بيروت - الاتحاد ووكالات الانباء: فشلت قيادات ''التشاور'' اللبناني امس في التوصل الى اتفاق حول توسيع الحكومة الحالية بسبب رفض الاكثرية النيابية اعطاء الثلث المعطل الى المعارضة التي سارعت الى الرد باعلان استقالة الوزراء الخمسة الممثلين لـ''حزب الله'' و''حركة امل'' من الحكومة وفق ما اكد رئيس كتلة الحزب النيابية محمد رعد، متهما الاكثرية بالتفرد بالسلطة· فيما لم يستبعد مصدر سياسي رفيع المستوى في الحزب اتجاه الامور نحو الاسوأ عبر التحركات الاحتجاجية قريبا (في اشارة الى التهديدات السابقة باللجوء الى تظاهرات الشارع لاسقاط الحكومة التي كان لوح بها حزب الله والتيار الوطني الحر) والتي رد عليها فريق الاكثرية ''14 مارس'' بالتلويح بالخيار ذاته·
وقال بيان مشترك مقتضب لـ''حزب الله'' و''حركة امل'' ''انه مع الاصرار على ان تأخذ اللعبة الديمقراطية مداها الطبيعي فاننا نعلن استقالة ممثلينا من الوزراء في الحكومة الحالية متمنين للاطراف المشاركة فيها كل الخير بما فيه مصلحة لبنان''·
وعلل البيان سبب الاستقالة ''بانها جاءت افساحا في المجال امام الاكثرية لممارسة ما تريد بحرية ودون ان نغطي ما لا نقتنع به والذي نرى فيه ضررا على مستوى المصلحة الوطنية العليا انطلاقا من حرصنا على النظام الديمقراطي وحق كل الاطراف في التعبير عن موقفها وفقا للدستور والنظام ومع حرصنا الاكيد على الاستقرار والسلم الاهليين ومصالح جميع اللبنانيين التواقين الى حياة سياسية افضل''· واكد التزام الحزب والحركة بما تم اعلانه خلال جلسات التشاور من مقررات طاولة الحوار وما اجمع عليه المتحاورون لاسيما ما يتعلق بالمحكمة الدولية والموافقة المبدئية عليها· واشار الى اصرار البعض من قوى الاكثرية على وضع شروط ونتائج مسبقة للتشاور ورفض مبدئي لصيغة المشاركة الفاعلة في حكومة وحدة وطنية ضامنة للجميع·
وقال رعد ''استقلنا لان الفريق الاكثري مصر على التفرد بالحكم ولا نريد ان نكون مجرد اعضاء ملحقين بالاكثرية··هذا تنبيه للفريق الاكثري''·
ولـ''حزب الله'' و''حركة امل'' خمسة وزراء في الحكومة الحالية المؤلفة من 24 عضوا هم الخارجية والزراعة والصحة والطاقة والعمل· وقال مصدر سياسي رفيع مقرب من ''حزب الله'' ''نتجه نحو الاسوأ وسيكون هناك تحرك احتجاجي قريبا··الجو في الجلسة الاخيرة كان سيئا جدا وموقف قوى 14 مارس لن يمر من دون رد فعل''·ورفض السنيورة مساء امس استقالة الوزراء الخمسة، وقال في بيان ''يهم رئيس مجلس الوزراء ان يعلن رفضه لاستقالة الزملاء الوزراء الممثلين لحركة امل وحزب الله حتى لو تسلم كتاب الاستقالة رسميا وهو ازاء ذلك يعلن تمسكه الشديد باستمرار مشاركتهم الفاعلة في الحكومة وهو يدعوهم الى الاستمرار في تولي مهماتهم ومسؤولياتهم''· واضاف إن الحكومة تمارس الحكم من خلال التمسك بأحكام الدستور نصا وروحا وستظل متمسكة بها، كما ستبقى على سعيها في التعاون والانفتاح على جميع الاطراف من اجل إيجاد الحلول التي تؤمن مصالح لبنان العليا''· لكن مصدر سياسيا رفيعا مقربا من الحزب قال ان عدم قبول الاستقالة لن يغير شيئا وان الوزراء سيبقون على استقالاتهم·
وكانت جلسة التشاور الرابعة في مبنى البرلمان استمرت نحو ساعتين غادر بري بعدها وعبر باب جانبي الى المطار ومنه الى ايران من دون اي تعليق او مؤتمر صحافي او اي تحديد لجلسات اخرى· فيما تسربت معلومات من داخل الجلسة بانها شهدت جوا من التشنج وان المناقشات الفعلية لم تستمر اكثر من نصف ساعة وان الساعة والنصف الباقية انما كانت للمشاورات الجانبية وابرزها بين رئيس الوزراء فؤاد السنيورة والنائب ميشال المر وبين بري ووزير الاعلام غازي العريضي وبين النائب سعد الحريري ورئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع والنائب وليد جنبلاط·
ووفق المعلومات نفسها فان قوى ''14 مارس'' رفضت بشدة المقايضة بين تمرير المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري مقابل موافقتها على الثلث المعطل للمعارضة في الحكومة، واشارت الى ان بري انهى الجلسة بسبب انزعاجه من ادراج موضوع المحكمة على جدول الاعمال من دون علمه· وقال النائب الجنرال ميشال عون ''السلطة التشريعية معطلة من خلال تعطيل المجلس الدستوري والسلطة التنفيذية معطلة بغياب الثلث المعطل''، مشيرا الى ان المتحاورين لم يصلوا الى نتيجة وان الجلسة رفعت من دون تحديد اي موعد جديد·
اما جعجع فقال من جانبه ''لم يحصل اي تقدم لكن عدم تحديد موعد جديد سببه سفر بري الى ايران في زيارة تستمر حتى الاربعاء''، ولفت الى ان موضوع المحكمة الدولية لم يطرح لان مجلس الوزراء كان اتخذ قراراً بالاجماع بهذا الشأن· واعتبر ان الثلث المعطل غير قابل للبحث وان مبدأ التشاور ما زال قائماً لكن للاسف يحاول البعض تعطيل المحكمة الدولية· لكنه استبعد النزول الى الشارع وقال ''اليوم لم يحصل اي تقدم··لا اعرف من الذي يشيع اجواء خوف وقلق مثل كأن شيئا ما سيحصل··لن يحصل اي شيء··فقط لم يتم التوصل الى تفاهم''·
وشدد جعجع على ان قوى ''14 مارس'' ليست في وارد القبول بالثلث المعطل للمعارضة وان الباقي كله قابل للبحث· كما نفى جعجع ما تردد حول غيابه عن الجلسة لاسباب سياسية وقال ''كان هناك ظرف خاص جداً وعندما تبين ان ليس من مجال لتحديد موعد آخر بسبب غياب بري حضرت''· واضاف ان هناك اجماعا بل ترحيبا بمشاركة كتلة عون بالحكومة لكن من دون الثلث المعطل·
وقال النائب بطرس حرب احد اقطاب ''14 مارس'' ان طرح موضوع المحكمة الدولية على المتحاورين واعلان السنيورة طرح هذا الموضوع على مجلس الوزراء غدا الاثنين ادى الى افشال الجلسة، الا انه اضاف أنه لا يمكن القول بأن المفاوضات برمتها منيت بالفشل· فيما قال النائب علي حسن خليل من ''حركة امل'' ''لا اجواء متشنجة والشارع غير وارد الان''· كما سعى النائب المعارض ميشال المر الى الطمأنة حول فرص مواصلة الحوار، موضحا انه سيتم تحديد موعد لاستئناف التشاور لدى عودة بري من طهران·
وقدم النائب غسان تويني خلال الجلسة كتاباً الى بري حول توقيع عريضة نيابية تطالب باستقالة رئيس الجمهورية العماد اميل لحود، وجاء فيها ''لما كانت تصرفات رئيس الجمهورية قد ادت الى ازمة حكم فثمة اجماع على ضرورة الحؤول دون تفاقمها وجئنا بهذه العريضة ونرجو ان تطلبوا الى رئيس الجمهورية ايداعكم استقالته التي تصبح نهائية وفق التقاليد الدستورية عند تقديمها الى البرلمان''· مشيرا الى ان عددا من النواب سيوقعون على هذه العريضة مطلع الاسبوع المقبل·
عدد اليوم
