الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مقاتلون توحدهم مناهضة الأسد ويفرقهم التنافس على السلطة

مقاتلون توحدهم مناهضة الأسد ويفرقهم التنافس على السلطة
20 أغسطس 2012
بيروت (ا ف ب) - تتألف المجموعات المقاتلة المعارضة في سوريا من جنود منشقين ومدنيين مسلحين من انتماءات وتيارات سياسية مختلفة تلتقي على إسقاط النظام، ولكن تتنافس في المال وقيادة العمليات وحجز موقع لها على الخريطة السياسية لسوريا ما بعد بشار الأسد. وقد تظاهر السوريون المناهضون للنظام الجمعة الماضي، تحت شعار “بوحدة جيشنا الحر، يتحقق نصرنا”، في مؤشر واضح على إدراك الناشطين الذين يقودون التحرك الاحتجاجي على الأرض، لواقع تشتت الألوية والكتائب المقاتلة، ما من شأنه أن يؤثر سلباً على المقاومة العسكرية. وإذا كانت معظم هذه المجموعات تنضوي بشكل أو بآخر، تحت مظلة “الجيش السوري الحر”، إلا أن هذا الجيش في الواقع لا يملك هيكلية واضحة وقيادة واحدة تأتمر كل الفصائل والألوية بأمرها. ويقول عبدالقادر الصالح، قائد العمليات الميدانية في “لواء التوحيد” الذي برز في معارك مدينة حلب الأخيرة، لوكالة فرانس برس “قيادتنا وأوامرنا مستقلة. عندما قررنا دخول معركة حلب، قررنا ذلك دون التنسيق مع المجلس العسكري” في حلب. ويسأل الصالح “لماذا نتشاور؟ نحن نملك الوزن الأكبر من المقاتلين في حلب وريفها”، مضيفاً “نحن ننسق مع قادة ألوية لهم وجود فعلي على الأرض لا مع من هم وراء المكاتب”. ويصف الصالح الاجتماعات مع المجالس العسكرية التي تعقد تحت عنوان “التنسيق” بأنها “جلسات شكلية لاحتساء الشاي”. وتشكلت منذ مارس الماضي، 10 “مجالس عسكرية” في المحافظات السورية المختلفة تعمل جاهدة على تنظيم نفسها والتنسيق في ما بينها ضمن ما يعرف ب”القيادة المشتركة للجيش السوري الحر” في الداخل. وتتحلى هذه المجالس إجمالاً بانضباط عسكري أكثر من المجموعات الخارجة عن المجالس، كون قياداتها إجمالاً من الضباط الكبار المنشقين عن المؤسسة العسكرية. وتبرز عبر وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، عشرات لا بل مئات الألوية والكتائب والسرايا التي تقاتل ضد النظام السوري، وتحمل بغالبيتها أسماء ذات طابع ديني إسلامي. فمن كتيبة “البراء” إلى لواء “جند الله” و”أسود السنة” و”أسود الله” و”لواء الإسلام و”كتائب الصحابة”وغيرها. وتعكس الأسماء ثقافة دينية لا شك معممة في العديد من العالم العربي، لكنها تؤشر في بعضها إلى انتماء إسلامي أو سلفي متشدد. ويؤكد قائد كتيبة في الجيش السوري الحر أن “مصدر التمويل الأساسي للألوية الإسلامية في الثورة الثورة يأتي من دولتين بالمنطقة”، فيما تتلقى المجالس العسكرية في الجيش الحر “مساعدات من دول أخرى بينها دولة بالمنطقة والولايات المتحدة ودول أوروبية”. ويقول مقاتل يقدم نفسه باسم أبو مصعب، إن تمويل المقاتلين الإسلاميين مصدره “الخارج وتحديداً تنظيم (القاعدة) الذي يمول المتطرفين، بينما يمول الإخوان المسلمون الإسلاميين المعتدلين، في حين أن أثرياء بالمنطقة يدعمون المعتدلين والمتشددين على حد سواء”. ويقول خبير في الشؤون السورية يتخذ من بريطانيا مقراً له لـ”فرانس برس”، إن تيار الإخوان المسلمين يطغى على توجه لواء التوحيد، بينما “كتائب الفاروق” التي ذاع صيتها في معارك مدينة حمص “محسوبة على السلفية وتضطر إلى الظهور بمظهر إسلامي كإطلاق اللحى مراعاة لمصادر التمويل دون أن يكون لأفرادها توجه إسلامي”. ويجمع ناشطون ومعارضون على أن الجهة التي تغدق أكبر كمية من المال والمساعدات والسلاح هي الإخوان المسلمون، مؤكدين أن الإخوان يحاولون احتكار تقديم السلاح للمقاتلين والمساعدات للناس من أجل ضمان موقعهم المستقبلي في مرحلة ما بعد سقوط النظام. ويرى الناطق باسم القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل قاسم سعد الدين، أن “انتشار الألوية الإسلامية والمتطرفة سببه تواني الغرب عن دعم الجيش الحر”، مشيراً إلى أن تمويل المجالس العسكرية يعتمد خصوصاً على رجال أعمال سوريين داخل سوريا وخارجها، بينما مصدر السلاح “مستودعات النظام والغنائم التي استولينا عليها”. وحذر من أنه إذا لم يبادر الغرب إلى الدعم الفعلي “فسوف يسوء الوضع في اتجاه ازدياد عدد الإسلاميين، وبالتالي تخرج الأمور عن السيطرة”. وتنبئ الانقسامات على الأرض بصراع حاد على السلطة في مرحلة ما بعد سقوط النظام، وتلقي بظلالها على سير العمليات العسكرية. ويروي الناشط الإعلامي رامي الحمصي “في إحدى المعارك بمدينة حمص قبل نحو شهر، سيطر الثوار على الشارع الرئيسي في حي باب السباع، إلا أن انسحاباً مفاجئاً لإحدى الكتائب دون تنسيق مع الآخرين، تسبب بخسارة الحي مجدداً ودخول القوات النظامية إليه”. وتكررت هذه الاتهامات في أكثر من منطقة ومعركة في حلب وريف دمشق. وذكر بعض المقاتلين لوكالة فرانس برس أن بعض الكتائب اضطرت للانسحاب من بعض المعارك بسبب نفاد ذخيرتها، بينما مقاتلون ينتمون إلى كتائب أخرى يملكون الذخيرة ولا يسلمونها إلى رفاق السلاح. ويقول ناشط سوري مقيم في لبنان وعلى اتصال بمجموعات مقاتلة كبيرة، لـ”فرانس برس” طالباً عدم الكشف عن هويته، إن “التنسيق قائم في أرض المعركة، بينما التنافس شديد في من يتولى القيادة ومن يحصل على المساعدات والذخيرة والمال”. ويؤكد سعد الدين أن “الوضع الحالي يتطلب منا الآن لم الشمل وليس فتح السجالات”، مضيفاً “هدفنا بالنهاية واحد وهو إسقاط النظام”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©