الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

حنيف: التجربة التعليمية السنغافورية ثرية ومفيدة

12 نوفمبر 2006 01:56
دبي- الاتحاد: اختتم معالي الدكتور حنيف حسن وزير التربية والتعليم زيارته لسنغافورة بلقاء رئيس وزرائها السابق ''لي كوان يو'' ومؤسس نهضتها الحديثة والذي تمكن من تحويل هذه الجزيرة النائية خلال 31 عاماً إلى مركز تجاري ومالي هام في العالم، وأشار الدكتور حنيف حسن إلى أنه كان حريصاً على لقاء لي كوان للاستماع إلى فلسفته في بناء نظام تعليمي مرتبط بالدرجة الأولى باحتياجات الإنسان في الدولة التي كانت تعاني من فقر شديد، ولا تمتلك أية موارد طبيعية· وأكد ''لي كوان يو'' أنه اعتمد في رؤيته تطوير قدرات ومهارات الإنسان كركيزة أساسية للتنمية، وبناء نظام تعليمي يلبي متطلبات تأسيس الدولة ومواصلة مراحل التنمية، وأضاف: تم التركيز على مهارات الاتصال واللغة الإنجليزية لتصبح هي اللغة التي تجمع كافة فئات الشعوب على اختلاف لغاتهم وأعراقهم وخلفياتهم الثقافية مع المحافظة على اللغة الخاصة بكل قومية داخل الدولة، وهو الأمر الذي أحدث توازنا ساعد على مواكبة تطور سوق العمل والمهارات المطلوبة لاستيعاب الاقتصاد الجديد· وحول نتائج زياراته للمدارس والمؤسسات التعليمية في سنغافورة أوضح معالي الدكتور حنيف حسن أن أغلب المدارس في سنغافورة تعتمد ثنائية اللغة في المناهج التعليمية، فاللغة الإنجليزية كانت اللغة السائدة إلى جانب اللغات الأخرى مثل الصينية التي ينتمي إليها أكثر من 80% من الشعب السنغافوري، مشيرا إلى أن المبدأ الايجابي في تلك التجربة هو التركيز على التدريب والتطوير المهني المستمر لكافة العاملين في المؤسسات التعليمية، سواء في القيادات التربوية أومديري المدارس أوعلى صعيد البحوث التربوية، ومراقبة أداء المعلمين والطلبة في المدارس، بناء على خطط تعتمدها المؤسسة التي تشرف على التعليم، ومن ثم النظر في تطوير المناهج أوطرق التقويم· وأضاف: البحوث التربوية تحتل جانبا مهما في النظام التعليمي هناك، فمن خلال المعهد الوطني للتعليم الذي قمنا بزيارته تعرفنا على البرنامج الذي يتبعه وخطة عمل وزارة التربية والتعليم في دعم برامج البحوث الميدانية التي تصب في خدمة الطلبة ومتابعة أدائهم في الميدان· التقنيات الحديثة وأشار معالي وزير التربية إلى أن الجانب الإداري والمالي للعمل في سنغافورة يتميز بكفاءة عالية في الأداء، حيث يربط جميع الخطط والبرامج بتقنية المعلومات واستخداماتها في التعلم، ولفت إلى أن النظام التعليمي في سنغافورة على اتصال دائم بالمناهج الدراسية، من خلال متابعتها باستمرار، وخصوصا في مادتي الرياضيات والعلوم اللتين تعتمدان منهاجا متطورا قائما على التحليل والنقد، واستطاعت من خلال تعليم هاتين المادتين أن تحقق مراكز متقدمة على مستوى التعليم· البقاء'' للأذكى'' وثمن الدكتور عبدالله المغربي المستشار بوزارة شؤون الرئاسة بحث السنغافوريين في تجربتهم التعليمية عن التميز من خلال إستراتيجية واضحة المعالم، فالبقاء من وجهة نظرهم ليس للأقوى، وإنما'' للأذكى''· وأضاف: استفدنا من الزيارة، حيث تعرفنا عن قرب على الأسلوب والمنهجية اللذين يتبعونهما في مجال تكنولوجيا المعلومات ومجالات تدريب وتأهيل المعلمين وتقييم أدائهم، والمسؤولون عن التعليم في دولة الإمارات بحاجة لهذه الزيارات للاطلاع على خبرات الآخرين، خاصة في ظل المراجعة المنهجية للنظام التعليمي في الدولة حاليا· وأشار المغربي إلى أن المعهد الوطني السنغافوري لتدريب المعلمين هو حجر الأساس في تنفيذ إستراتيجيتهم التعليمية، عن طريق تأهيل المعلمين وتزويدهم بكل ما يحتاجونه من معارف ومهارات لتنفيذ خططهم التعليمية داخل المدارس، وهناك شعور دائم لدى الشعب السنغافوري بأن استمراريتهم في عالم المعلومات يتطلب منهم إتقان التكنولوجيا واستعمالها بشكل مكثف، ولذلك فهم حريصون أن تكون سنغافورة الأولى في مجال مدارس المستقبل، وهم مؤهلون أن يعيشوا هذه التجربة أكثر من غيرهم· شهد اليوم الأخير للزيارة جولات مكثفة للمؤسسات التعليمية، حيث قام معالي الدكتور حنيف حسن والوفد المرافق له بزيارة مدرسة ''هوا شونج'' الخاصة، وهي واحدة من ثلاث مدارس خاصة في سنغافورة، بفضل قوة المدارس الحكومية التي يتهافت أولياء الأمور على إلحاق أبنائهم بها، كما قام الوفد بزيارة مدرسة ''هيلدا'' الابتدائية التي يبلغ عدد الطلبة فيها 2500 طالب وطالبة، ويصل عدد المعلمين بها إلى 117 معلما، وتبلغ الكثافة الطلابية في صفوفها حوالي 44 طالبا، وتتميز المدرسة بالانضباط والأنشطة المتعددة، وهو أسلوب تتبعه كثيرا المدارس هناك عن طريق تقليص المواد الدراسية والتخفيف من أعباء المعلم لإتاحة فرصة أكبر لممارسة الأنشطة الصفية التفاعلية مع الاهتمام بتعليم الأساسيات في المراحل الأولى من التعليم والتركيز على التخصص في المراحل المتأخرة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©