الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اصطحبت سجينة مختلة عقلياً إلى الكويت لتلقي العلاج

اصطحبت سجينة مختلة عقلياً إلى الكويت لتلقي العلاج
22 يناير 2015 21:00
لكبيرة التونسي (أبوظبي) تتمتع تفاحة سالم بالصلابة والشجاعة وقوة الشخصية رغم بلوغها الـ 85 من العمر، وقد اتسمت بهذه الصفات منذ التحاقها بالعمل الشرطي وحتى الآن. مسيرتها المهنية متميزة، فهي أول عنصر نسائي يلتحق بالقيادة العامة لشرطة دبي عام 1960، عملت فترة مسؤولة عن سجن النساء بدبي، ووصلت من خلال عملها إلى رتبة رقيب أول، حتى تقاعدت عام 1985، وتقديراً لجهودها، ولكونها من الرائدات في هذا المجال، توجت مؤخراً ضمن كوكبة من الشخصيات الوطنية بميدالية «أوائل الإمارات» بمناسبة احتفالات الدولة باليوم الوطني الـ 43، كأول إماراتية تعمل في القطاع الشرطي. وسام رفيع شعرت تفاحة بسعادة عارمة، وهي تتوج بهذا الوسام الوطني الرفيع، مؤكدة أن هذا التكريم ليس غريباً على دولة الإمارات التي تقدر أبناءها وكل من يسهم في مسيرتها التنموية. وتعبر عن فخرها بما قدمته في شبابها من جد وإتقان في عملها ما أسهم في نجاحها وتميزها، موضحة أن أحفادها سيكملون مسيرتها في العطاء للوطن. وعبر نجلها عبدالله عبيد عن فخره بوالدته وبجرأتها، مؤكداً أنها كانت مصدر قوة بالنسبة له وهو صغير، حيث كان الجميع يهابها، لما تتمتع به من شجاعة. وأضاف «كنت أمشي مرفوع الرأس وألعب في الشارع من دون خوف، ولم يكن أحد يجرؤ على الاقتراب مني، ولكنها في الوقت نفسه كانت صاحبة مبادئ وأخلاق عالية ولا تعتدي على حقوق الآخرين، بل كانت تعاقبني كلما اشتكى مني أحد الجيران، وكانت تحثني دائماً على احترام الجيرة، ومن هم أكبر مني سناً». نظرة المجتمع خاضت تفاحة، الملقبة بـ «أم الشرطيات»، غمار مهنة كانت حكراً على الرجال، حيث كان خروج المرأة للعمل آنذاك يواجه بنظرة سلبية من المجتمع. ويشير عبدالله إلى أن والدته عملت فترة في القوة الشرطية التي كانت تابعة للمحكمة الشرعية بدبي، موضحاً أنها كانت تتكلف بقضايا عديدة منها قضايا الأحوال الشخصية، والمخدرات، وقد كانت تعرض نفسها للمخاطر من أجل عملها الذي كانت تفتخر به، وأحيانا كانت تساعد في القبض على مجرمين رجال. ويقول: «في الفترة التي عملت فيها أمي في الشرطة، لم يكن هناك تنوع كبير في الجنسيات التي تعيش على أرض الدولة، ولم تكن هناك جرائم كثيرة مثل الآن، وكذلك السرقات لم تكن كبيرة، ولكن كانت هناك صعوبات وجرائم تتطلب المتابعة، ومن الأحداث التي أذكرها جيداً كوني كنت قريباً منها ومن عملها؛ متهمة صفعتها بقوة، ولكن أمي لم ترد، بل اشتكتها، فحكم عليها القاضي بالسجن ثلاث سنوات مع التنفيذ، وفي إحدى المرات نجت والدتي من الإصابة بالرصاص بعد أن شاركت في مهمة ضبط تاجرة مخدرات، لكنها أصيبت بكسر في قدمها بعدما قفزت من أعلى السور». بيتها القديم يلفت عبدالله إلى أن والدته لا تزال تتمتع بصحة جيدة رغم إصابتها بضغط الدم، مؤكداً أنها تقضي يومها في متابعة برامج التلفزيون، ولا تحب مغادرة بيتها القديم أبداً. وأوضح أنه يراعيها ويحترم رغبتها في البقاء في منزلهم القديم في منطقة نايف، حيث كان يتواجد مقر عملها، لذلك فهو يعيش معها ليرعاها، ويهتم بها رغم مسؤوليته نحو أسرته التي تسكن في بيت آخر. وكان عمل تفاحة يتمثل في اصطحاب النساء إلى التوقيف أو السجن الذي كان يوجد في قلعة نايف، حيث كانت الوحيدة التي تشرف على سجن النساء، وتحتفظ بالمفاتيح. وأوضح نجلها أنها كانت تحب عملها جداً، وكانت تزور السجن أكثر من مرة في اليوم لتقديم وجبات الطعام للسجينات اللواتي كان عددهن لا يتجاوز 30 سجينة آنذاك، لافتاً إلى أنها اصطحبت في إحدى مهام عملها سجينة مختلة عقلياً إلى الكويت لتلقي العلاج هناك، ومكثت معها 6 أشهر. قيم ومبادئ تقدمت تفاحة سالم في السن، لكنها لا تزال صارمة في البيت، ويخاف أحفادها مخالفة رأيها، وينتصحون بنصيحتها. إلى ذلك، قال ابنها عبدالله «تعلمت منها الضبط، والحزم، والقيم، وهذا ما تنقله هي لأولادي حتى الآن، حيث تجمعهم دائماً وتقول لهم: والدكم كان يطيعني ولا يتأخر خارج المنزل بعد غروب الشمس، فأتمنى أن تكونوا ملتزمين مثله». وأضاف: «أمي لا تعجبها أساليب التربية السائدة حالياً، وتنتقد السهر خارج البيت من قبل بعض الشباب، وهي دائمة الحديث عن الأجيال السابقة وكيف كان الخال والعم والجار يشاركون في تربية الأبناء، مستنكرة تراخي الأهل مع أولادهم والتساهل معهم خوفا من انعكاسه سلبياً على المجتمع».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©