الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشاهير «التواصل الاجتماعي».. المؤثرون الجدد

مشاهير «التواصل الاجتماعي».. المؤثرون الجدد
22 يناير 2015 21:06
خديجة الكثيري (أبوظبي) ازدادت أبواب الشهرة، وظهرت مفاتيح سهلة وسريعة للوصول إلى الناس، فلم يعد إظهار مواهب الشباب حكرا على الطرق التقليدية، حيث بات بإمكانهم إنشاء قنواتهم الخاصة على «يوتيوب»، ونشر آرائهم عبر «فيسبوك»، أو اختصارها في التوتير، ومشاركة ما يصورونه في «انستجرام»، فضلا عن نقل تفاصيل حياتهم الشخصية عبر «سناب شات». وهكذا وجد الشباب منافذ للوصول والتواصل والتعبير والشهرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبحوا نجوما في وقت قياسي. بعيد عن التقليدية يقول سعيد الرميثي، أحد مشاهير موقع «سناب شات»، إن شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت جزءا من حياة الناس، حيث وجدوا فيها وسيلة لتواصلهم، ومنبرا تبادلون فيه الآراء، وكلها أمور تسعد الشخص صاحب الحساب أو متابعه المتلقي. وحول وصول شخصيات إلى مراتب الشهرة، يقول الرميثي «حقق كثير من الشباب شهرة واسعة ونجومية فاقت نجومية مشاهير الفن والإعلام، إذا ما قيست بعدد المتابعين والمتفاعلين الذين تصل أعدادهم إلى مئات الآلاف بل الملايين»، مشيرا إلى أن ذلك مرتبط بشخصية صاحب الحساب، والكاريزما التي يتمتع بها، كما إن ميزة النجومية في مواقع التواصل الاجتماعي لا قيود عليها، ولا ضوابط لانتشارها، فهي تقوم على العفوية، وتنوع استخدام الطرق التكنولوجية التي تظهر بها الصور أو مقاطع التقديم والتمثيل وغيره من المحتويات، وكلها لها خاصية التعديل والتحرير عن طريق برامج مميزة ومؤثرات صوتية وفيديوهات تسهم في تجميل ما يقدم عبرها، بعيدا عن التقليدية في مجالات الإعلام التقليدي. الأكثر متابعة عن متابعي التواصل الاجتماعي، يقول الرميثي إن جمهور التواصل الاجتماعي يتمثل أولا في فئة الشباب، فهم الذين يكتشفون هذه التقنية ويتابعونها أكثر من المتقدمين في السن، وبالتالي يتناقلونها بسهولة وتشتهر في أوساطهم أكثر، لأنهم ببساطة الفئة التي تلتقيها أينما ذهبت على مقاعد الدراسة، وفي الأسواق وأماكن التنزه. ويرى أن الشباب يتابعون مواقع التواصل بشكل مستمر ويعيشون مع ما يقدمه صاحب الحساب من أجواء مختلفة، فهم من يتأثر به، وينجذب إليه فيقلده ويحاكي أفكاره وتوجهاته. كما يتأثر صاحب الحساب بهم كونه يحصد الشهرة ويذيع صيته، وبالتالي يصل للنجومية. ويضيف «كثير من نجوم مواقع التواصل يطلبون لفعاليات إعلانية ودعائية، فقد تنبهت جهات إلى تأثيرهم المباشر في متابعيهم؛ فأصبحوا يركزون عليهم ليظهروهم في حملاتهم، وبعضهم أصبح مذيعا في التلفزيون والبعض ممثلا في أعمال درامية، وبعضهم تحول إلى وجوه تسويقية».ويلفت إلى أن ساحة مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي تشهد منافسات حامية تتمثل في حشد المتابعين، وزيادة عدد المشاهدات. ويؤكد الرميثي أهمية الاستثمار الإيجابي لشخصيات التواصل الاجتماعي الفاعلين وأصحاب القاعدة الجماهيرية، بحيث يتم تبنيهم وتوعيتهم بدورهم اتجاه المجتمع، وحثهم على التحلي بالهوية الوطنية، وبث رسائل مجتمعية هادفة. رسائل هادفة يرى فهد أبيلا، اسم شهرته في موقعه، أنه صاحب تأثير إيجابي في نفوس متابعيه، الذين يتفاعلون كثيرا مع كل ما يقدمه من محتوى عبر حساباته. ويقول «تعود علي المتابعون وأحبوا مشاهدتي ومعرفة تفاصيل حياتي ورحلاتي وأماكن وجودي بشكل دائم، كما تأثرت بهم، بحيث أسعى لتقديم ما يسعدهم ويفيدهم، وما يخدم مجتمعي ووطني، ويكون ذلك عبر رسائل ومبادرات مختلفة أقدمها بشكل تشويقي». ويؤكد أنه سيستثمر نجوميته والشهرة الكبيرة التي حصدها في أن يركز هدفه المستقبلي لدخوله الإعلام من أوسع أبوابه وبقوة. ويؤكد أحمد ماليزيا، اسم الشهرة في حسابه الخاص، أن شعبيته الجماهيرية في مواقع التواصل الاجتماعي، أثرت في متابعيه، حيث تأثروا به شخصيا، وغيروا أفكارهم ومفاهيمهم الشبابية المتسرعة، وصححوا مساراتهم حبا وتأثرا به. ويرى أحمد أن هذه المواقع مجال خصب لعمليات التأثير، حيث يراك الناس في كل وقت، ويعرفون ما تقدمه من يوميات الحياة الاجتماعية والواقعية، بما في ذلك مراحل الدراسة والعمل والصداقة وغيرها، مضيفا «عندما ترى من يتأثر بك، تعطيه أكثر وتركز عليه بهدف توعيته مجتمعيا ووطنيا وتشاركه في تقديم الأفضل». ويؤكد أن هذه المكانة الشعبية التي حققها، حسسته بمسؤولية كبيرة، وجعلته يفكر في العطاء والتميز والعمل بجد من أجل خدمة المجتمع. نموذج قيادي ترى المعيدة بكلية الاجتماع الأستاذة هند الجابري، الجانب الإيجابي في موضوع تأثر الشباب والمتابعين بنجوم ومشاهير التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن هناك شخصيات في هذه المواقع أحدثت ضجة إعلامية في مجال وصولها لمئات آلاف المتابعين والمهتمين بما تقدمه من محتوى إيجابي مفيد، أثر صحيا بمتابعيهم، حيث أرشدتهم إلى طرق الخير والوطنية والتطوع والثقافة، وغيرها، فالمتلقي لابد له من أن يتأثر خاصة من الشخص الذي يتابعه ومعجب به فيقلده ويتبنى أفكاره. وتضيف «لابد من متابعة هذه الشخصيات المؤثرة إيجابيا لتبنيها، وتسليط الضوء عليها لنؤكد للمتابعين أنها نموذج مشرف وقيادي»، موضحة «أتابع بعض الشخصيات على الانستجرام والسناب شات، وأجد أنهم فاعلين مجتمعيا ويوصلون عبر حساباتهم رسائل مجتمعية مفيدة تؤثر في نفوس متابعيهم، كما يوجد أيضا شخصيات مبدعة في مجالات مختلفة ملهمة في ثقافتها وحضورها، الأمر الذي يجب فيه على المجتمع أن يشجعهم ويشد على أيديهم ويتبنى مواهبهم». خطورة واردة حول خطورة موقع التواصل، تقول غادة الشيخ استشاري اجتماعي وأسري «تشكل شبكات التواصل الاجتماعي إحدى أهم المحطات التي يتوقف أمامها الناس اليوم، كما أن شبابنا من فئة المستقبلين والمتابعين، يقبلون أي شخصية ذاع صيتها، في أي مجال كان، وصاروا يفضلون الجديد والغريب، ويتبعونه ويقلدونه، بشكل أصبح هوسهم، فتضيع لديهم الهوية الشخصية، وتطمس لديهم العادات والتقاليد الأصيلة». وتضيف «نجدهم يتعلمون ألفاظا لا معنى لها، ويلبسون ملابس مبتذلة، ويقومون بتقليعات غريبة، فتختل الأفكار والمعتقدات لديهم بشكل خطير». وتؤكد أن معظم الذين غرر بهم من فئة الشباب والمراهقين، وكان استدراجهم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي في المقام الأول، ذاهبة إلى ضرورة مراقبة هذه الشبكات، والتركيز على مضامينها لحماية المتابعين من أفكار غير سوية قد تؤذي المجتمع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©