المالكي يتعهد بتشكيل حكومة «لا يهمّش فيها أحد»

كلف الرئيس العراقي جلال طالباني رسميا امس رئيس الوزراء نوري المالكي بتشكيل حكومة جديدة وفق شراكة ممثلة لجميع الاطراف، تنهي الأزمة السياسية المستمرة منذ اكثر من ثمانية اشهر. فيما اكد المالكي بعد تسلمه رسالة التكليف “ان الحكومة ستكون بمشاركة الجميع ولا يهمش فيها احد”. ودعا المالكي الكتل السياسية الى تقديم مرشحين ذوي كفاءة يتمتعون بالنزاهة والاخلاص لتشكيل حكومة قال “إن الجميع سيكون مسؤولا عن نجاحها وعما تواجهه”. واضاف “ان البناء والاعمار يجب ان يسبقه تثبيت الأمن وهو مسؤولية الجميع”، داعيا في هذا الصدد الى مساندة الاجهزة الامنية في تصديها للارهاب. وشدد المالكي على ضرورة العمل لتجاوز خلافات السابق وفتح صفحة جديدة والتعاون من اجل بناء المؤسسات، مشددا على التعاون التام بين السلطات الثلاث لا سيما التشريعية والتنفيذية، لافتا الى ان تجربة الحكومة السابقة لم تكن مشجعة”. وجرت المراسم الرسمية لتكليف المالكي بتشكيل الحكومة وفق مهلة محددة بـ30 يوما في قصر السلام مقر طالباني بحضور رئيس البرلمان اسامة النجيفي ونائبيه و22 شخصية من “التحالف الوطني” و10 شخصيات من القائمة العراقية و10 من التحالف الكردستاني وممثلين عن الكتل وقادة الاحزاب. ودعا طالباني الى حكومة من كافة مكونات الشعب العراقي دون أن تستثني أحدا، وأن يتم الالتزام بالدستور وخلق أجواء التعاون مع مجلس النواب، باعتباره ممثلا للشعب، مؤكدا ضرورة مد جسور التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة لتحقيق المصالح المشتركة، مع عدم تدخلها بالشؤون الداخلية”. كما دعا الحكومة المقبلة الى مكافحة الفساد، وتذليل العقبات أمام القوات المسلحة لكي تنهض بمهامها”. وقال المالكي خلال كلمة في المراسم “إنني اتوجه الى الشعب العراقي العظيم بكل اطيافه وشرائحه ومذاهبه وقومياته وأديانه، وإلى اخواننا السياسيين على ضرورة تجاوز الخلافات التي طرأت خلال المراحل السابقة لنضعها خلف ظهورنا ونفتح صفحة جديدة يسودها التعاون والتكاتف، وليكن هدفنا جميعا هو خدمة العراق لا خدمة الأحزاب والكتل وغير ذلك، وليتقدم هذا الهدف على جميع الأهداف الأخرى”. واعترف المالكي بصعوبة مهمة تشكيل الحكومة، وقال “أعلم جيدا ان المهمة ليست سهلة ولاسيما في الظروف الحالية التي يمر بها العراق، وان أحدا منا لا يستطيع النهوض بها بمفرده ولابد من تكاتف جميع الجهود وحشد كل الإمكانات دون استثناء من أجل أن ننجح ونجتاز ببلدنا هذه المرحلة الحساسة من تاريخه العظيم”. واضاف “اننا أمام مهمة كبيرة وتركة ثقيلة، لذا أجد لزاما علي أن أدعو جميع الكتل لأن تضع هذا الأمر نصب عينها في ترشيحاتها لمختلف المناصب الوزارية، فتبحث عن الكفاءة والمهنية والنزاهة كمعايير أساسية لترشيحها سعيا الى حكومة فعالة وكفؤة قادرة على اختصار المسافات بعيدا عن التسييس والتحريض والتنقيب عن الإثارة السلبية والاصطفاف”. إلى ذلك، اعتبر عزت الشابندر عضو ائتلاف دولة القانون الذي يرأسه المالكي “أن زعيم القائمة العراقية أياد علاوي وبسبب فشله في المعارضة والعملية السياسية لم يعد مهما في القائمة وحضوره حفل تكليف المالكي من عدمه لن يؤثر في شيء”. بينما قال المتحدث باسم “العراقية” حيدر الملا إن تغيب علاوي عن حفل التكليف لم يكن لأسباب شخصية وان تمثيل القائمة في هذه المناسبات لا يعني حضور جميع أعضائها”. من جهة ثانية، قال عضو في البرلمان من تحالف المالكي طلب عدم نشر اسمه “إن كل الوزارات مهمة لكن التحالف الوطني مهتم بالحصول على وزارة النفط ومن ثم وزارة المالية”. واتفقت الكتل السياسية على أن يكون علاوي رئيسا للمجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية المقرر ان يصدر بتشريع قانوني، فيما لم تحدد القائمة بعد مطالبها في الحكومة العراقية الجديدة.