الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الفيصل : «داعش» خطر عابر للقارات يجب محاربته 10 سنوات

الفيصل : «داعش» خطر عابر للقارات يجب محاربته 10 سنوات
16 سبتمبر 2014 19:31
أكدت المملكة العربية السعودية أمس أن التهديد الذي يمثله تنظيم «داعش» تجاوز في جغرافيته العراق والشام، وبات يشكل خطراً يهدد الجميع ويستدعي محاربته والتصدي له بروح جماعية تقي الدول مخاطره ونتائجه. وقال وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في مداخلة، خلال مؤتمر الأمن والسلام في العراق الذي انعقد أمس في باريس: «إن محاربة الإرهاب مسألة لن تنتهي بمعركة واحدة أو خلال فترة قصيرة، بل كل الدلائل تشير إلى أن هذه المواجهة سيطول أمدها، ولن تكون خاتمتها بالانتصار على (داعش) مع حتمية هذا الأمر، كما أن الإرهاب لم يتوقف بالقضاء على أسامة بن لادن ودحر تنظيم القاعدة، فإن نهايته لن تكون محسومة بالقضاء على (داعش)، ومن هذا المنطلق، هناك ضرورة أن يستمر هيكل التنظيم المزمع إقامته لمحاربة (داعش) عشر سنوات على الأقل حتى نضمن زوال هذه الظاهرة البغيضة». وقال الفيصل: «إن تحدي (داعش) الذي تواجهه الحكومة العراقية لا يعدو كونه شكلاً من أشكال الإرهاب العابر للحدود والقارات، الذي فرضته جملة من المعطيات الفكرية والسياسية والأمنية التي تجتاح منطقتنا والتي وفرت لهذا التنظيم أرضية خصبة استغلها لتحقيق مآربه ومآرب من يستفيدون منه تحت غطاء الدين الإسلامي الذي هو براء منهم وأفكارهم وأفعالهم»، وأضاف: «إن التهديد الذي يمثله (داعش) بات يشكل خطراً يهددنا جميعاً، ويستدعي منا محاربته، والتصدي له بروح جماعية تقي دولنا مخاطره ونتائجه، حيث إن هذا التنظيم قد وجد في أرض سوريا بحكم طبيعة نظام الأسد أرضاً خصبة للتدريب وتلقي العتاد والتحرك بحرية دون عرقلة أو ضوابط فلابد لأي استراتيجية لضرب (داعش) من أن تشمل أماكن وجوده على الأرض السورية». وأضاف: «إننا نرى أهمية توفير كل أشكال الدعم الضروري للمعارضة السورية المعتدلة المتمثلة في الائتلاف الوطني لتمكينها من التصدي المزدوج لتنظيم (داعش) ولنظام يعمل على تغذية هذا التنظيم والاستفادة منه لضرب المعارضة السورية المشروعة واستغلاله كذراع إضافي لإيقاع مزيد من المعاناة والعذاب على الشعب السوري المنكوب». وتابع: «إنه في سياق الإجراءات أو الترتيبات التي يمكن أن يوصي بها المؤتمر للتخفيف من المعاناة الإنسانية التي تسبب فيها (داعش) في المناطق التي تعرضت لفظائع وتجاوزات هذا التنظيم الإرهابي التي طالت السكان الأبرياء في تلك المناطق وهنا يمكن الإشارة إلى ما سبق لحكومة خادم الحرمين الشريفين من تخصيص مبلغ 500 مليون دولار لتغطية الاحتياجات الإنسانية للشعب العراقي، وستستمر حكومة بلادي بمؤازرة العراق الشقيق إلى أن يستعيد عافيته». ورحب الفيصل بالرئيس العراقي فؤاد معصوم، متمنياً للعراق الشقيق الوحدة والأمن والاستقرار والرخاء، وقال: «يأتي اجتماع باريس بعد تطورات سياسية وأمنية عاصفة شهدتها الساحة العراقية والتي تضع هذا البلد أمام مفترق طرق بين ماضٍ شهد حالة من الاضطراب السياسي والعنف الطائفي وأشكال التدخل الخارجي المصحوبة بتحديات هددت سيادته ووحدته الوطنية، ويمثل حاضره فرصة لخروجه من هذا المأزق مع قيام حكومة جديدة نأمل أن يتوافر فيها التوازن السياسي الذي افتقدته الحكومة السابقة ورئيس للدولة يوفر ضمانة للدستور وراعياً لأمن واستقرار الوطن»، وأضاف: «إن من حق العراق علينا ونحن نجتمع اليوم أن نؤازره في مواجهة ما يهدد سلمه الأهلي موفرين للحكومة ورئيس الدولة الجديد ما يساعدهما على المضي قدما في تطبيق أوجه الإصلاح السياسي المطلوب، والعمل على تحقيق متطلبات الحكم الرشيد وتكريس العدالة وتحقيق المساواة بين مكونات الشعب العراقي في إطار من الضمانات المؤسسية». من جهته، شدد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة خلال كلمة في المؤتمر على ضرورة العمل والتعاون في ثلاثة محاور من اجل القضاء على ما يسمى بتنظيم «داعش»، وهي المحور العسكري ومحور التمويل والمحور الأيديولوجي لما يرتكبه هذا التنظيم من جرائم بشعة في حق المدنين في العراق وسوريا من الطوائف والأديان كافة، وشدد على أهمية القضاء على جميع المجموعات الإرهابية في المنطقة التي تشكل خطراً لا يقل عن خطر ما يسمى بـ«داعش» كـ«حزب الله» الإرهابي، وغيرها من منظمات إرهابية بالمنطقة، وضرورة التصدي لها بكل حزم والقضاء عليها، وإيجاد السبل الكفيلة بضمان عودة الأمن والاستقرار في المنطقة. وأعلن وزير الخارجية استعداد مملكة البحرين لاستضافة مؤتمر دولي لمكافحة تمويل الإرهاب يشارك فيه ممثلي الدول المتخصصين في هذا المجال. وقد تمت الموافقة خلال الاجتماع على استضافة البحرين لمؤتمر دولي لمحاربة تمويل الإرهاب في المنطقة، وأثنى المشاركون على قيادة مملكة البحرين في مجال القضاء على التمويل الإرهابي، وتطلعهم للمشاركة في المؤتمر الدولي المزمع عقده في المنامة قريباً لمحاربة تمويل الإرهاب. من ناحيته، دعا وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني ناصر جودة إلى تعزيز التعاون والتنسيق والتشاور لتوفير الدعم اللازم للعراق لمواجهة التحديات التي تعصف به خاصة انتشار الفكر المتطرف وانتشار تنظيمات إرهابية، وسيطرة تنظيم إرهابي هو «داعش» على مساحات من أراضي العراق وسوريا. وقال أمام المؤتمر، إن اللبنة الأولى لأي جهد في هذا الإطار تكمن في تغيير الظروف الموضوعية التي مهدت لهذا التدهور، مشيراً إلى أن تشكيل الحكومة العراقية الجديدة برئاسة حيدر العبادي خطوة أساسية باتجاه استعادة قوة ووحدة الصف العراقي، وإيجاد البيئة السياسية لتعزيز الوحدة الوطنية بين مكونات الشعب العراقي كافة ما يساهم إلى حد كبير في مقاومة وكبح جماح الإرهاب ومن يمثله. وأكد جودة أهمية المباشرة بالإصلاحات اللازمة لتعزيز دور الدولة العراقية الجامعة، من خلال عملية سياسية شاملة تعزز سيادة القانون، وترمم النسيج المجتمعي العراقي، بتعدديته الثرية من ترسبات الماضي، تشكل العمود الفقري لأي جهد باتجاه دحر هذا التنظيم الإرهابي وتطهير ارض العراق منه، وقال: «نحن نساند الحكومة العراقية وندعم جهودها في هذا المجال». وحذر من أن الخطر المحدق بالعراق اليوم، عابر للحدود، ويهدد امن واستقرار المنطقة ككل، ما يستدعي تضافر الجهود، وأخذ زمام المبادرة لتدارك الأوضاع فوراً من خلال جهد يحشد الطاقات، ويقتلع جذور هذا التنظيم أينما وجدت والتصدي للإرهاب البغيض أينما وجد. وقال إن قدرة تنظيم «داعش» على استغلال الفراغ في بعض المناطق في شرق سوريا كقاعدة انطلاق لأهداف خارج سوريا متجاوزاً الحدود، وفر له منطقة آمنة تمكنه من بناء قدراته العسكرية والاقتصادية، وعليه فإن شمولية المقاربة تستدعي جهداً متكاملاً يستهدف موارده، وبناه التحتية، في كل مكان. (باريس - وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©