خطأ الكبار

أضاع منتخبا العراق والسعودية فرصتين مواتيتين لتحقيق الفوز في المباراتين اللتين لعباهما أمام منتخبي الإمارات والكويت ضمن المجموعة الثانية لبطولة خليجي 20، وضياع الفرصتين جاء بطريقة متشابهة عندما أهدر كابتن منتخب العراق يونس محمود ركلة الجزاء التي منحها حكم المباراة في الدقائق الأخيرة، حيث سدد الكرة من ركلة الجزاء بطريقة غير متزنة تمكن من خلالها حارس مرمى منتخب الإمارات ماجد ناصر رد الكرة بشجاعة وذكاء في حين أضاع فرصة الفوز المواتية للفريق السعودي نهاية المباراة الكابتن محمد الشلهوب عندما سدد الكرة من ركلة الجزاء بطريقة مألوفة أو واضحة لرؤية ومقدرة كابتن المنتخب الكويتي حارس المرمى نواف الخالدي. والمتابع لمباريات الدوري القطري والسعودي يجد أن اللاعبين يونس محمود ومحمد الشلهوب هما المتخصصان في تنفيذ ركلات الجزاء التي تمنح لفريقيهما، الغرافة والهلال لما يتمتعان به من إمكانات فنية ومقدرة عالية في تسديد الكرات الصعبة البعيدة عن رؤية حراس المرمى ومتناول أيديهما وكثيراً ما قادا فريقيهما الغرافة والهلال للفوز من ركلات الجزاء وكلاهما موضع ثقة المدربين ومحطة اطمئنان بالنسبة لجماهير الناديين الواسعة، ولكن ربما تفكيرهما بحجم المسؤولية المضاعفة الموكولة لهما في قيادة منتخبيهما قد أثر نفسياً على طبيعة تنفيذ ركلتي الجزاء اللتين كان لهما قول الفصل وتحديد نتيجة المباراتين. وما يدلل على جسامة القصور أو الإخفاق الذي لازم أداء اللاعبين يونس محمود ومحمد الشلهوب اعتذارهما للجماهير العراقية والسعودية ولزملائهما اللاعبين والمسؤولين عن المنتخبين عن طريق تصريحاتهما عبر أجهزة الإعلام المختلفة الصحف المقروءة والفضائيات عن الخطأ الذي كتبا باسميهما وبطريقة غير مقصودة. ومع الاعتراف الكامل بمقدرة وشجاعة وذكاء حارس مرمى الإمارات ماجد ناصر وحارس مرمى الكويت نواف الخالدي التي قادتهما للحفاظ على شباكهما ورد ركلتي الجزاء بمهارة وفطنة إلا أن إخفاق اللاعبين يونس محمود ومحمد الشلهوب قد تسبب في ضجر الجماهير العراقية والسعودية وفي نفس الوقت قد أعطى الدرس المفيد للاعبين لتلافي الخطأ الذي ارتكباه وتشجيع المدربين لاختيار غيرهما ممن يمتلك المواصفات الجيدة. وقد يقول البعض إن الحضور الجماهيري الواسع لمباريات البطولة ربما قد اثر على نفسية اللاعبين يونس محمود ومحمد الشلهوب ولكن متابعتنا لمباريات المنتخبين العراقي والسعودي السابقة تؤكد أنهما قد لعبا أمام جمهور يزيد عن الخمسين ألف متفرج. خاتمة القول إننا نعرف جيداً الكثير من نجوم الكرة العالميين قد سبق لهم إهدار ركلات الجزاء وبالشكل الذي تسبب في خسارة فرقهم، إلا أن الذي جعلنا نركز في الاهتمام بقصور اللاعبين يونس محمود ومحمد الشلهوب كون أن الخطأين قد تسببا في إهدار فرصة الفوز على منتخبيهما إضافة إلى مكانتهما العالية التي يتمتعان بها والسمعة الرفيعة التي يحتلانها في الساحة الكروية العربية والآسيوية. almla3eb@yahoo.com