معاذ كمبال (الاتحاد) - سيطر التعادل الإيجابي بهدف لمثله على “كلاسيكو” الهلال وضيفه المريخ أمس الأول ضمن المرحلة الثانية من دور المجموعات لبطولة كأس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “الكونفدرالية”، وشهدت المباراة توتراً كبيراً من جماهير المريخ، بعدما حصبت الملعب بالحجارة احتجاجاً على قرارات الحكم حمادة موسى من مدغشقر.
واقنص المريخ نقطة ثمينة من صاحب الأرض، ليعزز حظوظه في التأهل إلى نصف النهائي، يكفي أنه سوف يخوض الفريق مباريات الثلاث المقبلة داخل السودان، قبل أن يخرج في الجولة الأخيرة ليواجه إنتركلوب الأنجولي.
وفشل الهلال في الاستفادة من النقص العددي المبكر في صفوف ضيفه، بعدما أشهر الحكم الكارت الأحمر في وجه لاعب وسط المريخ بدر الدين قلق، إثر تدخله العنيف على قائد الهلال عمر بخيت، لكن رغم ذلك نجح المريخ في التقدم عبر مهاجمه النيجيري كلتشي أوسنوا في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدل الضائع للشوط الأول، فيما جاء الرد الأزرق سريعاً بتوقيع الزيمبابوي إدوارد سادومبا الذي سجل هدف التعادل بعد انطلاقة الشوط الثاني مباشرة.
وبالنهج الهجومي نفسه الذي اعتمده في مباراة أهلي شندي بخطة 3-4-3، دخل الفرنسي دييجو جارزتيو المدير الفني لفريق الهلال المباراة، معولاً على الترسانة الهجومية الضاربة التي يتمتع بها بقيادة المرعب السنغالي إبرهيما سانيه والزيمبابوي إدورد سادومبا، إضافة إلى الدولي مدثر كاريكا ونجحت محاولاته في السيطرة على مجريات المباراة، قبل أن يدخل المريخ الأجواء.
وجاءت بداية الشوط الأول حماسية من الطرفين، وتكمن الهلال من كسر صمود دفاع المريخ، وكان قريباً من افتتاح التسجيل، لكن الهجمات تحطمت أمام مرمى الحارس عصام الحضري، وكلفت خشونة بدر الدين قلق المريخ الكثير، يكفي أنه أكمل المباراة منذ الدقيقة 22 بعشرة لاعبين، ورغم ذلك استطاع أن يتجاوز المحنة، ويكمل الشوط على أفضل ما يكون.
وكانت نهاية الشوط الأول أجمل لأبناء البرازيلي هيرون ريكاردو مدرب المريخ، بعدما استطاع النيجيري كلتشي أسونو أن يضع فريقه في المقدمة بهدف.
ومع بداية النصف الثاني لم يكن أمام الهلاليين إلا النزول بكل ثقلهم الهجومي، بعدما أجرى المدرب الفرنسي تغييراً داخل الملعب، بتقدم لاعب الوسط الكاميروني إيكانجا للمشاركة بفعالية مع الهجوم، وكان للمدرب ما أراد، حيث نجح سادومبا في مواصلة تخصصه في مرمي المريخ وسجل هدفاً صاروخياً في شباك الحضري.
وبعد الهدف بدأ الهلال يدخل أجواء المباراة بشكل أفضل من الشوط الأول، فيما تراجع المريخ إلى نصف ملعبه للحفاظ على نتيجة التعادل الإيجابي، مع محاولات هجومية شحيحة كان طابعها الهجوم المرتد السريع التي ساعدته على صنع هجمات خطيرة على مرمى الهلال، لكن الحارس المعز محجوب أنقذ فريقه في كثير من اللقطات.
وشهدت نهاية المباراة افتقاد التركيز من الفريقين، وانخفضت اللياقة البدنية، بجانب غياب التركيز، والذي جسدته حالة انفراد السنغالي سانيه بحارس المريخ ولكنه أطاح بالكرة بعيداً عن الشباك.
وخرجت جماهير الفريقيين التي قدرت بثلاثين ألفاً من الاستاد راضية عن أداء لاعبيها، وتوجه أغلبها لسوق أم درمان، من أجل شراء مستلزمات العيد الذي تزامن مع المباراة، بينما وجد باص فريق الهلال صعوبة بالغة في الخروج من الملعب، بعدما انتظرت بعض الجماهير لمعاتبة اللاعبين على التعادل الذي يرونه مخيباً، خاصة أن المباراة تقام على أرضهم.
ونامت بقية أرجاء العاصمة الخرطوم هادئه، بعدما حسم التعادل النتيجة في وقت كانت تشهد احتفالات صاخبة حتى الصباح عندما يتمكن أحد الفريقين من إنزال الهزيمة بالآخر.
ويتقاسم الهلال صدارة المجموعة الأولى مع المريخ، ولكل منهما أربع نقاط، غير أن الأول يتفوق بفارق الأهداف، ويخرج الهلال في الجولة القادمة ليحل ضيفاً على إنتركلوب الأنجولي، بينما يستضيف المريخ على ملعبه فريق أهلي شندي.
ومن جانبه انتقد البرازيلي هيرون ريكاردو المدير الفني للمريخ الحكم حمادة موسى، مؤكداً أنه تسبب في حالة الفوضى التي شهدتها المباراة، ومنح الهلال نقطة لا يستحقها على الإطلاق، وأن ظلماً كبيراً وقع على فريقه بعدما كان الأقرب لإنهاء المباراة منتصراً.
وحمل المدرب التحكيم ضياع جهود لاعبي المريخ وقال “إن الهلال حصد نقطة ? يستحقها، وفي المقابل أدى لاعبو المريخ المباراة بمسؤولية كبيرة، ونفذوا الخطة، ولكن الحكم أفسد كل شيء بقرارته الغريبة في المباراة، ووضح تماماً أنه ? يريد للمريخ الفوز بنقاط هذه المباراة، بعدما بدا يوزع بطاقات صفراء مجنية للاعبينا، كما أن طرد بدر الدين قلق ليس له أساس من الصحة”.
ورأى المدرب حظوظهم في التأهل للمربع الذهبي للمسابقة كبيرة، وقال “كسبنا نقطة جيدة بحساب قانون دوري المجموعات، والطريق أمامنا من أجل التأهل للدور القادم، ولكن أخشي من أن تسبب الكروت الصفراء التي حصلنا عليها في فقدان لاعبين متميزين خلال المواجهات القادمة”.
وفي المقابل اعتبر الفرنسي دييجو جارزتيو المدير الفني للهلال أن نتيجة التعادل مخيبة للآمال، وألقى باللوم على هجوم الذي فشل في استثمار الفرص التي تهيأت له لإنهاء المباراة فائزاً، كما أبدى استيائه من عدم قدرة اللاعبين في الاستفادة من النقص العددي للمريخ، بعد طرد بدر الدين قلق منتصف الشوط الأول.
وقال المدرب الذي لم يكمل عامه الأول مع الفريق إن التعادل نتيجة ليست جيدة لفريقه، لكنه أوضح أنها أفضل من الخسارة، وقال المدرب “كنا نطمع في الفوز لذلك لعبنا بطريقة هجومية منذ بداية المباراة، وكنا الأقرب دائماً للتسجيل، ولكن ماذا أقول؟ إنها كرة القدم فهى تفعل ما تشاء”.
عدد اليوم
