الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصالات «الخضراء» تستخدم معدات رياضية مولدة للطاقة

الصالات «الخضراء» تستخدم معدات رياضية مولدة للطاقة
20 أغسطس 2012
تتجه صالات رياضية متزايدة إلى إضافة معدات وتجهيزات من النوع الذي يمتاز بخاصية توليد طاقة كهربائية، وإلى استخدام استراتيجيات أخرى لتقليل تأثيرها البيئي محاولةً منها لإثبات حرصها على الموازنة بين المسؤولية والربحية. ويتنامى هذا التوجه يوماً بعد يوم، ويلقى صدى طيباً جداً لدى هواة كمال الأجسام والمشتركين في النوادي الرياضية والصالات. إذ يتفاعلون بإيجابية مع كل الممارسات الصديقة للبيئة التي يطلب مديرو هذه الصالات الالتزام بها، وتُصبح بذلك نشاطهم الرياضي ليس بانياً لعضلاتهم ومحافظاً على لياقتهم فقط، بل مولداً لطاقة كهربائية يستفيدون منها هم وغيرهم. مع دراجات التسخينات المزودة بشاشات تلفزية مسطحة ومكيفات هوائية، فإن معظم الناس المنخرطين في نواد رياضية، والمشتركين في صالات كمال الأجسام يستهلكون كهرباء بقدر ما يبنون من عضلات على متن هذه الدراجات الرياضية الكهربائية. غير أن بعض مستخدمي هذه المعدات سيبدؤون بتوليد الطاقة وإرجاعها إلى المعدات نفسها لتشتغل بها في كل خطوة يخطوها المتمرن على البساط المتحرك (treadmill) أو البساط الإهليليجي وغيرها من المعدات. وعندما يعطش المتمرن ويحتاج إلى الماء، سيتعين عليه أن يجلب معه قنينةً قابلةً لإعادة الاستخدام ويحصل على الماء من محطة تمييه تقدم ماءً مصفى بالمجان عبر تقنية التناضح العكسي. وعندما يضعون متعلقاتهم الشخصية في رفوف دولابية خاصة، فإنهم سيستخدمون خزانات بأقفال مصنوعة من البلاستيك القابل لإعادة التدوير. تقدم طبيعي يقول توني كالهون البالغ 54 سنةً والذي افتتح في يونيو الماضي صالة لياقة بدنية أطلق عليها «أيه سي 4»، ويخطط أن يُديرها بكميات دنيا من الورق والبلاستيك والطاقة قدر المستطاع: «لو افترضنا أننا نوفر للناس أشخاصاً يُديرون شؤون أجسامهم، فيبدو أنهم كانوا سيحرزون تقدما طبيعياً ينعكس إيجاباً على أجسامهم دون الإضرار ببيئتهم المحيطة». وتُعد صالة «أيه سي 4» مثالاً جلياً لما أصبح يُصطلح عليه «صالات رياضية خضراء»، فقد أصبحت تمثل توجهاً يتسع انتشاره يوماً بعد يوم، وتزايد معتنقوه في السنوات الأخيرة الماضية، وصار عدد لا بأس به من مديري صالات كمال الأجسام والقاعات الرياضية يفضلون استخدام آليات ومعدات مولدة للكهرباء، ويستعملون استراتيجيات أخرى تساعدهم على تقليل التأثير البيئي وتحسين عائداتهم المادية في الآن نفسه وفق مبدأ «ربح-ربح». وفي السنة الماضية فقط، قامت جامعات مختلفة مثل جامعة كاليفورنيا في إرفين وجامعة كال ستيت نورثريدج وصالات كمال أجسام خاصة مثل «جرينازيون» في إنسيناتاس بتركيب معدات رياضية تُولد الطاقة والكهرباء بديلةً عن سابقاتها التي كانت تستهلك الكهرباء فقط. وقد دفعت هذه الخطوة مؤسسات تعليمية وأندية رياضية أخرى إلى التخطيط للقيام بالمثل، فجامعة تشابمان في أورانج مثلاً تُخطط لتركيب المعدات الرياضية الخضراء في شهر أغسطس المقبل. ويعبر بايرون سبرات البالغ 34 سنةً عن إعجابه بهذه التجربة ويقول إنها ألهمته للمشاركة في إطلاق صالة جرينازيوم بعد «سنين من ارتياد صالات تُمارَس فيها الرياضة، وتُشاهَد فيها القنوات التلفزية وتهب فيها التيارات الهوائية الباردة أو الساخنة المنبعثة من مكيفات الهواء في كل الاتجاهات، وتُستخدم فيها مصابيح إضاءة قوية تهيج الأعين». ويضيف سبرات أنه كان يجد وضع الصالات هذا مُزعجاً، وكان يدفعه إلى استبداله بالهواء الطلق كلما كان الجو جميلاً ومناسباً. ويتأسف سبرات على الطاقة الكهربائية الضخمة التي تستهلكها يومياً هذه الصالات الرياضية، والتي يزيد من فداحتها عدم اتصاف غالبية المتمرنين بالمسؤولية، وغياب ثقافة ترشيد الاستهلاك لديهم، ما يجعل الفاتورة الشهرية للكهرباء متضخمةً بسبب هذا الإفراط في استهلاك الطاقة. في خدمة البيئة بالنسبة لصالة «جرينازيوم» التي افتتحت أبوابها في أغسطس 2010، فلها طوابق مفروشة بسجادات مصنوعة من عجلات قابلة لإعادة التدوير. كما أن الأوزان المستخدمة فيها هي أثقال قديمة تمت صيانتها وتجديدها. ولا تعرض هذه الصالة مشروبات الطاقة وقطع البسكويت الطاقية للبيع سعياً منها لتقليل النفايات والمخلفات البلاستيكية. وإذا احتاج الزبون المتمرن للماء، فيُطلب منه استخدام الكأس المصنوع من السيراميك الخاص بالنادي والقابل لإعادة الاستخدام، أو تعبئة قنينته الخاصة التي جلبها معه من بيته. ويقول سبرات «على الرغم من هذه الخطوات والجهود، اكتشفنا أنه لا يمكننا الوصول إلى صالة خالية من الكربون بنسبة 100%». لكن سبرات لا يخفي عزمه على مواصلة جهوده لتقليل استهلاك الطاقة وانبعاث الكربون ليصل إلى أدنى مستوى ممكن. ولا تقف جهود سبرات عند هذا الحد، بل تتجاوزها لأنشطة خارجية صديقة للبيئة. فكل شهر، يقوم سبرات رفقة موظفي الصالة بالمشاركة في عمليات تنقية الشواطئ من الأزبال والنفايات مع مجموعة بيئية غير ربحية اسمها «مؤسسة سورفرايدر». كما يتطوعون كل شهر في عمليات إعادة تدوير النفايات الإلكترونية المحلية. من جهته، يقول جون سكارانجيلو البالغ 47 سنةً وصاحب نادي «الطاقة الحركية عبر قيادة الدراجات» في برنتوود «الطاقة الحركية تعني أنه إذا قمت بعمل ما، فإنه يمكنك تحقيق أي شيء». ويستخدم هذا النادي ذو الشعبية الواسعة خمس دراجات تولد الكهرباء منذ افتتاحه قبل ثلاث سنوات. وتنتج هذه الدراجات الخمس مجتمعةً 600 وات من الكهرباء كل ساعة وقت استخدامها. ويضيف جون «نحن نسميها طاقةً جيدةً». ويعتزم جون افتتاح فضاء جديد للتدريب يضم معدات وأجهزة بساط متحرك مستدامة تشتغل دون الاعتماد على الكهرباء. وسيُضاء هذا الفضاء الرياضي بكامله باستعمال مصابيح محافظة على الكهرباء من نوع الصمامات الثنائي الباعثة للضوء (ليد). وبدوره، يمارس ديفيد سولومن تمارينه الرياضية المفضلة على نحو منتظم باستخدام دراجات مولدة للطاقة. وهو عضو نشيط وهاو لرياضات الطاقة الحركية ويطلق عليه أصدقاؤه لقب «الملك». ويقول ديفيد وهو مستثمر وصاحب عقارات مواظب على ممارسة تمارين الطاقة الحركية ثلاث مرات في الأسبوع «إنها تمارين رائعة. يعجبني عند التفكير في عالمي الصغير أن أكتشف أنني أقدم شيئاً ما يخدم البيئة». هشام أحناش عن «لوس أنجلوس تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©