الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سلوى آل رحمة تستثمر تجربتها مع السرطان لمصلحة جهود التوعية

سلوى آل رحمة تستثمر تجربتها مع السرطان لمصلحة جهود التوعية
26 نوفمبر 2010 20:19
تحلت سلوى آل رحمة، التي تعمل سكرتيرة بمدرسة القيم النموذجية بدبي، بالإيمان والصبر والعزيمة القوية لتواجه مرض السرطان وتشفى منه بعد صراع وحكاية تكررت مرتين في حياتها. فلم يكن أمامها، كما تقول «غير أن تسلّم بما قدر الله لها، وأن تتعايش مع حالتها والواقع الذي ألم بها بعد أن أصيبت وهي ابنة الأربعة عشر ربيعاً في عام 1990 بسرطان الثدي وتتعرض للعلاج وتشفى منه ليطاردها المرض مرة أخرى منذ ثلاث سنوات لتنتصر عليه مرة أخرى». أخذت سلوى آل رحمة من اسمها، الشفاء والرحمة، وكذلك تجربتها، الكثير من الدروس المفيدة وحوّلت واقعها الذي عاشت وتعايشت معه، لصالحها لتقدم درساً يحتذى به، وعبراً يستفاد منها لأخريات قد يكن فريسة لمرض السرطان، وخاصة أنها تعيش حياتها بصورة طبيعة فهي ناجحة في عملها وفي بيتها أيضاً بعد أن أصبحت أماً لخمسة أبناء أكبرهم في الفصل الدراسي الأول بإحدى الجامعات. في ربيع العمر عن صراعها من المرض، تقول آل رحمة لـ«الاتحاد» «تعرضت للإصابة بمرض سرطان الثدي مرتين في حياتي الأولى في عام 1990 والثانية عام 2007 ومن ثم شفيت بصورة كاملة منه». وتضيف «أصبت في المرة الأولى بسرطان الثدي وكان عمري سبعة عشر عاماً ما اضطرني لترك الدراسة الجامعية بعد أن كنت في الفصل الأول بجامعة الإمارات في قسم العلوم تخصص بيولوجي، وذلك بعد أن شعرت ببعض الآلام وعندما توجهت لأحد الأطباء كان التشخيص خاطئا وعليه سافرت إلى لندن واكتشفت أنني مريضة بالسرطان». وتابعت «تحلّيت بالصبر وآمنت بقضاء الله، وتقبلت ما قدره لي وساعدتني في ذلك الأجواء الأسرية الطيبة من حولي وتعلمت كثيراً من قوة شخصية الوالد، ما جعل حالتي النفسية جيدة، وخيرّني الأطباء بين العلاج الكيماوي والليزر، وأخبروني بأن العلاج بالليزر معناه أنه لن أتمكن من الإنجاب إذا تزوجت لاحقاً وعليه كان اختياري للعلاج الكيماوي على الرغم من صعوبته». وتضيف آل رحمة «أمضيت فترة العلاج بأحد المستشفيات في لندن تسعة أشهر إلى أن قّدر الله شفائي بصورة كاملة وعدت بعدها ومارست حياتي الطبيعية وتزوجت وأنجبت، خمسة أبناء، ثلاث إناث وولدين، أكبرهم في السنة الأولى في كليات التقنية، والصغرى عمرها 8 سنوات»، منوهة إلى أنها استفادت كثيراً من التجربة وكانت دائماً تحاول أن تنصح فتيات في عمرها بضرورة أن يتحلين بالصبر وأن يكن بنفسيات أفضل لما له من أهمية كبيرة في تسريع العلاج وخاصة في مرض السرطان. مواجهة جديدة لم يترك المرض آل رحمة تفلت بسهولة حيث عاودها مجدداً بعد شفائها في الجولة الأولى، إلى ذلك تقول «تعرضت مرة أخرى لسرطان الثدي، قبل نحو ثلاث سنوات وأنا على رأس عملي في مدرسة القيم النموذجية بدبي، وذلك في بدايات شهر رمضان، حيث اكتشفت ذلك بعد إجراء بعض الفحوصات داخل الدولة وهو ما يؤكد أن هناك تطورا كبيرا في إجراء الفحوصات كاستقدام أحدث الأجهزة وكذلك وجود متخصصين للكشف عن تلك الأورام إضافة إلى الجانب الأهم وهو اهتمام القيادة الرشيدة بالدولة بتكثيف الحملات الصحية وخاصة الحملة الوطنية لمكافحة سرطان الثدي». وتوضح «لم يكن أمامي أيضاً سوى أن أسلم بالأمر وأن أتعايش مع حالتي، إلا أنه في المرة الثانية كان أمامي تحدٍ آخر في وجود أسرتي وأطفالي حيث علم ابني الأكبر بحالتي، وسافرت مرة أخرى للعلاج في لندن واستغرقت فترة العلاج نحو أربعة أشهر كانت النتيجة أنني شفيت تماماً من المرض، بحسب آراء الأطباء وبعد إجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من ذلك». وتبيّن آل رحمة «أبلغني الطبيب المعالج أن حالتي الآن مستقرة وأن احتمالية عودة المرض إلي مرة أخرى لن يكون قبل ثلاثين إلى أربعين عاماً، وبعد أن شفيت قررت أن يكون لي دور إيجابي في مكافحة السرطان، فشاركت في منتدى على الإنترنت يحمل اسم كل الناس، يهدف إلى التوعية بالمرض وكيفية اكتشافه في المراحل المبكرة». استثمار التجربة تؤكد آل رحمة أنها رأت أن تستثمر تجربتها في إفادة المجتمع فأصبحت ضيفة متحدثة في العديد من المؤتمرات والندوات والفعاليات التي تنظم على أرض الدولة وفي كافة الإمارات، كان آخرها محاضرة نظمتها إدارة المتاحف بالشارقة بمربى الأحياء البحرية مؤخرا ضمن الحملة الوطنية لمكافحة سرطان الثدي، لتروي تجربتها وقصتها التي تكررت مرتين مع المرض لتكون عبرة لمن تتعرض لمثل حالتها لمساعدتهن على سرعة الشفاء. في هذا السياق، تقول إن التجربة أفادتها كثيراً أيضاً وأن أهم ما تطالب بها المرأة في مجتمعها ضرورة إجراء الفحوصات بصورة دورية ومبكرة دون تردد وخاصة للفتيات الصغيرات وذلك للتدخل سريعاً حال اكتشاف إصابتهن بسرطان الثدي مما يقلل من الإصابة ويساعد بصورة أكبر على الشفاء منه بصورة كاملة، منوهة إلى أنه دائماً ما تركز في محاضراتها على نصح المرأة بضرورة التحلي بالإرادة والقوة والصبر والعزيمة حال الإصابة بالمرض باعتبارها عناوين مهمة من أجل التصدي للمرض، ومن المهم جداً أن تكون الحالة المعنوية والنفسية مرتفعة وقوية من أجل استيعاب الحالة وكيفية التعامل معها سواء مع الذات أو الأبناء والزوج والأسرة والمجتمع والعمل بشكل كامل. حقائق وأرقام تؤكد آل رحمة أن تجربة المرض فتحت أمامها أبواباً واسعة للتواصل والتفاعل مع مختلف فعاليات المجتمع ومؤسساته، وهي مستمرة على هذا النهج في التعريف بالمرض وكيفية التعاطي معه، وتعرض تجربتها بدون تردد، وخاصة للفتيات من أجل زيادة توعيتهن وحثهن على إجراء الفحوصات بصورة مستمرة. كما أنها غالباً ما تضع واقع المرض أمام من يأتون لحضور الندوات التي تشارك بها، وتمدهم بأحدث الوسائل والطرق الحديثة للتشخيص وكذلك ما وصلت إليه أرقام الحالات التي تكتشف باستمرار كأن تطلعهم على نتائج التقرير الصادر من هيئة الصحة بدبي، والذي يشير إلى أن سرطان الثدي بين النساء في الإمارات الأكثر انتشاراً، حيث بلغت نسب الإصابة به 35% ممن تجاوزت أعمارهن 40 عاماً. كما يشير التقرير نفسه إلى أن من بين كل 25 سيدة من مختلف الجنسيات المقيمة في الإمارات توجد واحدة مصابة بالمرض، بينما بلغت نسبة الإصابة بين المواطنات الإماراتيات واحدة من بين كل خمس مصابات بأورام خبيثة. ويبين التقرير أيضاً، وفقها، أن تعرض لهن أن 80% من إجمالي حجم الإصابات في الدولة يتركز بين السيدات، التي تبدأ أعمارهن من 38 إلى 42 عاماً، وهي الظاهرة التي باتت تشكل خطورة بالغة على السيدات في الإمارات، ما يوجب ضرورة إجراء الفحوصات الطبية للكشف عن المرض بصورة دورية.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©