الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

القبيسي: «العين تقرأ» نافذة على المحلي ومعرض أبوظبي يقارب الكتاب في سياقات عالمية

القبيسي: «العين تقرأ» نافذة على المحلي ومعرض أبوظبي يقارب الكتاب في سياقات عالمية
29 أغسطس 2013 12:22
تنطلق في التاسع والعشرين من سبتمبر المقبل، في مركز المؤتمرات في مدينة العين، فعاليات الدورة الخامسة لمعرض العين للكتاب، الذي تنظمه دار الكتب الوطنية التابعة لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، بحضور نخبة من الكتاب والأدباء الإماراتيين والإعلاميين، وبمشاركة تقارب الـ 50 دار نشر محلية، وتستمر لغاية الخامس من أكتوبر المقبل. وفي العمق، يهدف المعرض إلى التشجيع على القراءة والمطالعة مع العمل على بناء علاقة مباشرة بين القارئ والكتاب، ويسعى إلى تحقيق غايته تلك عبر تنظيم جملة من البرامج الثقافية المدروسة تركز بشكل أساسي على الثقافة المحلية، وتتوجه إلى الشرائح المجتمعية المختلفة، وتحرص على زجّ المثقف المحلي في الفعل الثقافي المصاحب للمعرض سواء من خلال استضافته في البرنامج أو عرض إصداراته ومنتجه الإبداعي، إلى جانب التواصل مع طلبة المدارس والجامعات الوطنية ووسائل الإعلام المحلية. «الاتحاد» التقت سعادة جمعة القبيسي، المدير التنفيذي لقطاع المكتبة الوطنية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ومدير معرض العين، وسألته عن أهمية المعرض وتفاصيل البرنامج المصاحب والملامح الأساسية التي تشكل قسماته، وقراءته لتجربة المعرض من زواياها المختلفة وهو يكمل عامه الخامس صانعاً حضوره الخاص في المشهد الثقافي المحلي... وتفاصيل أخرى في هذا الحوار. سياقان متكاملان يقول القبيسي عن أهمية أن يقام معرض للكتاب في مدينة العين والفكرة الكامنة وراءه رغم وجود معرض كبير للكتاب في أبوظبي، إن معرض «العين تقرأ» معرض «محترف جداً استفاد من التجربة الكبيرة التي انبثقت من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، فإن كان معرض أبوظبي الدولي للكتاب يركز على مقاربة الكتاب في سياقاته العالمية، وينظم الأنشطة التي تخدم الكتاب وتقدمه للقارئ في سياق ينفتح فيها على الكتاب والناشرين في العالم العربي والغربي، فإن معرض «العين تقرأ» بمثابة نافذة يطل منها الناشر المحلي والكاتب الإماراتي على جمهور القراء في مدينة العين بهدف التعريف بإنتاجهم وتقديم الجديد، ولذا فإن المسمى الذي أعطي لمعرض «العين تقرأ» يعبر عن هدفه الرئيسي بشكل مباشر، ألا وهو القراءة، ولذلك صمم برنامج المعرض على نحو يخدم تحقيق هذا الهدف وتعزيزه في سياق يجتمع فيه الناشر المحلي والكاتب المحلي في سبيل التواصل مع القراء». وفيما يخص حجم المشاركة من قبل دور النشر وهل هناك نزوع إلى إشراك دور نشر خارجية في هذا العام أم سيقتصر على دور النشر والجهات المحلية، أجاب القبيسي: «تشهد دورة هذا العام إقبالاً كبيراً من قبل العارضين المحليين، حيث يتوقع أن يشارك هذا العام خمسون عارضاً محلياً، ونحن نحافظ على النمو الطبيعي للمعرض، حيث إننا نعمل باتجاهين، الأول استقطاب أهم العارضين المحليين، والثاني السعي إلى الترويج للمعرض من أجل زيادة الإقبال عليه، الأمر الذي سينعكس بشكل إيجابي على سمعة المعرض ومكانته، ويساهم من ثم في تحقيق هدفه الأكبر، وهو تعزيز القراءة والمطالعة وإلقاء الضوء على الإصدارات الجديدة في عالم الكتاب الموجهة لكافة أطياف القراء، ونحن ما زلنا نؤكد أهمية أن يبقى المعرض محافظاً على تركيزه على النشر المحلي في دولة الإمارات من أجل تبادل الخبرات وتسليط الضوء على عملية صناعة الكتاب في الإمارات. فعاليات مصاحبة ورداً على سؤال عن طبيعة الفعاليات التي سيشتمل عليها البرنامج المصاحب للمعرض هذا العام، أشار القبيسي إلى وجود عدة أنشطة وفعاليات تقام في (ركن الإبداع) الذي يركز بشكل أساسي على الأطفال والناشئة، علاوة على برنامج ثقافي يستهدف زوار المعرض بشكل عام. وقال: «تم إعداد فعاليات «ركن الإبداع» ليعبر على نحو دقيق عن اهتمامات الأطفال والناشئة، وتركز فعالياته على القراءة وتقنياتها وتعزيزها ثم على الاستشارات التربوية التي تستهدف عالم الطفولة والناشئة، بالإضافة إلى التوعية المرورية، والتعريف بالمكتبة ودورها في تنمية وتعزيز عالم النشء، ومن جانب آخر خصص المعرض مجموعة من البرامج والفعاليات الثقافية الموجهة لجذب الأطفال والناشئة من خلال تنفيذ ورش عمل تحاكي صناعة الكتاب، وطريقة تصميم غلافه وصناعة صندوق للاحتفاظ بالكتب، ثم تدريب الأطفال على فن إلقاء القصص المنتقاة لتطوير مهارات الاستماع وطرح الأسئلة ضمن برنامج مخصص يقدم الكتاب هدية من أجل تحفيزهم، كما تقام ضمن أنشطة الأطفال بعض الألعاب القرائية بالتعاون مع طالبات جامعة الإمارات العربية المتحدة». وأضاف القبيسي: «لقد نجح معرض «العين تقرأ» أيضاً في تحقيق مزيد من التطور عاماً تلو العام، حيث أطلق بعض الأنشطة المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة، وقد صممت ورش فنية وحرفية خاصة بهم بإشراف مدربين متخصّصين، كما سيتوفّر مترجم للغة الإشارة، بالتعاون مع مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة ليتسنى لهم المشاركة في أنشطة المعرض وفعالياته. كما يشتمل البرنامج الثقافي على بعض الفعاليات التي يشارك فيها الكتّاب والمؤلفون الإماراتيون وتسعى إلى التركيز على الثقافة المحلية، أضيفي إلى ذلك فعالية «تبادل الكتب»، التي تتيح للزائر استبدال كتاب قديم في حوزته كان قد قرأه بكتاب آخر لم يقرأه، علاوة على التركيز على بعض الفعاليات الموسيقية. وبرنامج التوعية المرورية الذي ينفذ من خلال مسابقات متنوعة بالتعاون مع شرطة المرور في العين (فرع العلاقات العامة). وتقديم «الاستشارات التربوية والأسرية» في ركن خاص نظراً للتجاوب الواسع الذي لقيه البرنامج في الدورات الماضية». قراء المستقبل.. مثقفو الحاضر وبالنظر إلى ما يحظى به الطفل من عناية من قبل القائمين على معرض «العين تقرأ» وتركيزه على نشاطات الأطفال بشكل ملحوظ، سألنا القبيسي عما إذا كان المعرض تمكن من إنشاء علاقة مميزة مع الطفل الإماراتي والمقيم في الدولة؟ وما الثمار المتوخاة من مثل هذا التركيز على الحركة الثقافية مستقبلاً؟ فأجاب: «من المعروف بأن شريحة الشباب والناشئة هم أكبر شرائح المجتمع، فكان من الضروري تخصيص مجموعة من البرامج والفعاليات الموجهة لاستقطابهم، ولتشجيعهم على القراءة بوصفها طريقاً إلى المعرفة، ولذلك فإن معرض «العين تقرأ» يسعى إلى إقامة فعاليات مختارة بعناية تخدم الكتاب من جهة وتؤسس علاقة تواصل بين الكتاب وجيل الناشئة من جهة أخرى، بوصفهم العنصر الأهم في تحديد مستقبل القراءة، كما يهتم المعرض أيضاً بتعزيز وتشجيع مهارات الكتابة والتعبير الفني لدى الأطفال. وحول تركيز المعرض على الوجوه المحلية (مثقفين/ كتاب/ شعراء/ قاصين/ باحثين… الخ)، وما إذا كان بالإمكان قراءة هذا المعطى في ضوء رغبة القائمين على معرض العين في أن تكون له صبغة محلية وأن يعكس ما يجري في الدولة على الصعيد الثقافي، أوضح القبيسي: «منذ البداية كان القرار بأن يتخذ المعرض طابعاً محلياً سواء على مستوى العارضين والناشرين والمشاركين أو على مستوى البرامج المصاحبة للمعرض، بهدف إبراز الكتاب المحلي والتعريف به، والترويج للكتاب الإماراتيين والتعريف بهم، ولا يتحقق ذلك إلا عن طريق برنامج غني متنوع يستقطب الجمهور ويجذبهم ويقيم علاقة تواصلية معهم، عبر بناء منصة لقاء بين القراء وكتابهم المحليين المفضلين». استقطاب متزايد ومع بلوغ المعرض سنته الخامسة كان لا بد من السؤال عن الإيجابيات التي حققها وكيفية الارتقاء بها وتطويرها، والسلبيات الصغيرة التي يمكن تلافيها، أكد القبيسي أن مردود المعرض جيد على عدة مستويات، مشيراً إلى أن المعرض «انطلق في العام 2009، حيث بدأ بــ 18 عارضاً، وكان مردوده جيداً سواء من حيث أعداد الزوار أو اقتناء الكتب، وقد رأينا منذ البداية أن يتم تخصيص برامج تستهدف كافة الفئات العمرية، وكان التجاوب الكبير الذي أبداه زوار المعرض سواء عن طريق اقتناء الكتب أو المشاركة في البرامج والفعاليات، دافعاً كبيراً لتنامي المعرض وتطويره بشكل مستمر ليكون له حضور مميز بين الأنشطة والفعاليات المختلفة في مدينة العين، أما الآن وقد بلغ المعرض موسمه الخامس، فإن هذا يعني أنه أسس لفعالية متوقعة وموعد سنوي منتظم لجمهور القراء في مدينة العين، حيث بلغ عدد زوار المعرض في دورته السابقة 23 ألف زائر، كما أنه أصبح مصدراً لجذب الناشرين والعارضين إلى مدينة العين التي تعد واحدة من المدن التي تشهد تطورا نوعيا في الاهتمام بالثقافة وصناعة الكتاب، خاصة أنها مدينة تتواجد فيها كبرى الجامعات الوطنية. فقد ازدادت مساحة المعرض أربعة أضعاف مقارنة بالسنوات الماضية، ففي سنة 2009 أقيم المعرض في البوادي مول، بمشاركة 18 عارضاً، وفي سنة 2010 أقيم المعرض في نفس المكان غير أنه شهد توسعة إضافية وذلك لمشاركة 25 عارضاً، أما في عام 2011 فقد أقيم في العين مول، بمساحة عرض أكبر تتسع لمشاركة 30 عارضاً، وفي العام الماضي أقيم في مركز العين للمؤتمرات، وضم 43 عارضاً. وفي هذا العام يقام في مركز العين للمؤتمرات أيضا لكن مع توسعة إضافية تستوعب أكثر من 50 دار نشر متوقع مشاركتها. أما عن النشاطات الثقافية للمعرض وفعالياته فقد باتت تسهم في استقطاب الجمهور، وتشكل كل فعالية قيمة إضافية مميزة للمعرض، ولعل التحدي الأهم يكمن في تقديم الفعاليات التي تحفز على المشاركة والاستفادة القادرة على رفد عملية القراءة والمطالعة. عزوف.. وحلول قلت للقبيسي: مع كل مرة يقام فيها معرض للكتاب يتجدد السؤال عن حجم المقروئية في العالم العربي، حيث الأرقام تعكس واقعاً لا يسرّ، برأيك ما هي الأسباب التي تؤدي إلى هذا العزوف القرائي؟ ما هي السبل الكفيلة بترسيخ أو إنشاء علاقة أفضل بين العربي والكتاب؟ ماذا بخصوص الإمارات؟ ماذا تقول لنا الأرقام والإحصائيات الخاصة بمعرض «العين تقرأ» على سبيل المثال؟  فقال: من المعروف بأن العالم العربي يواجه بشكل عام مشكلة العزوف القرائي، وتسعى المؤسسات العربية ومنها الإماراتية لإيجاد الحلول المناسبة للتشجيع على القراءة من خلال فعاليات جديدة قادرة على أن تصل للقراء على اختلاف أطيافهم ومراحلهم العمرية، ولكن على المستوى المحلي، يلاحظ أن الاهتمام بالكتاب المطبوع آخذ في التنامي، ويظهر هذا في حجم مبيعات الكتب في المعارض، وتزايد نسبة الإقبال على زيارة المعارض والمشاركة في حضور الفعاليات والمحاضرات التي تعقد على هامش كل معرض، والتي تنعكس بصورة أو أخرى بشكل إيجابي على المجتمع المحلي. أما على صعيد حجم النشاط النشري في الدولة، وقراءته أو تقييمه لمعطياته المختلفة، فيشير القبيسي إلى أن «هناك زيادة ملحوظة في الكتب المنشورة من قبل الكتاب الإماراتيين وهذا من دون شك يعود إلى الدعم الذي تبديه المؤسسات الحكومية لتشجيع الكتاب الإماراتيين، علاوة على زيادة أعداد دور النشر المحلية التي بدأت تهتم بالمفيد وبعوامل الجذب للقراء. كما يمكن أن يشار أيضاً في هذا السياق إلى أن دور النشر الإماراتية المحلية قد أحسنت اختيار العناوين وتقديم الكتاب في أحسن صورة وهذا يتطلب من جهة أخرى إطلاق المبادرات التي تحفز النشر المحلي على التنامي والتطور ووضع الخطط لتطوير حركة التأليف ودعم الإبداع وانتقاء الكتب بدقة ومسؤولية». إقبال متزايد الإقبال على المعرض يتزايد حيث شارك في دورته الأولى 2009 (18) عارضاً وفي 2010 (25) عارضاً، وفي 2011 (30) عارضاً، وفي العام الماضي (43) عارضاً ويتوقع مشاركة أكثر من 50 دار نشر في الدورة الحالية 2013. عزوف العزوف القرائي مشكلة يعاني منها العالم العربي بشكل عام لكن على المستوى المحلي يلاحظ أن الاهتمام بالكتاب المطبوع آخذ في التنامي ويظهر هذا في حجم مبيعات الكتب وتزايد نسبة الإقبال على المعارض
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©