السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزملاء والزميلات .. محاذير ومخاطر

15 سبتمبر 2014 01:40
عندما تتحول العلاقات بين الزملاء إلى علاقات أخوية تجمع الموظفين إناثا وذكورا، حيث تجمعهم العشرة وهموم العمل المشتركة وساعات الوظيفة الطويلة، تأخذ تلك العلاقات تلقائياً منحىً منحرفاً عن شارع الزمالة ويتعدى أرصفة الطريق، لتسلك العلاقة بين زميل وزميلته شارعاً فرعياً مليئاً بالمحظورات وأصناف الأخطاء التي لم تكن يوما بالمقبولة في مجتمع محافظ كمجتمعنا. أصبحت صور الولائم الوظيفية التي يقيمها الموظفون مشتركين نساء ورجالا أمرا يوميا مستساغا لدى الغالبية لا ينكره سوى «الرجعيون» ومن بلغوا من العمر عتيا، كيف ينكر أولئك المتخلفون على أخت تناول طعامها مع أخيها زميل العمل الذي يقضي معها ساعات عمل تفوق الساعات التي تقضيها مع أسرتها في المنزل ؟ معتمدة على نيتها النظيفة تجاه زميلها الذي لا تعده أكثر من أخ حيث يسمعها ويحنو عليها أكثر من زوجها وأخيها اللذان ملا سماع ما تردد من المواضيع المستهلكة؟!!. وفي صورة أبعد من مشاركة الزميلة زميلها على موائد الطعام، نجد العلاقة بينهما سلكت طريق تبادل شكاوى العمل إلى أن يصلا إلى تبادل أطراف الحديث عن البيت وهمومه، وماهي سوى مرات من الحديث حتى يشكو أحدهما شريك حياته، متظاهرا كل منهما بأنه عصفور وديع بريء لا يسمع منه سوى الزقزقة الناعمة لكنه تورط بالارتباط بمن لا يليق به من محبي الشر والوحشية، ولو خير كلاهما من جديد لما اختارا ذلك الشريك الذي أحال حياتهما إلى سواد وكآبة. وهنا يقع المحظور من إزاحة الستائر عن أسرار البيوت وإطلاع الغريب على خفايا العلاقات المقدسة التي أسست على الخصوصية والستر، وتستمر بتقيد الزوجين واحترامهما لخصوصية العلاقة الزوجية. يتساءل ذلك الزميل بانبهار «يا سلام على فلانة صدق أنها حرمة، واللي خذها غنمبها خلوا أم السعف والليف حرمتي تيي تشوف الحريم كيف يعاملن رياييلهن »، متناسيا أن ما سمع كلمات وصلته من طرف واحد عرف بالكيد العظيم، وإلا كفاه بشكوى المرأة زوجها رجلا غريبا كرها ومقتا لأخلاقها الخالية من بديهيات المبادئ وضرورات الأخلاق. كما تسعد أختنا «التائهة» بسماع كلمات تطرب أذنها جاد بها لسان ذئب بشري نصب شباكه لاصطيادها فتردد «ليتني قابلت فلان قبل لا أبتلي بالعلة اللي عندي في البيت جان صدق عشت الحياة اللي أتمناها» مخدوعة بتذوق لطيف الكلم، ولو تأملت قليلاً لأدركت أن الأولى بخير الفعال والكلام أهل الرجل، كما قال سيد البشر وأسوتهم «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي». تحلو الأقنعة ويجاد التمثيل بين امرأة ورجل تجمعهما دراسة أو زمالة عمل لكنه مستحيل الاستمرار بين زوجين لسنين، فالعلاقة الزوجية تشهد شراكة اثنين في شتى زوايا الحياة مما يسقط الأقنعة ويكشف الحقائق، ثمة حدود علينا التزامها في علاقاتنا الوظيفية، فلا نهون الأفعال ونصغرها حتى تبدو أنيقة لائقة «شراة أخوي وشراة أختي». الزميلان ليسا بأخوين وغالباً ما يقعان فيما لا يحمد عقباه، كل الحوادث مبدأها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر. نورة علي نصيب البلوشي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©