الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يدٌ تلعق الغياب

يدٌ تلعق الغياب
26 أغسطس 2015 21:45
أنا طفل أسخر... أنا طفل أسخر من البراءة تغذيت على حليب أبي الهول ومبكرا حملت العنكبوت في الكبد بصوت خفيض رسمت مدينة العتمات الذليلة وألتفت ناحيتي ثعبان بلا رأس وفي للشمس واستفززت الكوكب الفاحش للسيد والإمام ولطخته بالدم في فناء المعجزات نجم الرمال الذي ينطفئ في الصباح وها أنا ذا مع الكتاب بالعكس أستقللت القطار لكي أحرك المياه الراكدة للنوم القديم هززت أشجار بلوط ورأيت الموت المحجب يضحك أمام مشهد الرؤوس التي تسقط صوتي المنهوك يتوقف في الرسم اليائس للغياب لا كلام حينما تحملنا أمهاتنا على الظهر في المزارع والى المقابر أمهاتنا المستسلمات يبحثن عن الطفولة فينا عرايا في وحدتنا نصنع ثقوبا في الإسفلت حتى يوم يتوقف الزمن على طرف يقظتنا. (ندوب الشمس، 1972) امرأة... امرأة أرض ناعمة تقلقلها الرياح. على جسدك أثر الوجه الذي فتحه النسيان في صوتك ذكرى فراش نهبه منفى النوم العميق. (بلا علم الذكرى، 1980) اليد تلعق الغياب اليد تلعق الغياب تاركة آثار عصفور جريح احتضار منتصب أمام الموت الذي يتعثر. أهو الدم أم اللون الذي ينضح من الشجرة أو ليس سوى وجه حالم بالمنفى؟ ظهور في المرآة العتيقة حيث وضع الزمن شيئا من الرمل، الصدأ والزبد البارد ابتذال معلن لذكرى ضلت طريقها. (أشعار كاملة، 1995) نساء نابولي * في أعينهن تتأرجح الحدائق وقتما تتماوج الرياح مع ضحكاتهن. في ضفيرتهن السوداء، الفضية، ورود الجنون الصغير تحفظ أحلام البداية: الرحيل في مساحة الكلمات رفقة الأفكار المتطرفة الرحيل على خيل كما الإشاعة والخرافة. لا يخرجن من البحر ولا يعشقن جنيات البحر. البحر، ينظرن إليه، جالسات على دكة حجرية، مزينة بالحداد. البحر فراش للانتظار. وجههن أرض شربت بما يكفي، بشرتهن استقبلت الزمن ببسمة. تجاعيدهن جميلة: «أنه عمل الزمن والضحك»، قلن. هذه النساء التي تعتقد في الأحلام يرفعن الأيدي المفتوحة لكي يبطلن العين الشريرة. يحملن القرن في النظرة ويبيضن الذكريات الفاجرة. نساء الأمس، نساء دائما، يعرفن كيف يهرمن، ويملأن المساء بالأفكار الساحنة. بعضهن ينسج بالصوف وينتظرن عودة الزوج أو الابن. ينظرن إلى الأفق ويعتقدن رؤية خيال يتقدم ويداه محملتان بالفاكهة. نساء الأمس، يحافظن على ثوبهن حينما يدخلن إلى المياه. الصبيان يترصدوهن. يحبون رؤيتهن وهن خارجات مبللات، القمصان ملتصقة بالجلد والصدور الثقيلة بالرغبة. نساء اليوم، نساء دائما. تعلمن المشي بالضبط لكي يصبن الرجال بشئ من الألم يمنحن الألوان للمساء يجعلن الليل يشبه موجة كسرها الحب في الصخب والدموع. أجساد تمنح النهد للأطفال المتأخرين، أجساد تحترق في النظرة التي تنفعل، نساء الأهواء والأعاصير، أنتن أمهاتنا، زوجاتنا وحبيباتنا. مأخوذات إلى حد الضحك يهبطن سلم الزمن ويمنحن لنا الشباب. حارسات الرغبة نسهر على نومكن حتى اليوم الذي يتبدى فاقدا أصداف الحلم. نظرتنا ضاعت في ليل وحدتكن. نسكن ضفائركن ونتناول الشمس في لمعان ضحكاتكن. (طاهر بن جلون، 1999) حب ما الذي علي عمله لكي أكلمك عن سهاد الحب بما أننا في بلدي لا نتحدث عنه إلا بالاستعارة؟ هل تفهمين قوة المشاعر إذا قلت لك أنني أموت في حياتك؟ رومانسية في عيني وقلبي أبيض من الحرير كل شيء في يتذكر أحلامك وأحمل في نفسي ظل نظرتك، أنت التي لم تكن موجودة لأنك قبلت اقتراحا على الفور وفي حياتي حملك الألم. ما الذي تفعله الآن الاستعارات والدموع؟ (طنجة، 14 نوفمبر 2006) مديح الآخر من يمشي بخطى بطيئة في شارع المنفى أنت أنا أنظر جيدا، ليس إلا رجل حمله الزمن، التشابه، البسمة على حد الدموع للغريب دوما سماء مدعوكة في أعماق عينيه لا شجرة منزوعة تمنح الظل المفروض لا ثمرة ننظر إليها الوحدة ليست الا مهنة لا وجبة على العشب سحر البوهيميين طلب اللجوء إهانة جرح مبلوع مع الأمل ذات يوم أن نندهش هنا أو هناك. يد قابضة على الفراغ يد قابضة على الفراغ هجرت جسدها لكي تكون تمثالا تحت الأنقاض لا تمسك شيئا وانما تدعك النهار ووجهها الأبدي على ركام الأرض البيضاء تنظر الى البحر وتتذكر: تربت على كتف عار في مقهى الجبل، تضطرب ثم تنجذب لكي تحط على اليد الأخرى. حاليا، الرياح تكسوها بغبار قادم من بعيد، ربما من اليمن، تضع بين أصابعها قليلا من الملح وبعض ورقات شجرة جريحة. (أشعار كاملة، 1995) كل وجه معجزة طفل أسود، ذو بشرة سوداء، عينين سوداوين، ذو شعر قصير أو مجعد، طفل. طفل أبيض، ذو بشرة وردية، ذو عينين زرقاوين أو خضراوين، ذو شعر أشقر أو طويل، طفل. كلاهما، الأسود والأبيض، لهما نفس البسمة حينما تربت يد على الوجه. حينما ننظر إليهما بحب ونتحدث إليهما بحنو. يسكبان نفس الدموع إذا ضايقناهما، إذا فعلنا ما يضرهما. لا يوجد وجهين متشابهين تماما. كل وجه معجزة، لأنه فريد. وجهان من الممكن أن يتشابها، ولكن لا يمكن أن يكونا واحداً. العيش معا مغامرة الحب، الصداقة لقاء مع من ليس أنا، مع المختلف عني ويثريني. في بلادي في بلادي لا نقرض نتقاسم صحنا مردودا غير خال أبدا، خبز بعض الفول أو حفنة ملح.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©