الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مسرح الشارع يعود بعروضه «العفوية» للجمهور في العيد الوطني

مسرح الشارع يعود بعروضه «العفوية» للجمهور في العيد الوطني
27 نوفمبر 2010 19:58
مسرح الشارع الذي يشغل المفكرين والمسرحيين والكتاب والمخرجين في العالم العربي، سيخطو واثقاً في أبوظبي علي كورنيشها وفي المارينا مول في اليوم نفسه في أوقات متباعدة، وبعيداً عن التعابير والصفات التي حاولت سبر غور مسرح الشارع وتحليله، من وصفه بالمسرح المتمرّد المنقلب على المسرح التقليدي الذي عرفناه، يطلّ هذا المسرح في أبوظبي للأطفال والكبار - أي لكل الأعمار- بتعبير فني بحت يستخدم احتشاد الجمهور بشكل عفوي في العيد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة وبرعاية وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ليتفاعل مع الجمهور بشكل مباشر ويشاركه العيد بمسحة ثقافية فنية نظمتها السفارة الفرنسية في أبوظبي والرابطة الثقافية الفرنسية مع فرقة مسرحية متخصصة بمسرح الشارع عمادها خمس شخصيات تمزج الحركة التعبيرية والمواقف الطريفة والبعد التفاعلي مع الجمهور، حيث تنتفي حواجز اللغة، وذلك للاحتفاء مع أهل الإمارة بعيد الدولة. العرض الأول تقدّمه الفرقة المسرحية يوم العيد الموافق الخميس في الثاني من ديسمبر الساعة الثالثة بعد الظهر علي كورنيش أبوظبي “لجهة تقاطعه مع شارع الخليج العربي”، أما العرض الثاني في اليوم نفسه الساعة السابعة مساء في المارينا مول. وقد حدّد مسرح الشارع في قاموس التراث الأميركي- قاموس اللغة الإنجليزية، في طبعته الرابعة “العام 2010” بـ “دراما حول مسائل اجتماعية وسياسية، تعرض في العادة في الخارج، أي في الشارع أو الحديقة..”. وهناك من قال: “مسرح الشارع هو شكل من العرض والأداء المسرحي في الأماكن العامة الخارجية من دون دفع المال للحضور”، ويشرح عن الأماكن العامة بأنها لا تقتصر فقط على الأماكن الخارجية، فقد تكون أحد مراكز التسوق والاستراحات العامة وزوايا الشوارع. وفي العالم العربي، جاء مسرح الشارع في إطار التمرّد أحياناً وفي الإطار الفني البحت في أحيان أخرى، إذ يفرض الخروج عن التقليد في المسرح، أي التمرّد على الخشبة بحدّ ذاته واختيار الأرصفة والحدائق للعرض بشكل مباشر مع الجمهور من دون أي فصل بين العالم المسرحي والناس من الحضور، خروجاً على القواعد الإخراجية والسينوغرافية التي تحكم المسرح أو تصنع له أسسه، وصولاً إلى السيناريو أي الحوار المفترض، ففي الشارع لا إضاءة خاصة ولا ديكور ولا حركة محسوبة بالسنتيمترات على الخشبة، لأن الممثل يتشارك المساحة مع الجمهور، وأحياناً يفضّل ممثلو مسرح الشارع الاستغناء تماماً عن الحوار، ففي الشارع حيث الزحمة تفقد اللغة صداها، ويبقى للإشارة والحركة فعلها، ولإحداث تفاعل مع الجمهور لابد من التسلّل إليه - وإن خلسة - لإثارة الدهشة لديه. ويبقى للشارع سلطته أينما كان، فالشوارع لا تشبه بعضها البعض، حتى في مدينة واحدة، ومرتادوها لم يقرروا ارتيادها لحضور عمل مسرحي ولم يدفعوا تذكرة ويحجزوا مقعداً لهم، ومن هنا ثمة تحد كبير في مسرح الشارع لأنه كمفهوم من الصعب تحديده، ولكن يمكن التحدث عن عناصره. ويعرّف الكاتب البريطاني بيتر بروك مسرح الشارع بالآتي: “الممثل والجمهور والمكان، فإذا توافرت هذه العناصر فنحن بصدد عمل مسرحي”. إذاً، وفي العيد الوطني، نحن بصدد عمل مسرحي على الكورنيش وفي المارينا مول في أبوظبي، مجاناً، من دون تذكرة للحضور، وتعد الفرقة المشاركة فيه والمؤلفة من خمسة ممثلين بإدهاش الجمهور المحتشد من دون أي سابق إنذار، لأن الجمهور سيتفاجأ بممثل يقف إلى جانبه يبدأ فجأة بعرض مسرحي يحتل المساحة ويجذب إليه الأنظار. ثم يتحرك ويدعو الحاضرين لعدم الحركة بجذبه إليه للمتابعة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©