ندرة جنون أسعار المعادن يمتد إلى البلاتين

يعزو الخبراء والمحللون الارتفاع المتسارع في أسعار المعادن الثمينة خلال الأسابيع الأخيرة لعدة أسباب، من أهمها الخوف من ركود اقتصادي محتمل في الولايات المتحدة· وقفز البلاتين أمس إلى سعر قياسي جديد عندما بلغ مستوى 2155 دولاراً للأوقية· ويكمن السبب الثاني لهذا الارتفاع بالشحّ المفاجئ في إنتاج جنوب أفريقيا، ثاني أكبر منتج للمعدن النفيس في العالم بعد الاتحاد السوفييتي· وقدّر تقرير نشر في صحيفة ''فاينانشيال تايمز'' أن يسجل الإنتاج العالمي السنوي من المعدن الأبيض تراجعاً قياسياً خلال عام 2008 يصل إلى 620 ألف أوقية؛ وهو أعلى تراجع يسجل منذ عام ·1999 وارتفع البلاتين بمعدل 9,6% الأسبوع الماضي ليبلغ 2060 دولاراً للأوقية· وتعود القيمة السعرية العالية للبلاتين إلى ندرته الشديدة وصعوبة فصله عن خاماته، ومقاومته الشديدة لعوامل الصدأ والتآكل· وبلغ الإنتاج العالمي الإجمالي منه 217700 كيلو جرام عام 2006 أو ما يعادل 7 ملايين أوقية· وبسبب ندرته الشديدة لم يكتشف إلا في عام 1557؛ وأطلق عليه اسم ''حجر الفلاسفة'' لأن الكيميائيين القدماء ظنّوا أنه مادة وسيطة نادرة يكفي القليل منها لتحويل كميات كبيرة من المعادن الرخيصة إلى ذهب· وفي عام 1819 اكتشفت مناجمه الغنية في روسيا التي أصبحت تنتج 90% من البلاتين المعروض في السوق العالمية· وتعود أسباب المشاكل التي تعاني منها صناعة إنتاج البلاتين إلى نقص الطاقة الكهربائية في جنوب أفريقيا لأن تصنيعه واستخراجه من خاماته بطريقة التحليل الكهربائي يتطلب استهلاك كميات ضخمة من الطاقة· ويتوقع الخبراء ألا تتمكن شركة ''إسكوم'' المملوكة للدولة والتي تعد المنتج الرئيسي للطاقة، من مواجهة الطلب المتزايد لمحطات معالجة البلاتين الخام· ويذكر أيضاً أن نقص الطاقة الكهربائية في جنوب أفريقيا والصين أثّر أيضاً على إنتاجهما من معدن الألمنيوم الذي يتم فصله عن مادته الخام بطريقة مشابهة لطريقة فصل البلاتين· ونتيجة لذلك، ارتفع سعر الألمنيوم بمعدل 4,5% إلى 2817 دولاراً للطن بداية الأسبوع الجاري· واقتفى النحاس خطى البلاتين والألمنيوم ليرتفع بمعدل طفيف بلغ 0,6% إلى 7745 دولاراً للطن؛ وترافق ذلك مع تقارير يومية تفيد بتراجع متواصل في المخزون العالمي من المعدن الأحمر· وكان مخزون النحاس تراجع بشدة خلال شهر يناير الماضي؛ ومن المتوقع أن يزداد هذا التراجع حدّة بعد أن عادت مصاهر النحاس الصينية إلى طاقتها الاعتيادية بسبب الأعطال المتكررة الناتجة عن الأحوال الجوية السيئة التي تسود الصين· ويبدو أن الذهب فضّل أن يسلك سلوكاً مغايراً لسلوك البلاتين؛ وبعد أن سجل سعراً قياسياً جديداً الاثنين قبل الماضي حين بلغ 926,90 دولار للأوقية، عاد الاثنين الماضي ليقفل منخفضاً بمعدل 1,1% إلى 908 دولارات للأوقية· وبعيداً عن المعادن، شهدت عقود تسليم شهر مارس من القمح الأحمر الصلب هذا الأسبوع ارتفاعاً بمعدل 28% إلى 19,88 دولار للبرميل· وعمدت الأرجنتين إلى تأجيل تنفيذ عقود تسليم القمح إلى أبعد مدى تسمح به الاتفاقيات من أجل ضمان التموين المحلي أولاً· واقترحت رابطة أصحاب الأفران في الولايات المتحدة على الحكومة تخفيض الصادرات من القمح من أجل ضمان تلبية الطلب المحلي، إلا أن محللين أشاروا إلى أن أي إجراء احترازي من هذا النوع من شأنه أن يحدث تأثيراً زلزالياً في الأسواق العالمية للمواد الغذائية برمتها· نقلاً عن فاينانشيال تايمز