السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السيارات الصغيرة تهيمن على السوق الأميركية

السيارات الصغيرة تهيمن على السوق الأميركية
31 أغسطس 2011 21:49
شهدت السوق الأميركية تحولاً كبيراً في استخدام السيارات الصغيرة التي يفضلها الناس على الكبيرة لأسباب منها بالإضافة إلى الحجم، زيادة استهلاك الوقود والمساحة المطلوبة للوقوف والظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الأميركيون. وفي ظل ذلك، تفوقت مبيعات “بي أم دبليو ميني” في أسواق أميركا الشمالية هذا العام على كل من “كاديلاك إيسكليد” و”شيفروليه سبيربان” العائلية. كما أن الشعارات الوطنية التي كانت ترفعها شركات صناعة السيارات الأميركية في ديترويت، لم تعد كافية لإقناع المشترين الذين توجه بعضهم نحو الموديلات الغربية. ولم تقف هذه الشركات عند ذلك، بل ذهبت لأبعد منه عندما ذكرت “جنرال موتورز” في أحد إعلاناتها لسيارة “بويك ريجال” الجديدة أنها الأولى من موديلها بمواصفات هندسية ألمانية. ويعتمد تصميم السيارة التي صنعت في ألمانيا، على سيارة “أوبيل إنسيجنيا” الألمانية. ودفع هذا التوجه “فورد” وشركات أخرى في القطاع، لمضاعفة جهودها لتبني البرامج العالمية في صناعة السيارات. وتشترك موديلات مثل “شيفروليه كروز” من جنرال اليكتريك و”فيستا” و”فوكاس” من فورد، في نفس الأسلوب المتبع والمكونات المستخدمة في معظم أنحاء العالم، باستثناء قليل من الامتيازات التي تخص المستهلك الأميركي. وأصبحت السيارات الغربية تشكل حيزاً مقدراً في السوق الأميركية، حيث ارتفعت الحصة السوقية لموديلات بما فيها “مرسيدس” و “بي أم دبليو” و”فولكس فاجن” من 6,6% في 2005 إلى 8,6% في 2010 و إلى 10% لأول مرة في يونيو من العام الحالي. ويُعزى الانتعاش الأخير إلى تعثر الإنتاج في اليابان بسبب الزلزال الذي حدث في مارس الماضي. وضمن توجهاتها لزيادة معدل مبيعات أميركا الشمالية، توشك “فولكس فاجن” على افتتاح أول مصنع لها للتجميع في مدينة شاتانوجا بولاية تينيسي الأميركية. وفي غضون هذا التحول الكبير، اختفت موديلات تسعينات القرن الماضي التي اشتهرت بكثرة استهلاك الوقود مثل “همر” و”فورد إكسكيرشين”. ويختلف التوجه الحالي من الإقبال الذي حظيت به الموديلات اليابانية مثل “تويوتا” و”نيسان” و”هوندا” في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي في أميركا، حيث يعزى ذلك للنوعية الرديئة وسوء التصميم الذي صاحب صناعة السيارات الأميركية في ذلك الوقت. وبتغير الذوق الأميركي، أصبح مفهوم السيارات الصغيرة قريباً من الأوروبي، حيث لم يعد استهلاك الوقود العامل الوحيد الجاذب، بل التصميم والمواصفات وغيرها. وتجئ معظم الموديلات الصغيرة الآن مزودة بأحدث الاكسسوارات مثل مقاعد الجلد المدفأة وأدوات الترفيه المتطورة والحساسات. وتعتبر مثل هذه الكماليات مُدرة لأرباح شركات صناعة السيارات حيث تزيد من مبيعاتها ومن ثم تشجعها على رفع معدل الإنتاج. ولقيت أخيراً سيارات “الهاتشباك” قبولاً في أميركا، تلك الموديلات التي تحقق رواجاً كبيراً بين الأسر في أوروبا. وتشكل هذه الموديلات الآن نصف مبيعات “فيستا” و”فوكاس” من فورد. وفي آخر المؤشرات التي تدل على عبور ثقافة السيارات الأوروبية إلى أميركا، أكدت “جنرال موتورز” على جلب نسخة من موديل “كروز” الذي يعمل بالديزل والمصمم خصيصاً لأجزاء من أفريقيا وآسيا وأوروبا، إلى أميركا في العام 2013. وتبلغ نسبة السيارات التي تستخدم الديزل في أميركا الآن 2% فقط، مقارنة بنحو 50% في أوروبا. وساعدت “جنرال موتورز” خلال أزمة النفط في أواخر سبعينات القرن الماضي في تحسين سمعة الديزل بتحويلها لمحرك موديل “أولدزموبيل” من البنزين إلى الديزل، حيث كانت النتيجة سهولة تعرض المحرك للأعطال. لكن أقنعت الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع أسعار النفط، الأميركيين بأن يتحولوا للديزل لتعيش سياراتهم أطول وتستهلك وقودا أقل. وأطلقت العديد من الشركات الأوروبية بما فيها “فولكس فاجن” إعلاناتها التلفزيونية خلال نهائيات منافسة كرة السلة الأميركية لهذا العام لترويج موديلات تعمل بالديزل. وارتفعت مبيعات سيارات الديزل الألمانية بنحو 26% في السنة المنتهية حتى يونيو الماضي، متفوقة على جملة نمو سوق السيارات الخفيفة الذي لم يتجاوز 2,5%. وعلى الرغم من أن الذوق الجديد تركز على الساحل الشرقي والغربي، إلا أنه يشهد ارتفاعاً ملحوظاً في مناطق غير متوقعة من أميركا. وفي تكساس تم اختيار موديل “فيات 500” كأفضل تصميم وأفضل سعر للعام 2011. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©