الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأزمة الأوروبية تتسبب في تقليص أرباح الشركات العالمية

الأزمة الأوروبية تتسبب في تقليص أرباح الشركات العالمية
21 أغسطس 2012
أدى تفاقم الأزمة الأوروبية إلى تراجع عائدات الشركات مع تهديد أن تشكل تداعياتها عائقاً يقف في طريق أرباح الشركات العالمية متعددة الجنسيات في مختلف أنحاء العالم حتى حلول العام المقبل. وألقت الشركات الأميركية مؤخراً من “فورد” إلى “آبل”، باللوم على نتائج بطء إنفاق المستهلك الأوروبي المخيبة للآمال. وفي غضون ذلك، ذكرت بعض الشركات الأوروبية الكبيرة مثل “أرسيلور ميتال” و”جلاكسو سميث كلاين”، أنها تعاني في الداخل أكثر مما كان متوقعاً. وفي إشارة لتوقعات الشركات للأسوأ، ذكرت شركة الاتصالات الإسبانية “تلفونيكا”، أنها بصدد تعليق دفع أرباح الأسهم لمستحقيها وإعادة شراء الأسهم لبقية السنة، بعد إعلانها تراجع أرباحها الربعية بنسبة 14%. وذكر ليف أوستلينج، الرئيس التنفيذي لشركة “سكانيا” السويدية لصناعة الشاحنات، أنه لا يرى أملاً يلوح في الأفق القريب، خاصة بعد إعلان الشركة نهاية يوليو الماضي عن انخفاض أرباحها بنحو 40%. وتؤكد أجراس الإنذار التي تقرعها الشركات مدى انتشار الأحوال الاقتصادية المتردية في معظم أنحاء أوروبا، في بقية أجزاء العالم. وبدخول العديد من الدول الأوروبية في دائرة الركود وزيادة معدل البطالة، شمل تراجع الإنفاق كل شيء تقريباً من السلع الكبيرة مثل السيارات، إلى الصغيرة مثل علب الزبادي. ومع كل الانتباه الذي تركز حول نمو الصين، إلا أن دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة بعددها البالغ 27 دولة، تشكل أكبر اقتصاد في العالم. كما تشكل أوروبا خمس مجموع الصادرات الأميركية. ويقدر ديفيد بيانكو، رئيس استراتيجية الملكية الأميركية في “دويتشه بنك”، أن 17% من أرباح الشركات المدرجة في مؤشر أسهم “ستاندرد آند بورز 500”، تجيء من أوروبا العظمى. وتنعكس تداعيات الأزمة الأوروبية على الصين التي تمثل لها أوروبا سوقاً كبيرة، كما تهدد أيضاً بإعاقة الاقتصاد الأميركي الذي عانى بطء النمو. وفشلت نحو 60% من واقع 195 شركة مدرجة في مؤشر أسهم “ستاندرد آند بورز 500”، في تحقيق أهداف عائداتها في الربع الثاني. وبلغت عائدات هذه الشركات في ذلك الربع 3,9% ليعود السبب في ذلك إلى أوروبا. لكن حققت شركات هذا المؤشر أرباحاً أقوى بلغ مداها 13,6% خلال العام الماضي بعد نجاح الشركات في خفض التكاليف. ويقول وزير الخزانة الأميركي تيموثي جيثنر، :”يشكل استمرار الأزمة الأوروبية أكبر المهددات للاقتصاد الأميركي، حيث يؤثر الركود الاقتصادي في أوروبا على النمو الاقتصادي حول العالم، كما تسبب الضغوط المالية الراهنة ضائقة مالية عامة تعمل على تفاقم بطء النمو العالمي”. وتولي الشركات اهتماماً خاصاً بالعام المقبل في وقت ساعدت فيه معايير التقشف الحكومية على تقليص المبيعات. ويشير تقرير صادر عن “معهد آي أف أو” للبحوث الاقتصادية بجامعة “ميونيخ” بخصوص شعور الأعمال التجارية، إلى تراجع ثقتها في ألمانيا لأدنى مستوى لها في غضون سنتين. ويقول دومنيك باربيت، الاقتصادي في “بي أن بي باريباس”، في إشارة إلى أن تدابير التقشف الحكومية هي السبب الذي قاد الأسر إلى خفض إنفاقها، ما نتج عنه انخفاض العائدات الضريبية وبالتالي للمزيد من حالة التقشف :”نحن ندخل في حلقة مفرغة، حيث أصيب الجميع بالفزع من حكومات وأسر وشركات”. وأعلنت كل من “بوينج” و”كاتربيلر” أكبر شركات التصدير الأميركية ارتفاعاً في الأرباح في الربع الثاني بلغ للأولى 2,8%، بينما حققت الثانية 67%. وتطمح العديد من الشركات الأخرى في إجراء تحسينات في النصف الثاني من العام الحالي وأن تكون 2013 سنة أفضل. لكن تراجعت هذه التوقعات من منطلق حساب الأشهر، وفي يناير على سبيل المثال، قدر المحللون ارتفاع عائدات الشركات المدرجة في مؤشر “ستاندرد آند بورز” بنحو 10% خلال السنة الحالية، إلا أنهم تراجعوا إلى 5% في الوقت الحالي. ويرى ديف أندرسون، المدير المالي لشركة “هوني ويل” الأميركية للتقنية التي حققت أرباحاً ربعية قدرها 11%، أن معظم الشركات أفرطت في تفاؤلاتها للعام المقبل اعتماداً على نتائج النصف الثاني القوية، إلا أنها بدأت في مراجعة هذه النظرة. ولم يتوقع أليكسندر كتلر، مدير شركة “أيتون” الأميركية لإدارة الكهرباء أي تحسن قد يطرأ على النمو في أوروبا أو الصين خلال العام الحالي، ما يؤجل تعافي العديد من نشاطات الشركة التجارية للسنة المقبلة. أما سكوت ديفيز، الرئيس التنفيذي لشركة “يو بي أس” العالمية لشحن الطرود التي ارتفعت أرباحها بنحو 2,2%، فيعتقد أن عدم اليقين في الاقتصاد الأميركي يقوده إلى الاعتقاد بأن توقعات النصف الثاني للعام الحالي مبالغ فيها وأن من الضروري خفضها. ودخلت أزمة قطاع السيارات في أوروبا منعطفاً حرجاً للعديد من الشركات العاملة في ذلك النشاط، حيث أعلنت “فورد” تراجعاً في أرباح الربع الثاني بنحو 57% يُعزى معظمه للخسارة البالغة 404 ملايين دولار في أوروبا. كما خفضت شركات صناعة السيارات الأميركية توقعاتها لأرباح 2012 على خلفية الضعف الذي تعاني منه الدول الأوروبية. وفي أوروبا بلغ مقدار خسارة “بيجو – سيتروين” نحو 819 مليون يورو (995 مليون دولار) في النصف الأول من 2012، مقارنة بأرباح قدرها 806 ملايين يورو قبل عام. وطال التأثير قطاعات أخرى في أوروبا أيضاً، حيث درجت شركات تشغيل الهواتف المحمولة على تأجيل طرح تطويرات الشبكات، ما نتج عنه تراجع في عائدات “تلفون أيه بي أل أم أريكسون” و”ألكاتيل لوسينت”، التي تتوقع خسارة في أرباحها التشغيلية تصل إلى 40 مليون يورو في الربع الثاني من 2012، مع تراجع في أرباحها بنحو 64%. وحتى الشركات التي استمرت في جودة أدائها، لم تنج من حالة الركود التي تسود اقتصادات أوروبا والاقتصاد العالمي بوجه عام. وفي غضون ذلك، يراقب العملاء ما يجري من تطورات عن كثب في انتظار ما يمكن أن تسفر عنه 2013 وعند ذلك الوقت يحدد الطلب مدى ردود الأفعال. نقلاً عن: «وول ستريت جورنال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©