تعكس أعمال الفنانة الإنجليزية المقيمة في دبي «جودي روبرتس» الكثير من المناطق التي ارتحلت إليها مقتفية آثار واحد من أشهر الرحالة في العالم، وتستلهم روح الشرق العميقة، سواء من خلال روح الأرابيسك البارزة فيها، أو عبر الاستفادة من إمكانيات الخط والكتابة والحروف العربية، مستخدمة واحدة من أقدم الطرق والأشكال في الرسم، إلى جانب أحدث التقنيات والمهارات الفنية، لتنتج عملاً حديثا يحمل روح الاستشراق الحديث. هذه الروح نقرأ شيئاً من معالمها في معرض روبرتس بعنوان «على خطى الرحالة العربي ابن بطوطة» الذي افتتح في مركز ابن بطوطة في دبي الأحد الماضي، ويضم خمسة وعشرين عملا فنيا، ويستمر حتى الرابع عشر من ديسمبر المقبل.
في مكونات اللوحة وألوانها تبرز ملامح مهمة من روح الشرق وحضارته، ففي ألوان الفنانة ثمة هذه الملامح التي تستلهم الطبيعة والمكان والإنسان، فنرى في عمل الفنانة مشاهد وتصاوير ذات صياغة خاصة، صياغة تعتمد مجموعة من العناصر الفنية المبتكرة رغم اتكائها على موروث فني عريق، سواء كان عربيا إسلاميا أم غربيا استشراقيا، حيث تمزج الفنانة عصورا ورؤى مختلفة من الفن في رؤية جديدة.
ومع جذورها في تقليد الفن الاستشراقي، عقدت روبرتس خيوطا من الماضي والحاضر، لتقدم تصورا جديدا للعالم يقوم على التواصل والتحاور، ففي رحلتها في الشرق العربي حيث أمضت عدة سنوات إضافة إلى الامارات في المملكة العربية السعودية والسودان، تعرفت إلى الكثير من فن العمارة والناس والتقاليد والحياة البرية. فالكثير من أعمالها لديه هذا الارتباط العربي الحميم.
ومحليا، في دولة الإمارات العربية المتحدة، ربطتها علاقات وثيقة مع جمعيات ومؤسسات ذات صلة بعملها، مثل المركز القومي للبحوث، ومتحف الشارقة للتاريخ الطبيعي، ومجموعة دبي للتاريخ الطبيعي، وغيرها. وهو ما جعل مسيرتها الفنية على درجة كبيرة من التقارب مع الحياة البرية في البيئة المحلية، فانعكس ذلك في الكثير من أعمالها. ابن بطوطة ليس هنا رمزا للترحال فقط، فرحلاته وما رآه وعاشه فيها من تنوع هو المقصود، والتنوع في الأدوات والأساليب الفنية ميزة سعت إليها الفنانة وحققتها عبر الكثير من أعمالها.
وقد سبق للفنانة أن عرضت أعمالها على نطاق واسع في جميع أنحاء الدولة وسلطنة عمان، وفازت بجوائز عدة عن لوحات لها تمثل نماذج من البيئة العربية كالصقر مثلاً.
عدد اليوم
