عدد اليوم
رضا سليم (دبي)
نتحول من العالم إلى أبوظبي، نلقي الضوء على عاصمة الرياضة العالمية، الواجهة الحضارية الراقية، والتي تربط الماضي بالحاضر، وسط تطلعات بمستقبل زاهر، نقدم صورة واقعية، ونتنقل ما بين المناطق السياحية القديمة، منها التي تحمل في طياتها عبق التاريخ والحديثة التي تكشف طموحات المستقبل.
نبدأ جولتنا من مدينة العين، التي تستضيف العدد الأكبر من مباريات مونديال الأندية، وبعيداً عن كونها مدينة رياضية بها استاد خليفة بن زايد بنادي العين، والذي استضاف منذ تأسيس عام 1971 عدداً كبيراً من الأحداث الرياضية، القارية والدولية، واستاد هزاع بن زايد التحفة المعمارية الرائعة، والصرح الرياضي الفخم الذي تم افتتاحه عام 2014، بأحدث التقنيات العالمية المتطورة، بما يتوافق مع متطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم.
وتعد مدينة العين التابعة لإمارة أبوظبي من المدن التي تستهوي الزائرين، ووجهة سياحية يقصدها عدد كبير من السائحين من مختلف دول العالم، وتمثل منصة حقيقية للتراث الحضاري، لما تشمله من مواقع أثرية وتاريخية مهمة، أهلها لتكون على لائحة التراث الإنساني لمنظمة اليونيسكو، لأن ما تحفل به مدينة العين من آثار ومعالم يجسد التاريخ الإنساني لأبناء هذه المنطقة، والذي يقدر بآلاف السنين.
وكان يطلق عليها سابقاً «واحة العين»، ومن الصعب على أي زائر يقصد الإمارات من أجل السياحة، أن يغادر من دون أن يزور العين التي تحتضن العديد من المعالم الأثرية والسياحية التي تجذب السياح، ومن أهمها: متحف العين الوطني، ومتحف قصر العين، وحصون أثريّة، وموقع هيلي الأثري، وجبل حفيت، وينابيع المياه المعدنية.
وتتمتع هذه المدينة الهادئة بعدد كبير من الحدائق، منها حديقة حيوانات العين، وحديقة العين برادايس، ومدينة الألعاب الهيلي، وتعرف أيضاً باسم مدينة المرح، بالإضافة إلى الحديقة المركزية بجانب الواحات السبع التي تعد نقطة جذب سياحيّ، وهي واحة العين التي تضم عدداً هائلاً من أشجار النخيل، تصل إلى 14700 نخلة، إلى جانب البحيرات، أما بقية الواحات فهي واحة الجاهليّ، وهي أصغر واحة في المنطقة، وواحة القطارة، وواحة المعترض، وواحة الجيمي، وواحة المويجعي، وواحة هيلي.
تملك العين الواحة الخضراء والقلب النابض للتراث عدداً من الأماكن التراثية، في مقدمتها قلعة الجاهلي التي تعد واحدة من أهمّ المباني التاريخية في الدولة، إحدى أكبر القلاع في العين وأفضل نموذج لفن العمارة العسكرية المحلية، تم إنشاؤها في عام 1898، وأنشأت لتكون مركز حماية مزارع النخيل الثمينة، وتعد الآن من أهم المناطق السياحية، ويمتزج فيها التاريخ مع إبداع الهندسة، وتستضيف القلعة الفعاليات الترفيهية.
أما قصر المويجعي فمن الأماكن المعروفة، ويندرج ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو، بُني القصر في أوائل القرن العشرين بصفته ديواناً ومكاناً لالتقاء أفراد المجتمع، خضع لعملية ترميم أعادت له مجده السابق، وأُعيد افتتاحه في نوفمبر 2015، ليصبح متحفاً ومعرضاً دائماً، وهو المكان الذي شهد ولادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ويضم القصر واحة تُعتبر من أجمل الواحات في العين، حيث تحتوي على 21 ألف نخلة.
ومن القلعة والقصر إلى أعلى قمة في جبل حفيت الذي يبلغ ارتفاعه 1340 متراً، وتعتبر زيارة ينابيع المياه المعدنية في سفح هذا الجبل من أبرز أهداف القادمين للعين من مختلف الأرجاء، وتمثل قمته منظراً بانورامياً لمعالم العين من أعلى.
ومن التراث إلى الساحات والحدائق، وتتصدر المشهد منطقة المبزرة السياحية العريقة، التي تعد من أهم المناطق السياحية في العين، والتي يزداد الإقبال عليها للاستمتاع بقضاء أوقات ممتعة بين أحضان الطبيعة الخلابة وجداول المياه الكبريتية، وتتميز هذه المنطقة بمرافقها السياحية وأحدث التقنيات المتطورة التي تساهم في اجتذاب الزوار.
أما حديقة العين بارادايس فتعد الأولى من نوعها في العالم، لاحتوائها على أكبر عدد من سلال الزهور العمودية «المعلقة»، ما رشحها لدخول موسوعة جينيس للأرقام العالمية، حيث يبلغ عدد السلال المعلقة في الحديقة 2965 سلة بواقع مليون زهرة من مختلف أنواع الزهور، ويطلق عليها الحديقة المعلقة.
وتحوي حديقة الحيوانات ما يزيد على 4000 حيوان من حول العالم، يمكن للزوار التسلّي بإطعام الزرافات وجبات صغيرة، ويمكنهم الاستمتاع بالعزبة التي صممت على شكل مزرعة محلية، وهي تتيح للعائلات فرصة إطعام الأغنام والماعز والجمال وحيوانات اللاما والدجاج والبط واللعب معها، والاستمتاع بركوب الجمال والتنزه في الأماكن المخصصة. ويجمع وادي ادفينتشر بين المغامرة والإثارة في المياه، ويعتبر مكاناً مثالياً لمحبي الرياضات المائية والعائلات، يمكن الاستمتاع في وادي ادفينتشر من خلال ركوب الزوارق المطاطية والخشبية والتزلج على مياه جبل حفيت، وموجة التزلج المصنوعة بأيدٍ بشرية في الحديقة هي الأكبر على مستوى العالم.
أما حديقة آثار الهيلي تعد من أكثر أماكن السياحة تردداً من قِبل الزائرين، حيث تضم آثاراً تعود إلى العصرين البرونزي والحجري، وصُنفت حديقة آثار الهيلي كواحدة من مواقع التراث العالمية من قِبل منظمة اليونسكو، فيما تجتذب ملاهي الهيلي أو كما يطلقون عليها «مدينة المرح» الزائرين من كل أنحاء الإمارات، نظراً لأنها تضم عدداً كبيراً من الألعاب التي تناسب الأعمار كافة.
