عدد اليوم
عبدالله القواسمة (أبوظبي)
طوى ريال مدريد أمس صفحة الاستقبال الحافل، الذي حظي به في أبوظبي للمشاركة في كأس العالم للأندية، وأظهر جدية كبيرة خلال المران الرسمي والأخير، الذي أجراه على استاد مدينة زايد الرياضية، في ظل تعتيم شديد على التحضيرات التي خاضها اللاعبون، واكتفى مندوبو وسائل الإعلام بتصوير مقتطفات صغيرة من المران، قبل أن يغادر الجميع، ليحصل سولاري على فرصة تجهيز التشكيل المتوقع، أن يخوض مواجهة كاشيما انتلرز الياباني مساء اليوم في نصف نهائي البطولة.
الجرعة التدريبية التي شهدها استاد مدينة زايد أمس، وأن لم تكن كافية للكشف عن تطلعات «الملكي» ومديره الفني الأرجنتيني سانتياجو سولاري، إلا أنها كشفت عن بعض التفاصيل يتقدمها مشاركة بيل وناتشو في تدريبات الإحماء، جنباً إلى جنب مع بقية اللاعبين، في حين اتخذ ماريانو من أقصى الملعب مكاناً للتدريب الانفرادي، بصحبة أحد أعضاء الجهاز الفني للفريق.
وتعاهد لاعبو الريال على مصالحة الجماهير من خلال اللقب، الذي يمثل دائماً فاتحة خير للفريق، مثلما حدث في العامين الماضيين، إذ يرغب اللاعبون في تقديم مدربهم بصورة أفضل للجماهير، من خلال حصد اللقب الأول في مسيرة سولاري، وهو ما يساعد عل تحسين علاقة الجميع بالجماهير، رغم إدراك الجميع أن المواجهة لن تكون سهلة، خصوصاً وأن لديهم تجربة سابقة مع نفس الفريق في 2016، عاني خلالها المدريدي لتحقيق الفوز، برغم أنه كان في حالة أفضل كثيراً مما هو عليه الآن.
يأتي هذا فيما حذر سولاري لاعبي فريقه من تماسك المنافس الياباني، ومحاولته اللعب بحذر دفاعي، على اعتبار أن استمرار التعادل لأطول وقت يعد في صالحه، ويمثل عامل ضغط على الريال.
وشهد مقر إقامة الريال على مدار اليومين الماضيين اجتماعات مكثفة، ما بين سولاري واللاعبين تخللها الاطلاع على المباراة الأخيرة التي خاضها كاشيما أمام جوادالاخار المكسيكي، كما شهد المقر اجتماعاً فنياً خاصاً مع مسؤولي الفيفا، الذين قاموا بإطلاع لاعبي الملكي على لوائح وتعليمات بطولة كأس العالم للأندية الفنية والإدارية، وهو الإجراء الذي اتبعه الاتحاد الدولي مع كافة الفرق المشاركة بلا استثناء.
وخلال المران الرئيس، بدا سانتياجو سولاري حريصاً كل الحرص على مراقبة كافة التحركات، التي قام بها اللاعبون خلال التدريبات، سعياً لتحقيق غايتين، الأولى تتمثل في تبديد حالة عدم الاطمئنان على الأداء الذي يقدمه النادي في الموسم الحالي والذي لا يلبي تطلعات الجماهير وبالأخص بعد الفوز الباهت الذي حققه الفريق على حساب رايو فاليكانو في الجولة الماضية من الليجا بهدف نظيف، إلى جانب تحقيق فوز مقنع وبفارق مريح يؤكد على أن الفريق ما زال يتمتع بالقوة الهجومية الضاربة حتى مع غياب النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي غادر صفوف النادي خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية إلى نادي يوفنتوس، مخلفاً وراءه فراغاً فنياً ومعنوياً كبيرين أحدثاً تراجعاً على نسب المتابعة الجماهيرية للنادي الذي عود الجميع على احتضان المواهب الأبرز في العالم خلال العقود الماضية.
ولم يتغير موقف سولاري، من إيسكو، الذي يعتبر أحد العناصر المهمة في الفريق الملكي، لكنه بات حبيس دكة البدلاء، أغلب الأوقات حتى في المباراة الأخيرة التي خاضها الفريق أمام رايو فايكانو، حيث أشارت مصادر صحفية إلى أن اللاعب لن يشارك أساسياً، وهو ما يزيد من تكهنات مغادرته قلعة «الملكي» مستقبلاً إلى مانشستر يونايتد، حيث يفتح رحيل سولاري عن موقعه في المستقبل باب الأمل للاعب للبقاء بقميص الملكي رغم علاقته الطيبة برئيس النادي فلورينتيو بيريز.
