الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

باحثون ورواة يستعرضون أهمية الحكايات الشفهية لحفظ تاريخ المكان والناس بالمنطقة

باحثون ورواة يستعرضون أهمية الحكايات الشفهية لحفظ تاريخ المكان والناس بالمنطقة
15 سبتمبر 2014 01:39
جهاد هديب (أبوظبي) قال الدكتور ناصر علي الحميري، مدير إدارة التراث المعنوي في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، إن الهيئة «عملت على إعطاء التراث أولوية خاصة باعتباره الحاضن لماضينا، وقيمنا، والداعم لمسيرتنا. لذا حرصنا على حصر عناصره، وفق مناهج وأساليب حديثة، كما خطونا باتجاه تعريف العالم بخصائصه وقيمه الإنسانية الواسعة». جاء ذلك في افتتاح أعمال المؤتمر الخليجي الأول للتراث والتاريخ الشفهي الذي تقيمه الهيئة في فندق ريتز كارلتون بأبوظبي، ويستمر حتى مساء الغد بمشاركة اثني عشر باحثاً وأحد عشر راوياً وتسعة من رؤساء الجلسات من الإمارات وجميع دول مجلس التعاون الخليجي. وأضاف الدكتور الحميري: «أجد في هذا الملتقى فرصة ثمينة نتدارس فيها أهمية التاريخ الشفهي في توثيق وصون تراثنا الخليجي، والخطوات التي قطعتها مؤسساتنا الحكومية والمجتمعية في هذا المضمار وما يمكن أن نصل إليه من رؤية تعزز الجهود وتغني التجارب وتفتح الآفاق نحو مزيد من تبادل الخبرات وإثراء المنجزات الثقافية والتراثية». ثم بدأت أولى جلسات المؤتمر التي رأستها الدكتورة عائشة بالخير وتحدث فيها: الدكتور حسن قايد الصبيحي «التدوين الشفهي ـ بادية الإمارات نموذجاً» والدكتورة فاطمة أحمد عبيد المغني النقبي «تجربة شخصية في التوثيق الشعبي». تجارب إماراتية وتناولت ورقة الدكتور الصبيحي إحدى التجارب الخاصة بتدوين مختارات من العادات والتقاليد من جهة، والعمل على رصد الحرف اليدوية التي كان أهل البادية يحرصون على إنتاجها وتسويقها أو المقايضة بها نظير سلع أخرى تلبية الضرورية، حيث شكلت مواجهة الظروف القاسية في الصحراء أو القرى النائية «فقد شكلت نهاية السبعينيات مرحلة نشطة للبحث في قضايا تراث وتاريخ الإمارات ووضع خطط تجميع وتوثيق الموروث التاريخي والشعبي الكائن في صدور الناس رجالا ونساء»، بحسب ما جاء في الورقة. ثم تطرق الدكتور الصبيحي إلى جملة الجهود في الجمع والحفظ والتوثيق لقصص وحكايات تنطوي على مدلولات تاريخية وتراثية قد تتعرض للطمس والنسيان بمرور الزمن وتقدم العمر بحملة التراث، ساعياً إلى استخلاص التقاليد الأكثر أهمية والأكثر عرضة للتجريف بفعل الضخ المستمر للقيم الغربية في تراثيات الذاكرة الوطنية، وكذلك التركيز على المهن التقليدية ونماذج الحرف التي سادت، ثم بادت بفعل التطور الحضاري والتطور في مصادر الثروة وسوى ذلك من العوامل. أما الدكتورة فاطمة أحمد المغني النقبي، فأشارت في مستهل ورقتها إلى أن «التاريخ الشفهي يعتبر بوابة حقيقية لتوثيق التراث اللامادي في أي دولة، فلولا تلك الكنوز البشرية من الرواة والإخباريين الذين حملوا راية الكلمة، وتناولوا هذا التاريخ الشفهي والأخبار والعادات والتقاليد والمعتقدات وكل فنون التراث فتواصلت عبر الأجيال العديدة لما كتب لهذا الإرث الثقافي الاستمرار». وفي سياق الحديث عن تجربتها في الجمع والتدوين الشفهي، الذي اعتبرته عشقها الأول، تحدثت عن طبيعة نشأتها في كنف جدين كانا يرويان لها الحكايا، وكذلك المعايشة اليومية، عبرهما، لكبار السن من الحرفيين والإخباريين والرواة، وأخيراً عملها في مركز التنمية الاجتماعية في خورفكان. وذلك فضلا عن انتباهها إلى أن التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المتسارعة في الإمارات قد جعلت من تدوين التاريخ والتراث الإماراتي أولوية قصوى. وبعيدا عن الورقة، وفي صلب تجربتها الشخصية أيضاً، تناولت الدكتورة فاطمة أحمد المغني النقبي ذلك الأثر للعديد من الرواة الذين تركوا أثراً كبيراً في تحفيزها على الاستمرار في سعيها للجمع والتوثيق من الرجال والنساء، ومن بينهم: عبيد زايد المغني وعلياء عبيد اليماحي، وهما جداها لأبيها، وأمها شيخة يوسف زايد المغني، وهم جميعاً من الرواة. كما تحدثت عن الرواة: خلفان خلفان علي المفتاح، الذي يعرف باسم «دفتر الشارقة» الذي كان بذاته وثيقة شديدة الأهمية في هذا السياق من البحث العلمي، وكذلك الراوي راشد الشوق والراوي إبراهيم صالح العوضي، حيث تحدثت عنهم جميعا بعاطفة حارّة وسمت الزمن الذي عاشوا فيه بـ«زمن العمر الجميل» رافعة الشكر لهم لما أسدوه لها من نصائح وما منحوها إياه من كلمات. السعودية وعمان وإلى الجلسة الثانية والأخيرة لليوم الأول من المؤتمر التي رأسها عوض علي صالح، وشارك فيها الدكتور مسفر بن سعد الخثعمي «التجربة السعودية في إبراز أهمية التاريخ الشفهي في حفظ وصون التراث - دارة الملك عبد العزيز نموذجاً» من السعودية، والدكتور محمد بن مسلم بن دبلان المهري «لغة العرب الأوائل في أرض الأحقاف - ظفار لغةً وكتابات ونقوشاً» من سلطنة عمان. واستعرض الدكتور الخثعمي في ورقته أهمية التاريخ الشفهي من جهة التعريف برؤية مركز التاريخ الشفهي بدارة الملك عبد العزيز في صدد جمع وحفظ مواد هذا التاريخ متمثلة في إبراز الدور الحيوي للدارة في حفظ وصون التراث، موضحاً خطط واستراتيجيات الدارة عبر إدارته بصورة علمية صحيحة والاستفادة منه، بوصفه أحد مصادر التاريخ الوطني وتصنيف مواد التراث الشفهي، بحسب الأهمية التاريخية وحصر المخاطر والتهديدات البشرية والطبيعية للتراث الشفهي داخل وخارج المملكة العربية السعودية، ثم اتباع سياسة محددة تعمل باستمرار على حماية وحفظ التراث الشفهي في جميع مناطق المملكة في إطار توجّه الدولة بهذا الخصوص. أما الدكتور محمد المهري، فأشار إلى أن «الرواية الشفهية تشكل مصدراً من مصادر التاريخ، هي التي تنتقل من جيل إلى آخر عن طريق الرواية» ساعياً إلى إبراز دور اللغة في هذه الرواية عبر اهتمامه بلغة عربية جنوبية قديمة هي اللغة «الشحرية» فاستعرض جهوداً دامت لربع قرن في جمع مفردات هذه اللغة من أفواه المسنين ومن البحث في النقوش والكتابات على جدران كهوف، حيث لاحظ الباحث علي بن أحمد الشحري، الذي تناوله المهري في ورقته، أبجدية موغلة في القدم بكل أشكالها ورسومها معتقدا بأنها هي ذاتها أبجدية «قوم عاد». كما أوضح الدكتور المهري أن التجربة موضوع بحثه رصدت كل ما يتعلق بهذه اللغة من ظواهر طبيعية وعادات وتقاليد وسوى ذلك مما يثبت نظريته في أن الجنوب العربي هو موطن العرب الأول وبالتالي فلغته، أي الشحرية، هي أصل اللغة العربية. برنامج المؤتمر في يومه الثاني ـ التاسعة صباحا (الجلسة الأولى): حمد حمدان المهندي - رئيسا، والدكتورة فاطمة حسن الصايغ والدكتور علي بن سعيد الريامي متحدثين. ـ العاشرة والنصف صباحا (الجلسة الثانية): سالم راشد المهيري - رئيسا، والدكتور سعيد مبارك الحداد وابراهيم حمد الخالدي ومنى حسن القحطاني متحدثين. ـ الواحدة ظهرا (الجلسة الثالثة): الدكتورة ميثاء سيف الهاملي - رئيسا، والدكتورة عائشة بنت حمد الدرمكي وهند خلوفة آل منصور متحدثتين. وتعقد الجلسات في المكان ذاته في فندق الريتز كارلتون.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©