أنا على وشك الإفلاس

هشام لاشين (القاهرة) هي نوع من الفنانات لا يعرف أنصاف الحلول .. صراحتها تتسبب لها دائماً في الكثير من المشاكل ، خاصة عندما تدلي بآرائها في السياسة .. إنها الفنانة المميزة الهام شاهين، التي تروي في هذا الحوار الكثير عن شخصيتها المقامرة التي كادت تدفع بها لإعلان إفلاسها، وكذلك حكايتها مع مرض السرطان والسياسة وأمور أخرى. في البداية تقول إلهام : قبل الظروف السياسية التي مرت بمصر في أعقاب «25 يناير» لم يكن لي أي اهتمام سياسي، لكن بعد هذه الظروف تنامت اهتماماتي السياسية، وأصبحت أهتم بكثير من القضايا. قناعاتي ومشاعري وبصراحتها المعهودة، تضيف : أنا طول عمري مثيرة للجدل ربما بحكم جرأتي وصراحتي الشديدة وهو ما تسبب لي في مواجهات مع البعض حتى آرائي سببت الكثير من اللغط بحكم صراحتها، وأنا بالفعل شخصية مقامرة ومتسرعة جداً، حيث إنني لا أفكر أو أتريث قبل اتخاذ قرارات عديدة في حياتي وبعضها مصيري، فالذي يقودني هو قناعاتي ومشاعري، ولكني لا أندم على أي شيء لدرجة أنه لو عاد بي الزمن للوراء لاتخذت القرارات والمواقف والآراء نفسها. هموم المجتمع وتشير إلى أنها تحرص في أعمالها الفنية على طرح قضايا وهموم المجتمع المصري ، وخاصة الشرائح الفقيرة، وتقول : « في فيلم مثل «هز وسط البلد» قدمت شخصية المتسولة التي يصل بها الأمر لبيع أبنائها بعد أن هجرها زوجها وترك لها أربعة أطفال وسافر ليجاهد في أفغانستان، كما تركها فريسة للفقر والجهل والنوم في الشوارع وبيع نفسها لأي عابر سبيل، وما دفعني لإنتاج هذا الفيلم ليس لجاذبية هذه الشخصية فحسب، وإنما لأن كل الشخصيات فيه والتي سببت لي وجعاً في قلبي، فهي نماذج تائهة ضائعة وتمارس أخطاءها اليومية، فلا أنت قادر على التعاطف معها ولا قادر أن تتخذ موقفاً عنيفاً منها، ولكن الحقيقة أننا على وشك الانفجار، وإذا لم نصلح أخطاءنا سريعاً كمجتمع سوف ننهار ففي حياتنا قنابل موقوتة تشبه تلك القنبلة الموجودة بالفيلم يجب أن نحذر منها». السرطان «مرض السرطان» ولفرط انتشاره في المجتمع المصري استفز إلهام شاهين لدرجة أنها ناقشت هذه القضية من خلال فيلمها الأخير «ريجاتا» الذي قدمت خلاله شخصية «صباح» المصابة بهذا المرض وتتعرض للموت بسبب قصر ذات اليد وعدم قدرة أبنائها على علاجها، ورغم ذلك تموت ويضيع الأبناء بسبب انحرافهم، وتذكر إلهام أن شخصية صباح مثلها مثل شخصيات أخرى تقدمها عن قناعة تامة في كل أعمالها، كما فعلت قبلها في فيلم مثل «خلطة فوزية» عن حياة امرأة من العشوائيات كل حلم حياتها أن يكون لديها حمام خاص تدخله وقت إن تشاء، فهذه هي النوعية من الأفلام التي تتحمس لإنتاجها عادة. مفاجأة وحول فيلمها الذي ينتظر العرض «يوم للستات»، قالت: سيكون بدوره مفاجأة عن مشكلة اجتماعية حقيقية رصدتها بقلمها هناء عطية وشرحتها بمبضع جراح ماهر مع المخرجة كاملة أبو ذكري، حيث أقدم شخصية «مودلز» من الحارة الشعبية يرسمها الفنانون لقاء أجر، وهو ما يتسبب لها في مشاكل ومواقف مرتبكة وسط مجتمع شعبي مغلق لا يستوعب هذا الموضوع . وتعترف: «نعم حققت خسائر كثيرة بسبب نوعية الموضوعات التي أتصدى لإنتاجها واقتربت من إعلان إفلاسي، ولكن ما يهمني هو أن ذاكرة الفن سوف تخلد هذه الأعمال، فأفلامي بمثابة المحامي الذي يدافع عن المجتمع الذي أعيش فيه وأنتمي إليه بكل جوارحي وأحمل بداخلي مسؤولية كبيرة تجاهه . وتحلم إلهام شاهين بتقديم شخصية الملكة المصرية «حتشبسوت» لأنها شخصية فاعلة وجريئة وقد عاشت حياة الرجال ورحلتها تكشف عن جسارة وعن دور المرأة المبكر في الحكم منذ آلاف السنيين وهو أمر لم يتحقق في هذا الوقت في أي دولة بالعالم إلا في مصر، وذلك أحد سمات تفرد هذه الشخصية العظيمة. أحلم بتقديم شخصية «الملكة حتشبسوت» لست نادمة على شيء رغم تسرعي في اتخاذ القرار «يوم للستات» مفاجأة .. وأفلامي سلاحي للدفاع عن المجتمع جوائز تلفت إلهام إلى أن إحساسها بالجوائز لا يوصف خصوصاً، وأنها حصدت عشرات الجوائز منذ بدايتها المبكرة في «الهلفوت»، و«أيام الغضب»، وأفلام كثيرة مثل «واحد صفر» الذي حصدت عنه نحو 17 جائزة دفعة واحدة، وكذلك أفلام «الرغبة»، و«خلطة فوزية» و«يا دنيا ياغرامي»، و«عفريت النهار»، والهروب إلى القمة».