الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شبكات العراق تغير مسارها لتفادي الأوضاع الأمنية

12 نوفمبر 2006 23:30
يعتبر نظام السكك الحديدية العراقي الذي يمتد بطول 2600 كيلومتر الأكثر كثافة من نوعه في كامل المنطقة، وهنالك خمسة خطوط رئيسة تتقاطع في أرجاء الدولة وتمتد من الجنوب الى الشمال ومن الشرق الى الغرب، وعلى كل فقد عانى هذا النظام من الإهمال طوال 30 عاماً أثناء فترة حكم صدام حسين، بالإضافة الى الأضرار الجسيمة التي لحقت به في حربي الخليج قبل أن يشهد مؤخراً هجمات المتمردين بشكل جعل الشبكة الحديدية في حاجة ماسة للاهتمام والمراجعة· وكما ورد فإن وزارة النقل العراقية عاكفة على تنفيذ برنامج بقيمة 20 مليار دولار لمشاريع البنية التحتية والتي لن تعمل فقط على تحديث المسارات الحالية، بل تمديد كامل الشبكة وتوسيعها، إذ يقول نبيل عطا نائب وزير النقل العراقي: ''إننا نخطط لإضافة 2600 كيلومتر أخرى من المسارات''، إلا أن المخاوف الآنية أصبحت تنصب على محدودية الأموال المتوفرة لتغطية هذه التكاليف، حيث يمضي قائلاً: ''إن الدولة في ظل محدودية مقدراتها المالية قد عمدت الى تخصيص مبالغ كافية لتغطية تكاليف دراسة المشاريع الجديدة وتحسين المشاريع الخاصة بالمسارات الحالية، ولكنني أعتقد بضرورة الاعتماد على المستثمرين الخاصين فيما يتعلق بالمشاريع المستقبلية''، وبفضل موقعها المتميز فإن العراق يحظى بإمكانية أن يصبح محوراً رئيساً للنقل الإقليمي، كما أن الحكومة لديها الخطط اللازمة لربط شبكتها الحديدية بالشبكات المجاورة في سوريا وإيران وتركيا· وكما يقول مشرف صابوني الأمين العام لاتحاد السكك الحديد العربية: ''إن شبكة الحديد العراقية تعتبر النافذة النموذجية للربط ما بين شبكات السكك الحديدية العربية والشبكات الأخرى في منطقتي الشرق الأوسط وآسيا الوسطى''، أما مايك جيركنز مدير عمليات أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة بارسونز برينكرهوف للسكك الحديدية في أميركا فقد قال من جانبه: ''إن العراق سوف يصبح في المستقبل محوراً مركزياً لصناعة نقل البضائع''، كما باتت الآمال معلقة على أن يصبح العراق في يوم ما المنطقة التي تربط الشبكات الأوروبية بالشبكات الحديدية الخاصة بدول مجلس التعاون الخليجي بشكل يسمح للبضائع بتجاوز المرور في قناة السويس· والى ذلك فإن الخطة الرئيسة للحكومة تنطوي على قدر كبير من الطموحات، إذ تهدف لبناء خط حديدي يربط بغداد بمدينة سافو على الحدود التركية ومدينة بعقوبة بمدينة الموحرية على الحدود مع إيران، وعلى الطاولة أيضاً إنشاء مسارات تربط ما بين كركوك والسليمانية وبغداد والسماوة ثم بغداد مع البصرة، إذ يقول عطا: ''لقد أصبحنا في طريقنا لإنجاز التصاميم والمواصفات الخاصة بجميع هذه المشاريع، كما تم منح جميع العقود لشركات غربية''، إلا أن جميع الشـركات والمؤسسات المتعلقة لا يسودها نوع من التفاؤل في ظل الظروف الصعبة على الأرض· ووفقاً للمدير التنفيذي لشركة نيديكو الهولندية لأعمال الإنشاءات الهندسية ثيجيز فان براغ فإن شركته قد أوقفت أعمالها في مشروع يهدف لبناء مسار حديدي دائري حول بغداد العاصمة بسبب الظروف الأمنية، وكذلك فإن مشروع مترو بغداد توقف أيضاً بسبب مشاكل مماثلة، وعلى الرغم من أن عطاء أشار الى قرب منح العقد الى شركة هالكرو البريطانية إلا أن الشركة نفت اقتراب مثل هذه الخطوة حيث يقول كن فوستر في شركة هالكرو: ''لست متأكداً من وجود مشروع مثل هذا على الإطلاق، إننا ما زلنا نتفاوض على شروط العقد كما أن الأمور ما زالت عالقة في الإجراءات البيروقراطية في وزارة النقل وفي مكتب رئيس الوزراء''· وفي الوقت الذي تبدو فيه العديد من المشاريع جيدة على الورق إلا أن جدواها الاقتصادية ما زالت موضعاً للتساؤل، فاعتماد العراق على الخبرات الأجنبية المقترن بسوء الأوضاع الأمنية ما زال يشكل إعاقة لتنفيذ هذه المشاريع، ولكن الحكومة من جانبها باتت تعتبر إعادة تأهيل البنية التحتية وإضافة خطوط حديدية جديدة أمراً لازماً لإعادة الانتعاش والتنمية للاقتصاد العراقي، إذ يقول عطا: ''إن السكك الحديدية تعتبر عاملاً حيوياً للصناعة والزراعة''، وبلا شك فإن هذين القطاعين في حاجة ماسة للسكك الحديدية لكي تنقل الكبريت والإسمنت والفوسفات والموارد الأخرى لكي تحقق المكاسب من عمليات التحسين والتطوير· وكذلك فإن تفعيل قطاع السكك الحديدية من شأنه أن يسهل نقل المنتجات النفطية المكررة الى مختلف الوحدات الصناعية والكهربائية في الدولة· وكما يقول جون هولي- مدير اللوجستيات في مكتب ''بي سي أو'' لإدارة المشاريع والعقودات الذي يحضع لإدارة الخليج الإقليمية التابعة لسلاح الهندسة في الجيش الأميركي-: ''لقد شهدت حركة البضائع نشاطاً بمقدار يترواح ما بين 10 و 12 مليار دولار خلال فترة السنوات الثلاث الماضية، كان معظمها يتم نقله بواسطة الشاحنات''· وطالما ظل هذا اللوضع الأمني سائداً فمن الصعوبة بمكان التنبؤ بالكيفية التي ستمضي بها الحكومة قدماً في استراتيجيتها الخاصة بالسكك الحديد، ولكن في حال أن شهدت الدولة نوعاً من الاستقرار فإن العراق لديه الإمكانية لأن يصبح أغنى دولة في العالم، كما عبر هولي عن تفاؤله، حيث مضى ليشير الى أن هذا الثراء سوف يمنحه القاعدة المالية الكافية لإدخال نظام القاطرات البالغة السرعة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©