الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بيت الشاي» يعكس فلسفة «التقشف» في الفكر الياباني

«بيت الشاي» يعكس فلسفة «التقشف» في الفكر الياباني
27 نوفمبر 2010 20:01
في البهو السفلي لقصر الإمارات يقع واحد من أهم الخصائص المميزة للحضارة اليابانية ممثلاً في بيت الشاي الياباني «ريوكوسويان»، والذي قُدم هدية إلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة من جنشيتسوسين أعظم أساتذة الجيل الخامس عشر في تقاليد أوراسينكي لتحضير الشاي في كيوتو - اليابان. طريقة التحضير بيت الشاي الياباني هو مكان للتمتع بالتشادو وهي طريقة لتحضير الشاي، فهو أصلاً مكان للتجديد الثقافي والروحي، وقد صمم وبني هذا المبنى من قبل خبراء الهندسة المعمارية سوكيا «بيت الشاي» تحت إشراف الدكتور سين وتتألف بالكامل من المواد المحضرة والمشحونة من كيوتو. وبالنسبة له فقد اختار الدكتور سين اسم «ريوكوسويان»، الذي يعني حرفياً ديمومة الخضرة والماء، كتعبير عن أمله بأن تكون بحيرة روحية لسمو الشيخ محمد بن زايد الذي يقدر التشادو وجميع الذين يستمتعون بطريقة تحضير الشاي، وتزين بيت الشاي بلوحة مدلاة على بوابته تحمل الاسم باللغة العربية ممهورة بخط يد الشيخ محمد بن زايد، وكُتب عليها كلمة «الواحة الخضراء». ومعروف لدى اليابانيين أن من أهم التقاليد والطقوس الخاصة بشرب الشاي، وهو ما يعرف بـ «حجرة الشاي» أو بيت الشاي وكانت الحجرة الأولى من إبداع «سينوسويوكي» وهو أبرز معلمي الشاي وقام في القرن السادس عشر بوضع أسس طقوس الشاي وإيصال شعائرها إلى حد الكمال تقريباً. وقد تقررت نسب حجرة الشاي عبر جو وو، وهو معلم شاي شهير من القرن الخامس عشر. ولا تعد حجرة الشاي باهرة من حيث المظهر، فهي أصغر من البيوت اليابانية، بينما القصد عن المواد المستعملة في تشييدها منح الانطباع بالتقشف المهذب. معلمو الشاي نقاء حجرة الشاي وبساطتها منقول عن محاكاة دير «الزن». ولا يعد معبد هذا الدير مكاناً للعبادة، بل غرفة دراسية يجتمع فيها التلاميذ لمناقشة التأمل وممارسته. والحجرة عارية إلا من معتزل مركزي يضم خلف المذبح تمثالاً لبودي راما مؤسس المذهب (وواضع أسس طقوس الشاي)، أو لبوذا مصحواً باكابيهابا وأناندا أول بطريركين لـ «الزن»، وعلى المذبح توضع الزهور والبخور إكراماً لذكرى المساهمات العظيمة التي قدمها حكماء «الزن» أولئك. ويوضح كاكاوزو أن جميع معلمي الشاي الكبار كانوا من تلاميذ «الزن» وسعوا إلى إدخال روح عقيدتهم في صلب الحياة، وبالتالي فإن الحجرة مثل الأدوات الأخرى المستعملة في طقس الشاي، تعكس الكثير من مبادئ «الزن» ويتحدد حجم حجرة الشاي التقليدية، وهي عشرة أقدام مربعة بفقرة في «سوترا فيكراماديتا» في هذا العمل المهم يستقبل فيكراماديتا القديس «مانجوشيري» و48 ألف من تلاميذ لبوذا في حجرة بهذا الحجم. وهذه حكاية رمزية تقوم على نظرية انتقاء الحيز الجغرافي بالنسبة إلى المتنور الحقيقي. ومجدداً يدل مجاز الحديقة، الروجي، الذي يؤدى من الشرفة «الماتشياي» إلى حجرة الشاي، على المرحلة الأولى من التأمل الممرّ نحو التنوير الذاتي، وكان المطلوب من «الروجي» أن يكسر العلاقة بالعالم الخارجي وأن ينتج إحساساً جديداً يفض إلى المتعة الكاملة لجمالية التذوق في حجرة الشاي نفسها. طقوس خاصة أما طريقة تقديم الشاي أو طقوس الشاي اليابانية فتشتمل على مجموعة من الطقوس والشعائر، وتعتبر اليوم من الهوايات المحببة في اليابان وعبر العالم، حيث يقوم بعض من اليابانيين المهتمين بثقافتهم، بتلقي دروس خصوصية في هذه الطريقة، ويتم القيام بالطقوس الخاصة بتقديم الشاي في غرفة خاصة، ذات طابع تقليدي ياباني، وتوجد هذه الغرف في بعض المعاهد الثقافية، كما يقوم بعض الأشخاص بتخصيص غرفة خاصة في البيت لهذا الغرض. وتتألف الطقوس من عدة شعائر يتوجب على الذي يؤديها حفظها عن ظهر قلب. يتم فيها وصف كل الحركات التي يجب القيام بها، ويشمل ذلك الحركات الدقيقة لليد. يقوم المضيف بتحضير الشاي، ويقدمه لاحقا للضيف. ويستعمل الشاي الأخضر المسمى باتشا، ويتخذ هذا النوع على شكل مسحوق أخضر يستخرج من أوراق الشاي المجففة. ولا تقتصر جلسة الشاي التي تستغرق عادة عدة ساعات على الجانب التحضيري فقط، وإنما تتعداه لتشمل أمورا عدة تتعلق بالأجواء الخاصة والآداب المرافقة لتناول مثل هذا النوع من الشاي مثل تقاسم لحظات روحية وقلبية جميلة، مثل الانسجام والاحترام بين الجميع، ويعيش الجميع حالة صفاء ويسود السلام والهدوء. غرفة التقديم يقوم المتدربون لتقديم الشاي في اليابان الحديثة حاليا بتعلم العديد من المبادئ المتعلقة بهذا الفن، وأهمها طريقة تجهيز أدوات تحضير الشاي وتقديمه، ولكن عملية التعلم والتدريب لا تقتصر على الجانب التحضيري فقط، وإنما تتعداه لتشمل أمورا عدة تتعلق بالموجودات الخاصة بطقوس الشاي. ومما يتعلمه هؤلاء المتدربون الفنون الخاصة بإنشاء غرفة تقديم الشاي من الناحية المعمارية، وكذلك طرق إنشاء الحدائق المحيطة بغرفة الشاي، إضافة إلى تعلم أمور ثقافية عدة تتعلق بالآداب المرافقة لتقديم الشاي والمفردات المستخدمة لهذا الفن. وتتشكل غرفة تحضير الشاي وتقديمه من الخشب الخفيف المأخوذ من الغابات، على أن تكون الأبواب والشبابيك مكونة من الورق الأبيض الخفيف الملصوق على عيدان الخشب فتتشكل منه لوحة على شكل مربعات جميلة، في حين تتكون أرضية الغرفة من ورق (تتامي) التي تشبه خوص النخيل. وتوضع أدوات تحضير الشاي في إحدى زوايا الغرفة، حيث يقوم محضر الشاي بتنظيفها، وإعداد الشاي ثم يقوم بتقديمه إلى الضيوف بطريقة يسودها الاحترام، وعلى الضيف أن يقابل هذا الاحترام بود. ومن الواجبات التي يمليها بيت الشاي على الضيف، غسل اليدين بالماء، ومن ثم خلع الحذاء والدخول من باب صغير يشبه النافذة إلى غرفة الشاي، والجلوس بوضع ساكن إلى أن يقوم المضيف بتحضير الشاي أمامه، ومن ثم تقديمه إليه ليستمتع بمذاق الشراب المحضر من مسحوق الشاي الأخضر، الذي يتميز بمذاقه المر، ويقابله شيء من الحلوى لتخفيف حدته.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©