الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر.. من صنع «الربيع العربي»؟

غدا في وجهات نظر.. من صنع «الربيع العربي»؟
28 أغسطس 2013 20:08
من صنع «الربيع العربي»؟ يقول أحمد أميري: في حكاية تراثية أن لصاً تعلق بحديدة نافذة دار بقصد تسوّرها والنفاذ منها إلى الداخل وسرقة محتويات الدار، لكن الحديدة انقلعت من مكانها وهوى اللص إلى الأرض وكسرت رجله. أُدخل اللص إلى «البيمارستان» لعلاجه، وأخذوا صاحب الدار إلى القاضي الذي سأله عن الحديدة التي تسببت في الأذى الذي تعرض له اللص، فدافع صاحب الدار عن نفسه بالقول إن البنّاء هو المسؤول، فأحضروا البنّاء الذي ألقى باللائمة على الحدّاد، لأنه هو الذي تولى تركيب النافذة. فقال الحدّاد إن امرأة مرّت إلى جانبه أثناء عمله وهي ترتدي ثياباً زاهية الألوان فشتتت انتباهه، فأحضروا بائع الثياب الذي بدوره أرشد إلى الصبّاغ... وهكذا انتقلت مسؤولية الأذى الذي تعرض له اللص -أثناء محاولته السرقة- من شخص إلى آخر، إلى أن قبضوا على رجل في مدينة بعيدة وزجّوا به في السجن. ويبدو أن «الربيع العربي» سينتهي بالطريقة الدراماتيكية التي انتهت إليها قصة ذلك اللص، فبدلاً من توجيه أصابع الاتهام إلى من خلقوا أجواء الشتاء القاسية التي لابد أن تنتهي بقدوم الربيع، أو حتى لوم من أفسدوا جمال الربيع باقتطاف ثماره قبل أن تنضج، أصبحنا نتحدث عن وجود مؤامرة لرسم خارطة جديدة للمنطقة تحت لافتة «الربيع العربي»، وعن إحداث فوضى خلاقة باسم الكرامة والحرية، وبقية الكلام الذي لا طعم له. بشار وأعراض نهاية الطغاة لدى "جون نوريس”، قناعة بأن بشار لم يرض بالقضاء ببطء على المعارضة واستمرار الرحيل الهائل للسكان من سوريا، بل شعر فيما يبدو أنه مضطر لشن هجوم سافر بالأسلحة الكيمياوية في إحدى ضواحي دمشق قتل فيه المئات إن لم يكن الآلاف. وإذا كان هذا النوع من السلوك الفائق النذالة يبدو مألوفا لك، فأنك تفهم ما أعني. فالأسد يكرر نفس استراتيجية التخبط التي ارتكبتها قائمة طويلة من رفاقه المستبدين والطغاة. ما الجدوى؟ ولماذا يفعل الأسد شيئاً مستفزاً للغاية مقصود به بشكل واضح أن يؤدي إلى رد عسكري دولي؟ والإجابة بسيطة. الأسد، مثل الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسوفيتش والرئيس الليبيري السابق تشارلز تايلور والرئيس الليبي السابق معمر القذافي- اعتاد على وكز الدب الكبير النائم - الولايات المتحدة والمجتمع الدولي على سبيل المثال- دون أي استجابة لدرجة افترض عندها أنه يستطيع أن يفعل كل ما يحلو له في الميدان دون أن يتعرض لرد. فعلى كل حال، لا تميل الولايات المتحدة فيما يبدو إلى اتخاذ إجراء جذري حتى بعد أن أعلنت الأمم المتحدة أن هناك مليون طفل لاجئ بسبب الصراع. والإعلان القوي المبدئي للرئيس الأميركي بأن استخدام الأسلحة الكيماوية "خط أحمر" ثبت فيما بعد إنه كان إعلانا رخوا. وتحافظ روسيا والصين على جبهة موحدة في مجلس الأمن الدولي ضد عمل جماعي، ومن الواضح أن الولايات المتحدة في أقصى درجات عدم رغبتها في التورط في حرب أخرى في الشرق الأوسط في أعقاب تدخل مكلف في أفغانستان والعراق وليبيا. إسرائيل والكيماوي السوري يقول د. إبراهيم البحراوي: انشغلت إسرائيل بصحفها وخبرائها منذ الهجوم الكيماوي السوري على ريف دمشق في بحث الدوافع والنتائج والاحتمالات التالية: في قضية الدوافع يعتقد أحد خبراء الشؤون السورية د. يارون فريدمان أن هناك عدة أسباب دفعت الأسد إلى الإقدام على هذا الاستخدام المحسوب للسلاح الكيماوي. الأول: أنه تصور أن عدم قيام واشنطن برد فعل ضد الفريق أول السيسي في مصر بسبب إنهائه لحكم "الإخوان" يعني أن لديه هو الآخر ضوءاً أخضر لشن هجوم كاسح بكل الأسلحة ضد المتمردين الإسلاميين في سوريا. الثاني: أنه تصور أن فشل التدخل العسكري الأميركي والأوروبي في بناء حكم ديمقراطي في ليبيا سيدفع الغرب إلى عدم التدخل العسكري في سوريا حتى لا تنتج نفس حالة الفوضى الليبية وما يصحبها من تزايد قوة الإسلاميين. الثالثة: ظن الأسد منذ الإطاحة بحكم "الإخوان" في مصر أنه يمكنه استعادة حالة الوحدة العربية حول الدفاع عن العروبة في مواجهة القوى الإسلامية المعادية للفكرة العربية وبالتالي كسب تأييد الدول العربية لإجراءاته. أما فيما يتعلّق بنتائج الضربة الكيماوية، فتتراوح توقعات الخبراء الإسرائيليين بين اليقين من أن أوباما سيصدر أوامره بعملية عسكرية ضد النظام السوري وبين توقعات بأن هذا الأمر بعيد حتى الآن. مباراة صفرية أم مصالحة سياسية؟ استنتج السيد يسين أن الشعب المصري خرج في غالبيته احتجاجاً على خلط الدين بالسياسة خلطاً معيباً، واعتبار قادة الجماعة، وفي مقدمتهم مرسي مصر وكأنها ضيعة خاصة ورثتها الجماعة ومن حقها أن تغير في أوضاعها وتبدل كما تريد. وأسوأ من ذلك اتجاه حكم "الإخوان" إلى هدم الأركان الأساسية للدولة، كما ثبت من تلاعبها باعتبارات الأمن القومي، وهذه هي قدس أقداس القوات المسلحة، ومحاولة نفاذها بكوادرها إلى أجهزة المخابرات والأمن القومي، وجهودها لإعادة تشكيل جهاز الشرطة بما يخدم أغراضها، ومعاداة السلطة القضائية ومحاولات تصفية القضاة، وأخيراً معاداة الإعلام الحر لمنعه من التغطية النقدية للأحداث، ومحاربة المثقفين بمحاصرة مجالات الإبداع المتنوعة. وهكذا فثورة يونيو الشعبية لم تكن بغرض تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة، ولكن بهدف الاعتراض على التغيير الهدام لطبيعة الدولة المدنية المصرية التي ميزتها منذ إنشائها في عهد محمد علي. التواطؤ الدولي ضد الشعب السوري يتساءل د. أحمد عبدالملك: لا نعلم ماذا ينتظر المجتمع الدولي ومجلس الأمن كي يقولا كلمتيهما فيما يجري في سوريا؟ حيث تطور العنف الدائر إلى استخدام النظام السوري السلاح الكيماوي ضد الأبرياء من الأطفال والنساء حيث بلغ عدد القتلى جراء السلاح الكيماوي أكثر من 1300 ضحية حسب إحصائيات رسمية، فيما تقول مصادر "الجيش الحر" إن عدد الوفيات تجاوزت 1729 حالة ، أما المصابين فقد بلغوا 6000 شخص . وقالت منظمة (أطباء بلا حدود) إنه تم علاج 3600 شخص من عوارض سميّة ضربت الجهاز العصبي. ولقد بينت الصور التي ثبتها وسائل الإعلام أن القتلى لم تكن عليهم آثار دماء، وهذا دليل دامغ على أنهم ماتوا اختناقاً بفعل غاز الأعصاب. كما بينت أحاديث الخبراء في الفضائيات أن الجيش السوري الحر لا يمتلك قاذفات لتلك الصواريخ التي حملت غاز الأعصاب، كما أنه من غير المنطقي أن يقوم هذا الجيش بإطلاق الغازات السامة بالقرب منه، لأنه سيتأثر بذلك. المجتمع الدولي ما زال متردداً، ويُصدر بيانات "مائعة" حول المجزرة الجديدة التي ارتكبها النظام السوري، فالمتحدث باسم (كاترين أشتون) مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي يقول: "شهدنا بقلق شديد تقارير على استخدم "محتمل" للأسلحة الكيمياوية من جانب النظام السوري، يجب التحقيق فوراً وبشكل واف في مثل هذه الاتهامات"؟! انهيار عملات «بريكس» يتساءل د. محمد العسومي: هل وصلت تداعيات الأزمة المالية العالمية متأخرة لبلدان مجموعة «بريكس» ومعهم تركيا لتبدأ عملاتهم في التراجع الكبير، والذي يشبه الانهيار؟ أم أن هناك أسباباً أخرى لا علاقة لها بالأزمة؟ أسئلة مهمة تخص مختلف بلدان العالم، وبالأخص بلدان منطقة الخليج العربي، وذلك بعد أن احتلت الهند والصين رأس قائمة التجارة الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي وتحولت إلى أكبر مستورد لصادرات النفط والبتروكيماويات والألمنيوم الخليجية. ذلك يعني أن أية تغيرات كبيرة لاقتصاديات هذه البلدان ستترك آثاراً على اقتصاديات بلدان المنطقة وعلى الاقتصاد العالمي ككل، وهو ما يستوجب الاستعداد له، أو تجنب تداعياته إذا تدهورت الأوضاع الاقتصادية هناك. من حيث المبدأ لا يرتبط التدهور الحالي في عملات المجموعة بالأزمة المالية العالمية بصورة مباشرة، وإنما بخروج بلدان منطقة "اليورو" ومعها الاقتصاد العالمي من عنق زجاجة الأزمة، وأوجد ظروفاً مستجدة وغير كثيراً في أمزجة وتوجهات المستثمرين الذين حزموا حقائبهم في بداية الأزمة نحو الاقتصاديات سريعة النمو، مما رفع الطلب بصورة كبيرة على عملاتها الوطنية، والتي ارتفعت تجاه العملات الرئيسية في العالم. المصريون: الجيش درع لحماية الوطن استنتج ميهول سريفاستافا وعلا جلال وكارولين ألكسندر أنه خلال الأسبوعين الماضيين، سقط قرابة ألف مصري جراء الاضطرابات، وفرضت السلطات حظر التجول في القاهرة والمحافظات، ووضعت جنوداً على طول الطرق، ودبابات على الجسور، وقناصة على بعض الأسطح. وإذا كان كل ذلك مثيراً للإزعاج في هذه المدينة التي أنهكتها الأزمة، فإن الناس لا يثيرون ضجة حول ذلك. وفي هذا الإطار، تقول أماني حسن، 45 عاماً، وهي موظفة حكومية كان والدها يعمل في الجيش: «إن الجيش المصري يعمل لمصلحة البلاد»، مضيفة «لقد تخلصوا من الإخوان المسلمين، والمصريون يحبون أي شخص يحميهم». قبل عامين، كان المصريون يطالبون بالديمقراطية. أما اليوم، فإن احتضان المدينة للقوات المسلحة يبدو كبيراً بلا حدود، تؤمِّنه تطميناتٌ بعودة سريعة إلى الديمقراطية. فالشوارع تعج بملصقات عبد الفتاح السيسي، 58 عاماً، الجنرال الذي لعب دوراً فاعلاً خلال المرحلة الحالية، ومقدمو نشرات الأخبار التلفزيونية لم يكتفوا بالتصفيق للأسلوب القوي والصارم للجيش، بل إن أحدهم راح يغني مثنياً على الجنود يوم الاثنين الماضي. كما أظهرت العشرات من المقابلات في شوارع القاهرة أن الثقة في الجيش تنبع من رغبة قوية في الاستقرار بعد أشهر من احتجاجات الشارع والحضور القوي للجيش في الحياة المدنية من بناء الطرق والجسور إلى إدارة النوادي الاجتماعية والمستشفيات وتوفير دخل لجزء هام من السكان. ويقول «بنجامن جير»، المتخصص في العلوم الاجتماعية وزميل معهد الشرق الأوسط في الجامعة الوطنية لسنغافورة: «إن الجيش يحظى بقدر مهم من الهيبة والاعتبار ويُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره دعامة للاستقلال والفخر».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©