القاهرة - الاتحاد: تصدرت أزمة دارفور والجهد الدولي للتوصل الى تسويتها مباحثات وزير خارجية فرنسا فيليب دوست بلازي مع الرئيس المصري حسني مبارك ووزير خارجيته احمد ابوالغيط امس بالقاهرة· وقال بلازي انه تم خلال اللقاء التأكيد على التصور المصري الفرنسي المشترك بضرورة الحوار بين الاطراف المتنازعة في اقليم دارفور وتوسيع رقعة الحوار بينها وبين الحكومة السودانية وسألتقي في وقت لاحق الرئيس السوداني عمر البشير لهذا الغرض· مؤكدا وجود توافق مصري فرنسي تام حول ازمة دارفور·
وقال: لقد وصلنا الى طريق مسدود بعد رفض الحكومة السودانية لقرار مجلس الأمن بشأن ارسال قوات دولية الى دارفور ولابد من التوصل لحل وسط يقبله الطرفان والاساس هو ضمان حماية المدنيين في الاقليم وان كل الاقتراحات التي تصب في هذا الاتجاه ينبغي ان ندعمها ولا سيما فكرة تشكيل قوة مختلطة·
وكان دوست بلازي قد دعا بعد محادثات أجراها الليلة قبل الماضية مع نظيره احمد ابو الغيط، الى نشر قوات تابعة للامم المتحدة ''تحت قيادة افريقية''·
وقال دوست بلازي ان فرنسا ''لها مصلحة في العمل على هذا الملف مع مصر والجامعة العربية'' اللتين تلقى افكارهما عادة آذانا صاغية لدى السودان·واضاف اثر مباحثات استمرت اكثر من ساعة ونصف مع الرئيس مبارك ''اننا نتشارك الرأي تماما مع المصريين حول المسألة السودانية، لا سيما بشأن دارفور''· وقال الوزير الفرنسي ان ''فكرة نشر قوة مختلطة مثيرة للاهتمام''·وقد وصل دوست بلازي ظهر امس الى الخرطوم للقاء الرئيس السوداني عمر البشير واجراء محادثات مع مسؤولين سياسيين آخرين، بينهم نظيره لام اكول· واكد بعد لقائهما ان بلاده مستعدة للمساعدة على التوصل الى اتفاق سياسي حول دارفور وقال دبلوماسي فرنسي ''ان مواقف الطرفين باتت اكثر ليونة''، مشيرا الى ان الرئيس عمر البشير بات مستعدا للقبول بتعزيز قوة الاتحاد الافريقي، في الوقت الذي لم يعد الرئيس الاميركي جورج بوش يتحدث عن فرض قوات تابعة للامم المتحدة·
ومن المقرر ان يزور اليوم الاثنين، دوست بلازي دارفور للقاء مختلف الاطراف الدوليين (الاتحاد الافريقي والامم المتحدة والمنظمات غير الحكومية) والتحقق من وضع اللاجئين على الارض، رغم عدم زيارته مخيمات اللاجئين·
وفيما يتعلق بأوضاع المنطقة العربية اكد بلازي وجود اتفاق كامل في آراء مصر وفرنسا بالنسبة للشرق الاوسط ومساندة الرئيس الفلسطيني محمود عباس واستعدادنا للتعاون مع حكومة فلسطينية جديدة اذا ما التزمت بمبادئ الرباعي الدولي·
وحول استخدام اميركا لحق الفيتو ضد قرار يدين مجزرة بيت حانون قال ان فرنسا عضو في مجلس الامن ولا يمكننا ان نعلن حكمنا على الآخرين، ولكن بإمكاني القول إن فرنسا كانت ترى في مساندة هذا القرار امرا بديهيا وضروريا رغم اعترافنا بحق اسرائيل في الامن ونحترم حقها في الدفاع عن نفسها ولكن يجب ان يتسق هذا الحق مع القانون الدولي ونحن ندين أي اعمال هجومية او عسكرية تفضي الى مثل هذه الاوضاع وتدمر بدون تمييز المساكن وتودي بحياة المدنيين وهذا ما حدا بنا الى تأييد مشروع القرار الذي تم عرضه على مجلس الامن·
وحول الاوضاع في العراق خاصة بعد حكم الاعدام على صدام حسين قال انه لا توجد معجزات تحدث في العراق والعراق ليس بلد المعجزات لكن لا يعني ذلك ان نبقى مكتوفي الايدي وان نخضع للقدر وأرى أن هناك وسائل متعددة لوضع حد لتدهور الأوضاع في العراق ولابد اولا من اعادة ديناميكية العملية السياسية وبالاخص ادماج من تم استبعاده حتى الان من هذه العملية بما فيهم المتمردين لكي نحثهم على صنع السلام وان نؤكد للعراقيين ان عملية نقل السيادة ستتم تدريجيا لصالحهم ولا سيما فيما يتعلق بالشق الامني وربما يتم ذلك من خلال انسحاب القوات المتواجدة على الامد القصير ولكن ربما سيؤدي هذا الانسحاب الى سيادة اوضاع الفوضى ولهذا لابد من جدول زمني يتم بموجبه انسحاب القوات الاجنبية مما قد يزيد من شعور العراقيين انهم سيستعيدون سيادتهم ·
أما بالنسبة لحكم الاعدام على صدام حسين فانه أمر يعود للعراقيين ان يعبروا عن رأيهم في هذا الحكم· لكنه كمواطن فرنسي اوروبي ضد حكم الاعدام وقد عبرت فرنسا بشكل نهائي عن موقفها المعارض لحكم الاعدام وكذلك الاتحاد الاوروبي الذي يتبنى نفس الموقف·
عدد اليوم
