عدد اليوم
رضا سليم (دبي)
مونديال الأندية ينقل الوجه الآخر للأندية المشاركة، ليس فقط في ملاعب كرة القدم، بل حضارات الدول أيضاً.. نطل من نافذة أبوظبي على العالم عبر «المونديال» بنظرة مختلفة، تمثل الوجه الآخر، ليس فقط للفرق، بل للدولة والحضارات بلغة «الساحرة المستديرة».
من أرض المكسيك إلى العالم الجديد في نيوزيلندا، ومنها إلى «أحفاد الساموراي» باليابان، ومن شمال أفريقيا، حيث «نسور قرطاج»، إلى مدريد قلب الريال، ومنها نعود إلى أبوظبي عاصمة الرياضة العالمية.
تونسُ الخضراء ... يا مهد السلام
موطنُ الأحرار ... يا أرض الكرام
كُلنا فداك ... لا نخشى الحِمام
رَمزُنا حُريةٌ ... عَدلٌ ونظامْ
نحن جندٌ للفدَى ... يومَ الندَى
مُستعِدٌ أبدًا ... طولَ المدَى
تونس الخضراء.. منارة البحر الأبيض المتوسط، وأرض التاريخ والألوان العطور والنكهات، مدنها العتيقة تشبه تاريخها الطويل وحضارتها العربية العريقة وشعبها المضياف، تضم أجمل الشواطئ والطبيعة الجميلة المتنوعة، التي تستهوي القلوب، بلد ابن خلدون، والشاعر أبو القاسم الشابي صاحب مقولة «إذا الشعب يوما أراد الحياة .. فلابد أن يستجيب القدر».
بلد الفن والطرب الأصيل، والمهرجانات الفنية، التي يقع الزائر عند وجوده بها في حيرة من أين يبدأ رحلته، هل من جامع الزيتونة أم مسرح قرطاج الروماني وكاتدرائية القديس فنسنت دي باو، أم يتجه إلى جزيرة رأس الرمل ومتحف قرطاج، أم هل يبدأ بمتحف باردو، وجسر رادس؟، وشارع الحبيب بورقيبة، وتمثال ابن خلدون، وباب البحر، وساحة القصبة، وقصر البلدية.
رحلتنا إلى تونس الخضراء تبدأ من العاصمة العتيقة تونس، التي تعد مدينة يمتزج فيها الحاضر بالماضي، صنفتها اليونسكو ضمن مدن التراث الإنساني العالمي، والمعالم السياحية في العاصمة عديدة، بداية من مدخل شارع بورقيبة، قلب تونس، ومنه إلى مدينة الدقة التي تقع شمال تونس، وهي إحدى أكثر المناطق احتفاظًا بمعالمها الأثرية في شمال إفريقيا، ومتحف باردو من أول المتاحف التي تختص بفن الفسيفساء الرومانية القديمة، ويضم آلاف اللوحات، أما جامع الزيتونة فهو أقدم جامع في إفريقيا بعد جامع عقبة بن نافع في القيروان، وبُني عام 97 هجرية، وانطلقت منه أول جامعة تأسست في العالم الإسلامي، وهي جامعة الزيتونة، نظمت فيها أول الدروس منذ 737 ميلادية، ولعبت دوراً كبيراً في نشر الثقافة العربية الإسلامية.
ويعشق الزائرون الاستمتاع بحمام تونسي ينعش الروح والجسد، يليه تناول وجبة غداء تونسية في مطاعم تعبق بروح ورائحة تونس وأكلاتها التي لا مثيل لها.
ومن العاصمة إلى قرطاج المدينة التي تجذب أكثر من مليون سائح سنوياً، وتقع في الشمال الشرقي للبلاد على بعد 15 كلم من العاصمة، المدينة يعود تاريخها إلى العهد الفينيقي، حيث تأسست على يد أليسار عام 814 قبل الميلاد، وتضم مجموعة من الآثار التي يتجاوز عمرها 3000 عام، ولعل أهمها كاتدرائية القديس لويس، بالإضافة إلى المتحف الوطني، وحمامات أنطونيوس والمسرح الروماني.
أما منطقة سيدي بوسعيد القريبة من قرطاج، وتبعد مسافة 5 كلم تقريبًا عنها، و20 كلم عن العاصمة تونس، هي المدينة التي يزورها كل سائح يأتي إلى تونس، فهي تعتبر واحدة من أجمل المناطق السياحية، وتعد منطقة خلابة تتميز بفنها المعماري الخاص، فمعظم البيوت بيضاء بأبواب عتيقة باللون الأزرق، ولذلك كانت ولا تزال المقصد المفضل لأهم الرسامين والفنانين حول العالم.
ويعد قصر النجمة الزهراء الذي بناه كونت إنجليزي وتحول اليوم إلى متحف يعرض الآلات الموسيقية ويستضيف الحفلات الموسيقية الكلاسيكية والعربية، من أهم المعالم السياحية في سيدي بوسعيد، إضافة إلى المقاهي ذات الإطلالات المرتفعة، التي تعتبر تجربة لا بد من القيام بها خلال وجودكم في سيدي بوسعيد.
أما مدينة سوسة فهي حكاية أخرى، تتميز بشواطئها الدافئة وفنادقها المتميزة، بالإضافة إلى تراثها الذي يمتد من العهد الفينيقي حتى العصر الإسلامي، كانت تسمى حضرموت، أما الآن فلقبها هو جوهرة الساحل، وتضم الأبنية التراثية، والأسواق الشعبية، والشواهد التاريخية والجداريات والجامع الكبير، ثم تأتي المدنية الحديثة التي تمتد بطول 5 كيلومترات على الساحل، من أشهر الأحياء شهرة في سوسة، هو الحي العربي القديم الذي لا يخلو من السياح.
وتعد مدينة الحمامات التي تبعد 65 كلم عن العاصمة، وهي الوجهة المفضلة لأهل تونس وللأجانب على حد السواء، لطقسها الجميل المعتدل حتى خلال شهور الصيف الحارقة، وهي مقصد كل باحث عن السكينة، وسور المدينة شُيد في القرن التاسع ميلادي.
تقع صفاقس على خليج قابس، وهي مركز ولاية صفاقس، وتعتبر عاصمة الجنوب التونسي، وتتميز بأسواقها الشعبية والبازرات والمطاعم، وبها أكبر غابة زيتون في العالم، وتحتوي على أكثر من 10 ملايين شجرة، وتخصص تونس أكثر من 30 % من أراضيها الزراعية لزراعة الزيتون.
ولا يمكن أن تزور تونس من دون أن تمر على مدينة القيراون، ذات المكانة التاريخية والدينية، ومن أقدم وأهم المدن الإسلامية في المنطقة المغاربية، ويعتبر إنشاء مدينة القيروان بداية لتاريخ الحضارة الإسلامية في المغرب العربي، وقد ارتبط اسمها بالفتوحات الإسلامية، وكانت منارة للعلم الفكر، ويعد جامع العقبة من أشهر معالمها وأقدمها، وقد أسسه عقبة بن نافع سنة 670 ميلادية.
