الحلوى العُمانية تنافس الأنواع الشرقية على مائدة العيد

هناء الحمادي (دبي) - زاد الإقبال خلال عيد الفطر على تناول الحلوى العُمانية، التي نافست الأنواع الشرقية على موائد العيد، حيث تعد من معالم وكرم الضيافة، كما أنها ارتبطت بعالم الاحتفال في المناسبات المختلفة. إلى ذلك، قال عبدالله البلوشي، صاحب محل لبيع الحلوى العُمانية، إن الإقبال على شراء الحلوى العُمانية ليلة تحري رؤية هلال شوال وخلال أيام العيد يختلف عن بقية أشهر السنة، حيث تعد الحلوى العُمانية طبقاً رئيساً حاضراً في المناسبات والأعياد، يعبر عن كرم مائدة العيد في منطقة الخليج العربي. ولفت إلى أن زيادة الإقبال على شرائها في العيد تصل إلى الضعف تقريباً، حيث يبدأ استقبال طلباتها قبل أسبوع للعمل على إعدادها لتكون جاهزة في ليلة العيد، لتقديمها طبقاً ساخناً، كما يفضلها الغالبية، على فوالة العيد. وأشار إلى تعدد أنواع الحلوى العُمانية ومسمياتها، فمنها البيضاء، التي تكون غير «مزعفرة» أي لم يضاف إليها الزعفران، ومنها الصفراء المزعفرة، والحمراء التي يضاف إليها السكر الأحمر بدلاً من الأبيض، ومنها الأميرية، والسلطانية، والديوانية، والملكية، وغيرها من الأنواع، التي ظهرت نتيجة لرغبات الجمهور، مثل حلوى التين، والعسل، والحليب. وبيّن أن عملية صناعة الحلوى العُمانية تبدأ من الصباح الباكر، إذ تحتاج إلى وقت طويل لطهوها على نار هادئة، غالباً ما يصل إلى نحو ثلاث ساعات من التحريك المستمر، الذي يعد شرطاً أساسياً لنجاحها، فالتوقف عنه يعني التصاق النشا، أحد أبرز مكوناتها، في قاع القدر، الأمر الذي يؤدي إلى عدم التوصل إلى النتيجة المرضية، موضحاً أن تميز الحلوى العُمانية يعتمد على جودة مكوناتها، خاصة السمن، وماء الورد، والزعفران. ويتابع: «يختلف سعر الحلوى من نوع إلى آخر، ومن بائع إلى آخر، فالحلوى الحمراء يختلف سعرها عن الصفراء، والبيضاء والسوداء، وكذلك فإن جودة ودقة صنعها تحكم قيمتها، والحلوى المشهورة يكون الإقبال عليها كثيراً، فبعض الناس يتعاملون مع بائع واحد لصنع الحلوى». وقال عبدالله البلوشي: «يفضل أن تطبخ الحلوى العُمانية على مواقد الحطب المستخرج من أشجار السمر، نظراً لصلابته وقوته، حيث لا تنبعث منه رائحة أو دخان، حيث يمكن للحلوى العمانية أن تحتفظ بجودتها لأكثر من أربعة إلى ستة أشهر دون أجهزة أو مواد حافظة، وعادة ما تقدم في أوان فخارية تسمى «الدست»، وهو طبق دائري بمختلف الأحجام الصغيرة منها والكبيرة، إلى جانب الأنواع الأخرى المصنوعة من المعدن والبلاستيك، لكن الكثير من الناس يفضلون الفخار. وذكر أن الحلوى العُمانية تعبر عن فرحة أبناء الخليج، فلا يخلو منها أي بيت خليجي، خاصة أوقات الاحتفالات العامة والخاصة والأعياد والمناسبات الدينية وغيرها، لأنها تعتبر زينة المائدة. وقال إن كل ولاية من ولايات سلطنة عُمان لها حلواها المميزة بناء على أقوال بعض العارفين وأصحاب الخبرة عنها، فالشخص العُماني صاحب الذوق والخبرة يستطيع أن يميز بين أنواع الحلوى بمجرد لمسها أو تذوقها آو شمها، مشيراً إلى أن بعض الولايات تتميز بشيء من الخصوصية، مثل الحلوى النزوانية وحلوى الحمراء ونخل وبركاء ومسقط، حيث يضاف إليها سمن البقر البلدي، وهو لا يتوافر بكثرة، بالإضافة إلى ارتفاع سعره، كما تضاف إليها مادة النشا المستخدم وهي جزء رئيس، إلى جانب السكر الأبيض، كما يستخدم السكر الأحمر وهو أعلى سعراً من العادي.