الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإبراهيمي: من السابق لأوانه القول إن الأسد يجب أن يتنحى

الإبراهيمي: من السابق لأوانه القول إن الأسد يجب أن يتنحى
19 أغسطس 2012
عواصم (وكالات) - أعلن الممثل الخاص المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أمس، أنه يحتاج على نحو عاجل إلى معرفة الدعم الذي يمكن أن تقدمه له الأمم المتحدة، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه من السابق لأوانه القول إن كان الرئيس بشار الأسد يجب أن يتنحى. وأعلنت الإدارة الأميركية دعم الإبراهيمي مع التمسك بالعملية الانتقالية السياسية. فيما توقعت الحكومة الروسية عمل المبعوث الجديد على أساس خطة سلفه المبعوث الأممي العربي كوفي عنان، داعية إلى إعلان وقف جديد لإطلاق النار. وقال الإبراهيمي في مقابلة مع “رويترز” “إنه يدرك جيداً مشكلة مجلس الأمن، وأنه لذلك سيحتاج لأن يستوضح على نحو عاجل مدى التأييد الذي ستمنحه إياه الأمم المتحدة لضمان حصول مهمته على فرصة أفضل للنجاح”. وأضاف “عندما أذهب الى نيويورك، سأطلب الكثير من الأشياء..كيف ننظم أنفسنا ومن الذي سنتحدث معه ونوع الخطة التي سنضعها..سنبدأ مناقشة كل هذه الأمور ونوع التأييد الذي سأحصل عليه ونوع التأييد الذي سأحتاج إليه للقيام بهذه المهمة”. وأوضح الإبراهيمي أنه سيتوجه إلى نيويورك الأسبوع المقبل لتولي مهمته رسمياً، ثم سيتوجه في وقت لاحق إلى القاهرة ليجتمع مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي. وسلم بأن المشاكل التي واجهها عنان دفعته للتروي، وقال “عانيت كثيراً قبل تولي مثل هذه المهمة وكنت أبحثها مع الأمم المتحدة والأمين العام للامم المتحدة، وكيف يرون ذلك وكيف سأعمل في هذا السياق”، وقال الإبراهيمي في مقابلة أخرى مع قناة تلفزيون “فرنسا 24” إنه سيجتمع قريباً مع مجلس الأمن، وأضاف “سنبحث بجدية شديدة كيف يمكنهم المساعدة..إنهم يطلبون مني أن أقوم بهذه المهمة..إذا لم يدعموني فإنه ليس هناك مهمة..إنهم منقسمون لكنهم بالتأكيد يمكنهم أن يتحدوا على شيء مثل هذا، وآمل أن يفعلوا ذلك”. وتابع وهو يصف الوضع في سوريا بأنه رهيب ومرعب تماماً “إنه سيبذل قصارى جهده لإيجاد سبيل لإنهاء الصراع”، وأضاف “لم يكن بوسعي أن أرفض في مثل هذا الموقف، حيث مئات وآلاف وربما ملايين يعانون بغض النظر عن مدى صعوبة الموقف”. غير أن الابراهيمي رفض أن يستدرج بشأن إن كان يعتقد أن الأسد يجب أن يتنحى، وذلك في تناقض مع عنان الذي قال إنه من الواضح أن الرئيس السوري يجب أن يتخلى عن منصبه. وقال عندما سئل إن كان سيطالب الأسد بالاستقالة “من المبكر جداً بالنسبة لي أن أقول هذا..إنني لا أعرف بدرجة كافية ما يحدث”. لافتاً إلى أنه لم يجر أي محادثات مع الأسد، لكنه سيجتمع معه ومع زعماء المعارضة في أقرب وقت مناسب. وأضاف “”هذا مبدأ أساسي آخر..لا ترفض أبداً أن تتحدث إلى أي شخص وإذا كان من أجل شيء فمن أجل فهم الموقف”. وأكد المبعوث الجديد أن الدعم القوي لا يعني بالضرورة قراراً تحت الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز فرض عقوبات، وصولاً إلى السماح باستخدام القوة. وقال “إن صدور قرار تحت الفصل السابع أو عدمه هو أمر ثانوي..المهم هو وجود تأييد حقيقي وقوي من مجلس الأمن، ومن المجتمع الدولي بشكل عام، ومن الدول العربية من دون أي شك أيضاً”. وأكد الإبراهيمي أنه كان على اتصال مع عنان في الأشهر الأخيرة، لكنه امتنع عن التعقيب على سبب فشل عنان في مهمته أو إن كان قد تلقى نصيحة بتجنب القيام بمبادرات معينة، وقال “كنت على اتصال مع عنان طوال الوساطة وفي الحقيقة تحدثت إليه فقط”، وأضاف “لا يمكنني التعقيب على خطته للسلام، لكن يمكنني القول إننا سنحاول حل هذا الصراع واليوم أفضل من الغد”. وأضاف “الآن نتحدث عن سوريا..ما شاهدته في أماكن أخرى سيكون مفيداً تذكره وربما تكون هناك أفكار بشأن كيف تفعل بعض الأشياء وأفكار بشأن كيف تتجنب عمل أشياء”، وتابع قائلاً “السوريون هم الذين سيصنعون السلام أو الحرب ولا أحد آخر، وسنكون هناك لمحاولة مساعدتهم بقدر ما هم مستعدون لقبول مساعدتنا”. إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية في بيان أن الولايات المتحدة مستعدة لدعم الإبراهيمي للرد على تطلعات مشروعة بتشكيل حكومة تمثل الشعب السوري. وقال بيان “إن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون توجهت إلى السوريين قائلة، “لستم وحدكم، وأن الاسرة الدولية ما زالت متمسكة كلياً بالعملية الانتقالية السياسية من قبل السوريين إلى نظام تعددي يمثل إرادة الشعب”. ونقل البيان عن كلينتون قولها أيضاً “إن الذين يرتكبون مجازر سوف يتم التعرف إليهم وتحميلهم المسؤولية”. ورحبت روسيا بتعيين الإبراهيمي، وقالت وزارة الخارجية في بيان “نتوقع أن يستند الإبراهيمي في عمله على أساس “خارطة الطريق” التي أعدها عنان، وبيان اللقاء الذي أصدرته في يونيو مجموعة العمل حول سوريا في جنيف، وكذلك القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن”، وأضافت “نأمل في أن يواصل الاتصالات مع كل الأطراف السورية وأن يدفعها إلى وقف العنف سريعاً وإطلاق حوار سياسي حول مستقبل البلاد”. ودعا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مقابلة بثتها شبكة “سكاي نيوز عربية” إلى إعلان وقف جديد لإطلاق النار، وقال “إن هذه الجهود لن تؤدي إلى أي نتيجة إذا لم يتوقف العنف، وذلك ليس رهناً بالإبراهيمي، ولا بالمراقبين الذين بالكاد راقبوا كيف جرى احترام الهدنة في أبريل”، وأضاف “الآن نقترح مجدداً إعلان هدنة مماثلة، لكن تحت مسؤولية أطراف أجانب لها نفوذ على الحكومة، وكذلك على الفرق المسلحة للمعارضة”. ورفض اعتبار ما يحدث في سوريا بأنه ثورة، ووصفه بأنه “نزاع مسلح”، وإن كان قد أقر بارتكاب النظام أخطاء كثيرة وتأخر جداً في الاستجابة لمطالب الإصلاح. لكنه عاد وشدد على أن أحداً لا يمكنه إقناع الأسد بالتنحي، وقال “نحن ندين النظام على ما يرتكبه من خروق وندين المعارضة أيضاً”. وأضاف “لا يوجد أي دعم للنظام السوري في موقفنا، لقد قمنا بإدانته وانتقاده وطلبنا منه قبول المبادرة العربية وخطة عنان، والأسد نفذ كل ذلك بغض النظر عن ممارساته الأخرى”، وأضاف “الأسد يتعرض لضغوط من الأطراف كافة، ويعاني العقوبات، ورغم ذلك لو كان المشاركون في جنيف مخلصين في نواياهم، لكانوا قد طالبوا بالموافقة على الحوار بين المعارضة والحكومة”. ورفض لافروف فكرة فرض حظر جوي على سوريا، معتبراً أن ذلك سيكون انتهاكاً للسيادة إن شمل أراضي سورية، وقال “إن حل الأزمة في سوريا يتمثل في بيان جنيف الذي يدعو إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا”. وجدد رفض بلاده التهديد باستخدام القوة، مشدداً على أن الغرب تجاهل التحذيرات الروسية بشأن التدخل المسلح. واتهم قوى خارجية بالضلوع في استمرار الصراع، وقال “إن البعض يبحث عن ذرائع لتشريع التحرك العسكري، لكن حل الأزمة يجب أن يستند إلى احترام الأعراف الدولية ووحدة الأراضي السورية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول”. ودعا لافروف السوريين إلى الجلوس معاً على طاولة المفاوضات، موضحاً أنه لا يمكن إقناع الرئيس السوري بسحب قواته من جانب واحد، وأدان انتهاكات النظام والمعارضة على السواء. وقال “إن الحوار السياسي لن يبدأ، وهذه الجهود لن تأتي بنتائج نهائية ما لم يتم وقف العنف، وهذا أمر لا يتعلق بالإبراهيمي، ولا يتعلق بالمراقبين”. وأضاف “الآن نحن نعرض مرة أخرى إعلان هدنة، لكن تحت مسؤولية اللاعبين الخارجيين، الذين يملكون تأثيراً على الحكومة وعلى المجموعات المسلحة من المعارضة، فإن أردنا جميعاً نجاح العملية السياسية، علينا بشكل جماعي الضغط على جميع المجموعات المعارضة وإرغامها على وقف النار وإقناعها بالتبليغ عن أسماء مفاوضيهم وإرسالهم إلى مكان مناسب للجميع الذي سيتم التوافق عليه وبدء الحوار والتوافق حول هيئة انتقالية وتحديد مصير القوانين الرئيسية، بما في ذلك الدستور وبالطبع الإعداد للانتخابات”. وأكد لافروف موقف بلاده من أن مسألة تنحي الأسد لا يمكن أن تكون مفروضة من الخارج، وقال”إنها مسألة يحلها السوريون بأنفسهم، كما هي الحال في أي دولة، حيث يقرر الشعب مصير رئيسه”. وأضاف “يجب سؤال الشعب السوري، وكما قلت سابقاً، النظام ارتكب الكثير من الأخطاء، لكن أحد الأسباب التي عقدت النزاع، الذي بدأ بعيداً عن القوة ومن ثم استعملت القوة والمواجهات المسلحة، تكمن فيما يلي، أن من طالب منذ البداية برحيل الأسد تجاهل مصالح قسم من الشعب الذي ولنعترف بذلك رأى ويرى بأن الأسد ضمان لحقوقه وأمنه في الدولة السورية”. لافتاً الى أن سوريا تتكون من خليط طائفي وعرقي معقد، وأن الاقلية التي تجمعت خلف ظهر الأسد على أمل أن يدافع عن حقوقها هي أيضاً جزء من الشعب، ولهذا السبب، فإن الجانب الروسي ليس من باب العبث أشار مرات إلى أنه قبل أن يتم التوافق على معايير الدولة السورية المستقبلية، من الضروري التوصل إلى اتفاق حول ضمانات وثيقة للحفاظ على حقوق الأقليات العرقية والدينية، وبعد ذلك فقط يمكن مناقشة الأمور المتبقية..إنها مسألة مبدئية”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©