الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العيد وقفة وفاء لرد جميل الأجداد والجدات

العيد وقفة وفاء لرد جميل الأجداد والجدات
20 أغسطس 2012
(الشارقة) - العيد فرح يجمع الكبير قبل الصغير، فليس صحيحا أن العيد مناسبة مخصصة للأطفال الصغار، بل هو وقفة لرد الجميل للأم والأب والجدة والجد، فهؤلاء هم الأصل الجامع والناظم لشمل العائلة والمجتمع، وكم من الناس قضوا جل حياتهم مع أجدادهم وارتبطوا بهم أكثر مما تواجدوا مع أمهاتهم وآبائهم، كيف لا والجد هو الأب الكبير والجدة هي الأم الكبيرة، وكم جد هو الذي رعى أبناء ابنه في غيابه، وكم جدة هي من رعت أبناء بناتها وأولادها في غيابهم في العمل أو غيره من مشاغل الحياة، وإذا كان العالم يحتفل بيوم الأجداد والجدات العالمي، فحري بالمسلمين أن يخصصوا يوم العيد للحفاوة بهذه الفئة العزيزة في كل عائلة عربية ومسلمة. فرصة مواتية يوسف العبيدلي الرئيس التنفيذي لمؤسسة «كوتوبيا للمسؤولية الاجتماعية» أكد أن «العيد مناسبة جميلة للفرح، وعلينا أن في غمرة أفراحنا ألا ننسى أجدادنا وجداتنا، هذه الفئة التي أمرنا نبينا الكريم وديننا الحنيف بالبر بها، فالأجداد والجدات كالآباء والأمهات في وجوب البر والصلة، ولهذا نحن نحرص كمجتمع إماراتي وعربي ومسلم، ألا ننسى فئة المسنين سواء في شهر رمضان من كل عام، أو في مختلف المناسبات الوطنية والإسلامية وعلى رأسها الأعياد، فلهذه الفئة الجليلة من المجتمع حقها علينا». وأضاف «أنا أدعو كل فرد بأن يتواصل مع جده وجدته ليس في المناسبات الجميلة فقط وإنما في سائر أيام السنة، كما أن زيارة دور رعاية المسنين ودور رعاية الأيتام، واجب علينا جميعا ألا نفرط فيه، وبخاصة أولئك الذين لا يزورهم أحد، فزيارة جميلة نحمل لهم فيها عيدية بسيطة أو هدية متواضعة كثوب أو عطر أو أي شيء آخر تدخل الفرح والسرور على قلوبهم وتجعلهم يشعرون أن الدنيا لا زالت بألف خير، وأن هناك من يتذكرهم ويتذكر عطاءهم لمجتمعهم ويحاول رسم البسمة على وجوههم». أما المواطن خالد الجسمي (موظف من عجمان) فقال «علينا أن نقدم الهدايا للكبار في العيد لإسعادهم ولمنحهم الشعور بالتقدير الذي يستحقونه منا، فكما يقدم لزوج العيدية لزوجته، وكما يقدم الآباء العيدية لأبنائهم، يجب تقديم العيدية للأب والأم والجد والجدة، حتى يشعروا بالراحة وبنشوة الفرح وهم يعيشون مثل هذه الأيام السعيدة التي يبتعد فيها الإنسان عن هموم الحياة، والعيدية ليست مجرد هدية مالية تقدّم للأطفال أو للكبار، وإنما لفتة إنسانية واجتماعية تعكس ثقافتنا العربية والإسلامية الجميلة التي تدعونا لتحقيق التواصل ما بين الكبير والصغير وإدخال الفرحة في نفوس الجميع صغارا وكبار». فرح وثواب من جهته، قال أحمد المنصوري، عضو جمعية متطوعي الإمارات «أضحت العيدية من العناصر الجميلة التي تدخل السرور والفرح على قلوب الكبار قبل الصغار، لأنها أصبحت كعادة عربية وإسلامية تشكل نوعا من أنواع التواصل الاجتماعي المحمود الذي ينشد إدخال السرور والفرح على قلوب الآباء والأمهات وخاصة كبار السن، من خلال تواصل أبنائهم وأحفادهم معهم والسؤال عن أحوالهم ومتطلباتهم ولتوفير كل ما يحتاجون إليه من أغراض أو مال مبالغ أو أية أشياء تتعلق بحياتهم اليومية، وثواب ذلك عند الله لهو عظيم وما ابن أو ابنة أو حفيد رعى هذه الفئة الجميلة إلا وجازاه الله على جميل فعله وحسن صنيعه في الدنيا قبل الآخرة، ففئة كبار السن لا يجب أن تنسى في العيد ولا يجب أن نمر عليها مرور الكرام، كونها تمثل الجيل الذي سبقنا وتأسست على يديه كل مظاهر التطور والنعيم الذي نعيش فيه اليوم». أما رجل الأعمال أحمد الصغير فيقول «لا أشعر بطعم العيد إلا بحضور والدي ووالدي الذين أحرص على اصطحابها إلى منزلي منذ صبيحة العيد ثم أقوم بدعوة كل إخوتي وزوجاتهم وأبنائهم وكل أخواتي وأزواجهن وأبنائهن، من أجل الالتقاء بوالدي على مأدبة الغداء، ولا يمكن لأحد أن يتخيل مدى سعادة والدي بهذه الجمع العائلي أكثر من سعادتهم بالعيدية، فالعيدية الحقيقية في نظر والدي أو هكذا أشعر، تتمثل في صلة الرحم الجميلة هذه، فارتماء إحدى بناتي أو أبنائي أو أحد أبناء إخوتي وأخواتي في أحضان والدي هو أغلى وأجمل وأكبر عيدية. أمر مهم تقول بشاير محمد (طالبة قانون جامعة الشارقة) «اعتاد المجتمع الإماراتي والخليجي على تقديم العيدية للكبار أيضا، فالعيدية تقدم للزوجة والأخوات وزوجات الإخوة وأبنائهن وبناتهن، بالإضافة إلى الأم والأب والجد والجدة، فالعيدية ليست مجرد هدية مالية، وإنما هي وسيلة اجتماعية مهمة تلعب دورا في تكريس التواصل الاجتماعي والالتفات بالذات نحو فئة كبار السن، وإشعارها بوجودها وبأهمية دورها الذي لعبته في حياة كل منا». وتضيف «أرى أن زيارة كبار السن حتى وإن كانوا لا يمتون لنا بأواصر قربى أو صلة مباشرة، أمرا مهما جدا، فزيارتهم لا ترتبط بإعطائهم العيدية فقط وإنما هي بمثابة وقفة جميلة لتقديرهم وإعزازهم وإكرامهم من منطلق وواجب ديني وإنساني». من جهته، يقول المواطن حسن المرزوقي «للعيدية بلا شك أثرها الكبير في نفوس الصغار والكبار على حد سواء، وبالنسبة لي شخصيا أفضل تقديم العيدية للوالدين والجدين على شكل هدايا تشمل الساعات أو الملابس أو العطور، فرغم بساطة مثل هذه الأشياء بالنسبة لنا، إلا أنها تترك أثرا كبيرا في نفوس كبار السن، وأشعر بالفرح والامتنان والخجل أيضا كلما شكرني مرارا وتكرار أحد من هذه الفئة العزيزة على قلبي، لمجرد أنه قدمت له هدية أو عيدية بسيطة». وتقول مديرة إحدى رياض الأطفال فوزية أحمد «لا أعتقد أن العيدية ترتبط بالصغار فقط، وإنما يمكن تقديمها لكبار السن الذين يعدونها من بين أحد الأشياء الجميلة والمميزة في حياتهم، وعلينا أن نستمر في هذه العادة الجميلة، وأن نغرسها في نفوس أطفالنا الصغار، فحين يرى الأطفال ذويهم وهم يقدمون الهدايا والعيدية لكبار السن من أفراد العائلة والأصدقاء، لن ينسوا مثل هذا السلوك أبدا بل سيحملونه معه في ذاكرتهم وسيقومون في المستقبل بدورهم بتقديم العيدية إلى آبائهم وأجدادهم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©