الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رقية الحارثي تلبي نداء الاستغاثة وتخفف آلام المصابين

رقية الحارثي تلبي نداء الاستغاثة وتخفف آلام المصابين
21 أغسطس 2012
أبوظبي (الاتحاد) - اكتسبت رقية الحارثي خبرة في الإسعاف والإنقاذ على وجه السرعة، خلال فترة التحاقها بوظيفة فنية طب الطوارئ؛ في قسم الإسعاف والإنقاذ في إدارة الطوارئ والسلامة العامة في شرطة أبوظبي، والتي لا تتجاوز عاماً واحد، مكنتها من التعامل مع الحالات المرضية المختلفة بامتياز. ودرست الحارثي وهي في العشرينيات من عمرها، طب الطوارئ بكلية التقنية العليا للطالبات في أبوظبي، ثم التحقت بشرطة أبوظبي التي هيأت الظروف الملائمة لفتيات الوطن للالتحاق بمثل هذه الوظيفة الإنسانية. آلية العمل عن طبيعة مهامها اليومية، وآلية توجهها إلى مكان الحادث، تقول الحارثي «بداية يرد البلاغ إلى غرفة العمليات عن وجود مصاب أو مريض في حالة خطرة، وبحاجة إلى إسعاف فوري ونقله إلى المستشفى، فتتم مخاطبتي عبر جهاز النداء اللاسلكي وتزويدي برقم المتصل للتواصل معه عبر الرقم نفسه؛ للاستفسار عن الحالة وطبيعتها وعن العنوان أو مكان الحادث، ومن خلال وصف المتصل يمكنني تحديد الحالة سواء كانت خطرة جداً وبحاجة إلى وجودي في المكان أم يكفي وجود سيارة الإسعاف ومسعفين فقط، حيث يختلف عملي عن عمل المسعف، فأنا مثلا ألبي النداء من خلال سيارة تسمى «مستجيب أول»، ولا تتجه هذه السيارة إلا للحالات الخطرة جداً». وتتابع «بعد تأكدي من الحالة، أتوجه بسرعة بسيارة المستجيب الأول إلى مكان الحادث، ويتم استدعاء سيارة الإسعاف، والمسعفين لمساعدتنا في إنقاذ المصاب ونقله إلى المستشفى، علماً بأننا نحرص على أن نكون أول من يصل إلى منطقة الحادث، حيث أقوم كفنية طب طوارئ إلى جانب مسعفي سيارة الإسعاف بتقديم المساعدة الطبية الضرورية التي ترتكز عليها استقرار حالة المريض؛ وتمنع تفاقمها إلى حين وصوله إلى المستشفى لتلقي العلاج المناسب». ومن المهام الإسعافية الأساسية التي تؤديها لحظة وصولها إلى مكان الحادث، تقول الحارثي إنها «تبدأ بتثبيت وضعية المصاب ومنعه من الحركة، من خلال تمديده على لوح خاص للحفاظ على سلامة العمود الفقري من الكسر، بالإضافة إلى تدوين العلامات الحيوية كدرجة الحرارة وضغط الدم والتنفس وقياس النبض، حيث تقدم له بصفتها فنية طب طوارئ الدواء أو العلاج الأولي الذي يخفف من آلامه، وفي حالة تعرض المصاب إلى حروق تقدم له العلاج المناسب للتخفيف من حدة الألم». مزايا المهنة تشير الحارثي إلى أنها تبدأ في التفكير في نوعية الإسعاف الذي تقدمه لتلك الحالة بمجرد تسلمها للبلاغ عن حالة مصاب تحتاج إلى إسعاف عاجل، والأدوات التي يجب أن تكون بمعيّتها، وكيفية التصرف مع الإصابة بشكل لا يخلو من الحذر والحرص سواء على المصاب أم سلامتها كفنية طب طوارئ، الأمر الذي يستدعي ارتداء ملابس واقية وقفازات معقمة، إضافة إلى ذلك يجب أن تتصرف بحكمة واقتدار، خلال المواقف الصعبة التي تحتاج إلى ضبط أعصاب وصبر على المريض الذي قد يصرخ في وجه المسعفين من شدة الألم. حول مزايا مهنة طب الطوارئ وصعوباتها؛ تقول الحارثي «تكمن مزايا مهنتنا في أهمية الدور الذي نلعبه لإسعاف المصابين، فلو لم يكن هناك مسعفون أوفنيو طب طوارئ لإسعاف المصاب في موقع الحادث ستكون النتيجة تفاقم الحالة أو الوفاة». وتوضح «نحن مجرد أداة يقدر الله عز وجل على يديها ما يشاء، ويشرفنا أننا نؤدي واجباً إنسانياً عظيماً نؤجر عليه». وحول ما تعلمته من مهنتها، تشرح «هذه المهنة علمتنا الصبر على البلاء، وحسن التعامل مع المرضى، وتوجيه الشكر إلى الله تعالى على نعمة الصحة والعافية، وحرصنا على أسرنا باتخاذ الإجراءات الوقائية التي تحول بينهم وبين الحوادث، حيث تعرفنا على مدى معاناة المصابين، ومن خلال عملي الميداني أصبحت أكثر حرصاً على قيادة السيارة، كما أصبحت المنبه الأول لعائلتي من مخاطر السكري، بسبب مشاهدتي لحالات كاد السكري أن يودي بحياتها وأخرى لقيت حتفها بالفعل». ضرورات العمل تقول الحارثي «من مميزات وضرورات عملنا التعامل بسرية تامة مع الحالات كافة، وعدم الحديث عن حالة المرضى مع أي شخص آخر سوى الطاقم الطبي المشرف على علاجها ومتابعتها، والمحافظة على خصوصية المريض، علما بأن مهنتنا تعتبر من المهن المتطورة غير التقليدية؛ ما يعني ضرورة متابعة آخر المستجدات سواء على صعيد الأدوية التي تقدم للمرضى عند إسعافهم أم الأدوات التي تستخدم لإسعافهم أو الأسلوب المتبع في عملية الإسعاف نفسها والتي تختلف من حالة إلى أخرى». وتحرص الحارثي على تطوير نفسها عبر الالتحاق بدورات ترفع من مستوى كفاءتها المهنية، مشيرة إلى أنها سافرت في بعثة دراسية إلى الولايات المتحدة الأميركية وأستراليا حينما كانت طالبة على مقاعد الدراسة، مع مجموعة من زميلاتها، حيث تلقين دورات تدريبية في مجال الإسعاف، وحظين بفرصة للعمل في مجال الإسعاف في مستشفيات تلك الدول. وتشجع الحارثي الفتيات المواطنات على دخول مجال الإسعاف والإنقاذ، واصفة إياه بأنه مجال جميل، ويمكن أن تبرز فيه الفتاة، لا سيما وأن عدد المسعفات الإماراتيات قليل، والدولة في أمس الحاجة إلى وجودهن، لعدم تقبل الكثير من المصابات فكرة إسعافهن من قبل المسعفين الذكور؛ وفقاً للعادات والتقاليد التي تسود المجتمع. وتبعث الحارثي رسالة إلى الذين يتصلون بغرفة العمليات لطلب سيارة إسعاف دون أن تكون هناك حاجة إلى ذلك، إضافة إلى كونهم يملكون وسيلة لنقل المرضى كسياراتهم الخاصة، متجاهلين أن سيارة الإسعاف تستخدم في الحالات الخطرة فقط، وأن استخدامها لأي مريض ليس بحاجة إليها، قد يكون على حساب شخص هو في أشد الحاجة إليها. دافع الدراسة عن السبب الذي دفعها لدراسة تخصص طب الطوارئ، والرغبة في العمل في مجال ليس سهلا، تقول الحارثي «منذ طفولتي وأنا أحلم بدراسة الطب البشري، ولكن إرادة الله حالت دون ذلك، فاخترت طب الطوارئ الذي شعرت بأنه يلبي طموحي، وجمعت دراستي للتخصص بين الدراسة النظرية والعملية، إضافة إلى إجراء تدريبات في مختلف مستشفيات أبوظبي، والعين، وفي قسم الإسعاف التابع لشرطة أبوظبي، وقد كانت هذه المرحلة غاية في الأهمية بالنسبة إلينا، حيث اكتسبنا خلالها المهارات الأساسية المطلوبة؛ لإسعاف المصابين والمرضى مهما كانت حالتهم الصحية، إضافة إلى ذلك فقد تبلورت شخصياتنا المهنية من خلال الالتزام بأخلاقيات المهنة، كما أن العمل الميداني كسر حاجز الخوف والرهبة التي كانت تعترينا في بداية الأمر». وتوضح أن عملها بعد التخرج من الكلية كان مؤمّناً وذلك لأن دراستها كانت منحة من قبل شرطة أبوظبي، وقد التحقت بقسم الإسعاف والإنقاذ التابع لإدارة الطوارئ والسلامة في شرطة أبوظبي عقب تخرجها وحصولها على الدبلوم العالي، لافتة إلى أن فترة التدريب العملي خلال الدراسة تختلف عن العمل في وظيفة رسمية في المجال نفسه. وتضيف الحارثي «عندما كنت طالبة في الكلية، كنت أتدرب عملياً على مهامي الوظيفية تحت إشراف أحد المشرفين، أما بعد التخرج فقد زادت مسؤولياتنا، ولم يعد المشرف موجوداً وأصبحنا نعتمد على أنفسنا بشكل كامل، ما تتطلب الدقة في العمل وحسن التصرف، وإدارة المواقف الصعبة إضافة إلى إسعاف المريض دون الرجوع إلى أحد».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©