الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ندوة جزائرية تبحث في منجز محمد أركون الفكري والفلسفي

ندوة جزائرية تبحث في منجز محمد أركون الفكري والفلسفي
15 سبتمبر 2014 23:19
عبير زيتون (رأس الخيمة) في الذكرى الرابعة لوفاة المفكر والباحث والمؤرخ الجزائري محمد أركون تقيم الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية بالتعاون مع جمعية الجاحظية ندوة فكرية مساء اليوم في مقرها في العاصمة الجزائرية بمشاركة العديد من المفكرين والباحثين الجزائريين. وأوضح الدكتور عمر بوساحة مدير الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية لصحيفة «الاتحاد» أن الندوة ستناقش الخطوط العريضة للمنجز الأركوني الفكري الغني بأطروحاته وأفكاره وهو يمثل أحد المشاريع الفكرية العربية الراهنة الكبرى. وأكد الدكتور بوساحة أن أركون منذ بداية حياته العلمية لاحظ أن الدراسات حول الإسلام لا تزال قاصرة عن بلوغ المستوى العلمي الضروري لفهم التراث وتجاوز معيقاته، فالقراءات الإيمانية التي أنجزها الفقهاء ورجال الدين عموماً سجنت نفسها في سياجات دغمائية وتحولت مع مر الزمن إلى مسلمات لبست رداء المقدس، أما الإسلاميات الكلاسيكية والتي تشير الى ما أنجزه المستشرقون حول التراث، فإنه على الرغم مما حوته من إيجابيات والمتمثلة في بعثها من تحت الأنقاض وركام السنين كبرى النصوص العربية الكلاسيكية، غير أن أدوات البحث التي اعتمدتها والتي تمثلت بالأساس في الطريقة الفيلولوجية قد حددت سقف ومحدودية الدقة والعمق فيما توصلت اليه من نتائج وعليه. وأكد الدكتور بوساحة أن المفكر الراحل أركون انتبه مبكراً الى أن البحث العلمي في التراث العربي الإسلامي يحتاج الى أكثر من منهج وأداة، حيث تحول البحث في التراث في مشروع أركون من بحث في القضايا والأفكار التي أثارها العرب الأوائل إلى فحص وتحليل للنظام المعرفي الذي أنتج تلك القضايا والأفكار ولم يكن اهتمامه منصباً على القضايا ذاتها بقدر اهتمامه بالمناهج والأدوات البحثية. وأكد الدكتور بوساحة أن غاية أركون من دراسته للتراث الإسلامي التحرر من سطوة سلبياته وتجاوز معيقاته وهي غاية لا يمكن بلوغها الا بامتلاك التراث معرفياً ولم يكن همه في كل هذا تحييد الدين وأبعاده من الحياة المجتمعية بقدر ما كان اهتمامه منصباً على البحث عن تأويل وفهم جديد له يتصالح مع الحداثة وحضارة هذا العصر. يذكر أن المفكر والباحث والأكاديمي والمؤرخ الجزائري الراحل محمد أركون فارق الحياة في 14 سبتمبر 2010م عن عمر ناهز 82 عاماً بعد معاناة مع المرض في العاصمة الفرنسية ودفن بالمغرب. حصل على دكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون سنة 1968، وعمل أستاذاً جامعياً فيها وأستاذاً زائراً في جامعات عديدة حول العالم، وعمل باحثاً مرافقاً في برلين عام 1986 و1987. شغل منذ العام 1993 منصب عضو في مجلس إدارة معهد الدراسات الإسلامية في لندن، وعين مستشاراً علمياً للدراسات الإسلامية في مكتبة الكونجرس في واشنطن العاصمة. كرس المفكر الراحل محمد أركون جل مشرعه الفكري في «نقد العقل الإسلامي» كما يسميه في التأسيس لقراءة ثالثة للتراث الإسلامي يكون الاعتماد فيها على مناهج البحث التاريخي والتحليل الألسني ومناهج البحث الانتروبولوجي والاقتصادي والعلم نفسي وأخرى توفرها مناهج العلوم الإنسانية المعاصرة. كتب محمد أركون كتبه الفكرية والبحثية العديدة في الفكر الإسلامي ونقده والفكر الحداثوي باللغة الفرنسية أو بالإنجليزية وترجمت أعماله إلى العديد من اللغات من بينها العربية والهولندية والإنجليزية والإندونيسية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©