الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الزياني «متفائل» بإعادة الحكومة اليمنية العملية السياسية إلى مسارها الصحيح

25 أغسطس 2015 23:40
كمبريدج (وام) رأى الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف بن راشد الزياني أن اليمن يواجه الكثير من التحديات والمخاطر منذ قيام بعض القوى الانقلابية (متمردو جماعة الحوثي والمخلوع صالح) بتخريب العملية السياسية بتشجيع ودعم بالسلاح من الخارج وصولا إلى الاستيلاء على السلطة واضطرار الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى المغادرة واللجوء إلى الخارج. وأوضح في كلمة ألقاها مساء أمس الأول خلال افتتاح منتدى أبحاث الخليج الذي ينظمه مركز أبحاث الخليج في جامعة كمبريدج البريطانية أن التحالف العربي بقيادة السعودية وبمساندة العناصر الموالية للحكومة الشرعية اضطر إلى استخدام السلاح بناء على طلب الرئيس اليمني لمنع تدهور الوضع والدفاع عن الشرعية، والآن باتت القوات الشرعية والموالين لها وبمساندة التحالف تسيطر على الوضع مما شجع عناصر الحكومة على العودة. وأشار إلى أن قرار مجلس الأمن رقم 2216 الذي صدر تحت الفصل السابع كان واضحا فقد دعا إلى عودة الشرعية وإنهاء العنف وكذلك كانت القرارات السابقة التي أعطت اليمن الأمل من خلال الحكومة الانتقالية إلا أنها لم تمنع انهيار العملية السياسية. معربا عن اعتقاده بأن الوضع سوف يستقر وأن الحكومة الشرعية ستستأنف دورها الشرعي وتعيد وضع العملية السياسية على مسارها الصحيح. وحذر الزياني من أن الوضع العالمي والإقليمي في المنطقة يزداد سوءا لا سيما أن التوترات القديمة لا تزال كما هي، إضافة إلى بروز تحديات جديدة، ودعا إلى الاستباقية والتفكير في المستقبل بطريقة ابداعية. وقال «إن داعش لا تزال تمثل التحدي الأكبر، وسوريا في خضم الدمار المتزايد وإراقة الدماء لا زالت تنتظر منا الحل، والعنف الشرس في ليبيا لا يزال مستمرا، وما يدعى بعملية السلام في الشرق الأوسط في مرحلة جمود والشكوك بشأن طموحات إيران المزعزعة للاستقرار لا تزال قائمة، كما أن اليمن بات على شفير صراع خطير ولا تزال منطقتنا توصف بأنها الملاذ الأسوأ الذي يحتضن التطرف والإرهاب، وفي الوقت ذاته تعتبر أكبر مستورد للمقاتلين الأجانب فضلا عن الانخفاض الحاد في أسعار النفط الذي لم يسهم في تعزيز الاستقرار المنشود». وأشار إلى الاتفاق بشأن الملف النووي الإيراني الذي تم التوصل إليه بين مجموعة دول «5+1» وإيران. وقال «إننا في مجلس التعاون كنا دائما حذرين بشأن أي اتفاق غير شامل ولا يأخذ في الاعتبار التطلعات الإيرانية الإقليمية المغرضة وتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول الأخرى». وأضاف «علينا أن نقلق جميعا من احتمال استمرار هذه المطامح القديمة مع توفر المزيد من الأموال لتمويل هذه الأنشطة». وأوضح أن وزراء خارجية دول مجلس التعاون ووزير الخارجية الأميركي كانوا شددوا في اجتماعهم الذي عقد في الدوحة أوائل الشهر الجاري على رفضهم الدعم الإيراني للإرهاب وللأنشطة المزعزعة للاستقرار في المنطقة، مؤكدين عزمهم على التصدي للتدخلات الإيرانية. لكنه أعرب عن أمله في أن ينجح الاتفاق النووي الإيراني وأن تصبح المنطقة أكثر أمانا وأن تقوم إيران بعد رفع العقوبات عنها إلى استخدام أموالها لتعزيز الاستقرار لا لزعزعته كي تصبح المنطقة خالية ليس من السلاح النووي فحسب بل ومن التهديدات والطموحات التقليدية. موضحا أن مجلس التعاون سوف يتعاون مع جميع الأطراف ويبذل كل ما في وسعه لتحقيق ذلك. وقال الزياني «إن منظومة مجلس التعاون قامت باتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحسين قدراتها وإمكانياتها المشتركة». مشيرا إلى أنه في ظل إعادة تشكيل ميزان القوى في الشرق الأوسط فإن دول المجلس عليها أن تستعد لما هو أسوأ بينما تعمل وتأمل في ما هو أفضل». ووصف التطرف المتسم بالعنف بأنه أكبر تهديد عالمي وإقليمي في عصرنا الحالي نشأ بداية عن الفراغ الفوضوي الذي أعقب حرب العراق عام 2003 والحرب الأهلية الأخيرة في سوريا مما أدى إلى قيام مجموعات ذات ولاءات ومعتقدات مختلفة باستغلال ذلك الفراغ ومنها «داعش» التي دخلت إلى الساحة ونصبت نفسها دولة الخلافة في العالم في يونيو العام الماضي. وأوضح أن «داعش» قامت وعلى غير المعتاد في أي منظمة متطرفة أو إرهابية باحتلال الأراضي متخطية الحدود المعترف بها دوليا، وقال «إن استعادة الأراضي التي احتلتها داعش ليس بالأمر السهل إلا أنه بالإمكان دحرها عسكريا متى ما عملت مختلف أطراف التحالف وفق نهج جيد التنسيق». مشددا على أن هناك تحديات جساما ينبغي التعامل معها لمواجهة «داعش» مثل تكوين حكومة وطنية شاملة في العراق تضم كل مكونات الشعب العراقي وتغيير النظام في سوريا. وقال الزياني «إن مشكلة التطرف لا تقل خطورة عن داعش لأن من الممكن عبور الحدود السياسية واستعادة الأرض، لكن من الصعب للغاية العبور إلى عقول الأفراد الذين غرست في أذهانهم فكرة الجهاد والتطرف لأي سبب كان». وقال «علينا أن نحاول منع حدوث تغذية الأفكار الهدامة كأول خطوة نبدأ بها وأن نتأكد من تعليم مواطنينا خاصة الشباب منهم التمييز بين الصواب والخطأ بالمفهوم الديني والدنيوي وكذلك التأكد من سلامة برامجنا التعليمية وتأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي وفوق كل ذلك التربية الأسرية». ولفت إلى أن الذين تم تجنيدهم في «داعش» لا ينتمون بالضرورة إلى الطبقة الفقيرة أو غير المتعلمة إذ إن الكثير من المقاتلين حاصلون على درجات جامعية والكثير منهم من أوروبا وأميركا وأستراليا وغيرها من دول العالم المتقدمة حيث أتيحت لهم كل الفرص ومع ذلك هم يتطوعون للقتال مع التنظيم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©