سالم سعيد أحد العاملين في مهنة الصيد، إن ارتفاع الأسعار في أسواق السمك يرتبط بتراجع المعروض، بسبب بعض القيود التي تثقل الصيادين المواطنين ومنها التشريعات التي تفرض أن يكون النوخذة في أي قارب يخرج في رحلة للصيد مواطنا، إلى جانب حظر استخدام الصيادين للعمال المكفولين على أقاربهم، حتى ممن يصنفون من الدرجة الأولى، وهو ما ينطوي على صعوبة بالغة، نظرا لمحدودية أعداد المواطنين الراغبين بالعمل في هذا المجال، مقابل ارتفاع الطلب على الأسماك في الأسواق المحلية. ودعا سالم إلى مراجعة بعض التشريعات، لتحقيق مصلحة قطاع الصيد الذي يعتبر من أهم الموارد الغذائية للإمارات، وتحديدا ما يتعلق بالسماح بخروج القوارب للصيد من دون أن تحمل على ظهورها نواخذة مواطنين، في حين يتحمل صاحب القارب والرخصة المسؤولية كاملة، في حال وقوع أي طارئ. وتفاوتت الأسعار في أسواق السمك برأس الخيمة، حيث قدر سعر سمكة الهامور الكبيرة بـ 300 درهم، فيما تراوح سعر الصغيرة بين 70 إلى 80 درهما، وسجلت أسماك الكنعد، التي تحظى بأكبر نسبة طلب خلال هذه الفترة ، رقما قياسيا بواقع 500 درهم للسمكة الكبيرة، و250 درهما للصغيرة، بينما وصل سعر سمكة القباب الكبيرة إلى 100 درهم، والصغيرة إلى 35 درهما، وبلغ سعر سمكة الجش الكبيرة 100 درهم، وهي تشكل إجمالا أكثر الأصناف إقبالا بين المستهلكين. وأوضح يوسف أحمد، من الصيادين العاملين على ساحل المعيريض، أن الغلاء يرجع إلى ندرة الصيد خلال الصيف، فيما يشكل الشتاء موسما لصيد العديد من أنواع الأسماك التي تقترب من الساحل مع اعتدال درجات الحرارة، في حين تنفر بعيدا مع ارتفاعها. وأكد الصياد سالم علي أن الارتفاع الكبير في أسعار الأسماك خلال الأيام الماضية، ناتج عن قلة المعروض من بعض الأصناف، ومن بينها الأنواع التي تشهد طلبا كبيرا من المستهلكين، معتبرا أن معدلات الأسعار حاليا فاقت نظيراتها خلال نفس الفترة من العام الماضي، مشيرا إلى أن عزوف عدد من الصيادين المواطنين عن الخروج إلى البحر خلال الصيف يعتبر سببا رئيسيا في هذه المشكلة، فضلا عن قلة عدد النواخذة المواطنين، الذين يشترط القانون وجودهم على كل قارب. من جانبه أكد عبد الله شريف مراقب في سوق السمك بمنطقة المعيريض، أن حركة البيع والشراء في أسواق الأسماك تخضع لمراقبة صارمة، لمنع أي محاولة استغلال، لكن السيطرة على الأسعار تصبح صعبة في بعض الأحيان، كونها تخضع لعاملي العرض والطلب، فضلا عن أن الظروف المناخية تلعب دوراً في هذا الإطار، حيث تمنع الأحوال المناخية غير المستقرة الصيادين من الخروج إلى البحر، الأمر الذي يؤدي إلى تراجع المعروض من الأسماك في السوق، وبالتالي ارتفاع الأسعار. وقال المواطن خالد حسن إن أسعار الأسماك ارتفعت في الآونة الأخيرة بصورة غير منطقية، لافتا إلى أن بعض الباعة يتعمدون تهريب الجزء الأكبر من الأسماك إلى خارج الأسواق، وخلق شح في المعروض ورفع الأسعار، مطالباً بضرورة السيطرة على السوق ومنع استغلال المستهلكين، ومراقبة الباعة داخل السوق لمنعهم من الاستمرار في عمليات تهريب الأسماك والتلاعب بالأسعار. وذكر راشد الشحي أحد رواد أسواق السمك في رأس الخيمة، أن ارتفاع أسعار الأسماك ناتج عن المضاربات خارج السوق بين باعة من دول آسيوية، بهدف إيهام المشترين بأن الأسماك تشترى بأسعار باهظة وبالتالي القبول بالأسعار التي يفرضونها عليهم، مشيراً إلى أن بعض الباعة يخدعون المستهلكين ويستغلون حاجتهم إلى الأسماك ويقومون برفع الأسعار لتحقيق مكاسب طائلة بعيداً عن رقابة الجهات المعنية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©