الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

خليل عبدالواحد: الاتجاهات التشكيلية المعاصرة منحتني حرية البحث والتجريب

خليل عبدالواحد: الاتجاهات التشكيلية المعاصرة منحتني حرية البحث والتجريب
21 أغسطس 2012
يعمل الفنان التشكيلي خليل عبدالواحد في حقل إبداعي يغرف من الاتجاهات الفنية المعاصرة والحديثة، والتي تستند على جذور ومعارف قياسية لا يمكن لأي فنان أن يقصيها من تجربته وخصوصا في بدايات هذه التجربة وفي احتفالها المبكر بتحويل الهواجس والأفكار إلى مواضيع بصرية زاهية ومدهشة وموصولة بالبحث وبتطوير العمل الفني نحو آفاق ورؤى جديدة. وعبدالواحد الذي يشغل حاليا منصب مدير الفنون التشكيلية بهيئة دبي للثقافة والفنون سبق له أن ترأس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفنون التشكيلية في دوراتها السابقة، هذه الجمعية العريقة التي ولدت في العام 1980 وما زالت إسهاماتها الفنية والثقافية حاضرة ومؤثرة في المشهد التشكيلي المحلي، واشتهر خليل عبدالواحد بأعماله المجسدة للطبيعة الصامتة، كما اتجه في الآونة الأخيرة لفن الفيديو آرت الذي يمزج بين الحركة البصرية المتسارعة وبين تأكيد مقولة الفنان وفكرتة المبثوثة داخل العمل. وفي حوار مع “الاتحاد” يقول خليل عبدالواحد “استفدت كثيرا من التحاقي بالمرسم الحر في دبي بداية التسعينات، حيث ساهم القائمون على المركز في تعزيز وإثراء معارفي وأساليبي الفنية، خصوصا عندما كان الفنان الإماراتي الرائد حسن شريف مشرفا على المرسم، والذي كنا نعتبره الأب الروحي لكل الفنانين الشبان في تلك الفترة، والذي مازال تأثيره واضحا وقويا على جيل كامل من الفنانين المتفاعلين حاليا مع الساحة التشكيلية الإماراتية” وعن أعماله الأولى التي رسخت حضوره في المشهد التشكيلي المحلي، يقول عبدالواحد: “تعاملت مع الفن في بداياتي بشكل فطري من خلال الخربشات الموظفة وذات الخطوط القوية على الورق، وهي الخربشات التي نقلتها بعد ذلك إلى الجدران ، والتي بقيت لفترة طويلة مطبوعة على حوائط (الفريج)، وكأنها معروضة في متحف مفتوح للأصدقاء وللعابرين” ويضيف “ولكنني عندما قدمت أولى أعمالي الاحترافية وكانت عبارة عن لوحات تجسد الطبيعة الصامتة في معرض مشترك أقيم في العام 1991 بالعاصمة أبوظبي، شعرت بولادة مسؤولية داخلية تجاه الاهتمام بالتجربة الفنية وضرورة تطويرها، ونما هذا الإحساس بداخلي مع تزايد مشاركاتي في المعارض الأخرى سواء في الداخل أو في المناسبات والمشاركات الخارجية”. وحول مواضيع هذه الأعمال المبكرة يشير عبدالواحد إلى أنها لوحات نفذها بالألوان الزيتية على الكانفاس وجسد فيها محتويات المرسم الحر من كراسي وطاولات وباليتات وعلب الألوان، والتي استثمر من خلالها لعبة الضوء والظل والتناوب بين الألوان الساطعة والأخرى الداكنة، التي تمنح نمطا وحياة مختلفة لهذه العناصر الجامدة. وعن الصدى الذي لقيته أعماله المبكرة هذه يوضح عبدالواحد، بأن أعماله حظيت باهتمام المتابعين للحركة التشكيلية ومنتجيها أيضا أمثال الفنانين حسن شريف ومحمد كاظم، وقال أنهما وجهاه لتجويد عمله أكثر، والدخول بشكل أعمق في تجربة إنتاج لوحات تتناول الطبيعة الصامتة، وما تحتويه من أبعاد بصرية وقياسات للمنظور تختلف عن قياسات ومعالجات اللوحة الانطباعية والكلاسيكية. وعن مدى تأثير أطروحات وتجارب الفنان الرائد حسن شريف في تجربته ، قال عبدالواحد: “لا شك أنه تأثير كبير ومحوري، خصوصا أن حسن شريف كمثقف نوعي كان يهبنا الكثير من وقته وجهده كي يعرفنا على الأسس والمعايير الفنية المتعلقة بدراسة اللون وتكنيك الرسم وقوة ضربات الفرشاة، كما عرّفنا على المدارس والتوجهات المعاصرة، وساهم في صقل مواهبنا وتزويدنا بالكتب والمراجع التي فتحت لنا آفاقا جديدة ومدهشة حول الفنانين الكبار في أوروبا وأميركا وغيرهم من الفنانين الذين يمتلكون طرائق مبتكرة واستثنائية في إنتاج العمل البصري أو التركيبي، ليس من الجانب التقني فقط ولكن من الجانب النظري والنقدي الذي رافق عمل هؤلاء الفنانين الرواد والكبار” ويصف عبدالواحد تجربته اللاحقة مع فن (الفيديو آرت) بأنها نتاج لمعارف جديدة استقاها حول طبيعة العمل الفني في الأعمال المعاصرة، والتي تتجاوز العمل التشكيلي النمطي، كي تقفز نحو أنساق بصرية جديدة تتمازج فيه الفكرة أو التفسير الذاتي مع المنتج الفني، وأضاف بأن دراسته لهندسة الحاسوب في أميركا عززت لديه القدرة في التعامل مع التصاميم الفنية والبنائية الجديدة، وأوضح بأن تجربته مع الفيديو آرت توضحت أكثر في العام 2002 عندما اشترك في ورشة مفتوحة في هولندا بإشراف الفنان حسن شريف والفنان الهولندي بيرت هيرمنس عندما اشتغل على مشروع فني يهدف إلى تواصل فنانين من دول ومرجعيات مختلفة من خلال عمل فني المشترك يكسر حاجز الهويات المتضادة، حيث ارتكز المشروع كما قال عبدالواحد على استخدام آلة الفيديو كوسيلة لإنتاج أعمال بصرية متحركة ومكثفة وتعبر عن وجهات النظر المستقلة والأخرى المتداخلة مع وجهات نظر الفنانين الآخرين في المشروع. وحول أعماله الحالية والجديدة التي يعمل على إنتاجها، أشار عبدالواحد إلى أنه يعمل في الفترة الحالية على إنتاج أعمال فوتوغرافية متداخلة مع الرسم والفيديو آرت لخلق مزيج بصري يوازن بين الحركة والثبات، وتجريب الفضاءات الجديدة للفن في إطار متسلسل ومتدرج لا يخلو من المغامرة والبحث المتواصل. وحول توصيفه للمشهد التشكيلي في الإمارات حاليا مقارنة بالفترة التي أنتاج فيها أعماله الأولى، أشار عبدالواحد إلى أن التغير الهائل والكبير بين الزمنين بات ملحوظا وملموسا في أكثر من جهة وصعيد، وأضاف بأن هذا التغير هو نتاج لخطة التطوير والتنمية التي شهدتها الدولة في النواحي العمرانية والاقتصادية، والتي نالت الفنون بشتى توجهاتها نصيبها الوافر منه، وتوضح هذا التطور الفني - كما أشار - في ظهور المعاهد والكليات الفنية المتخصصة مثل كلية الفنون الجميلة في الشارقة، وإدراج التخصصات الفنية في مناهج جامعة زايد، والجامعة الأميركية في الشارقة، ما أدى إلى ظهور جيل جديد من الفنانين الإماراتيين.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©